شبكة الصحفيين السودانيين .. إيقاد شمعة في الظلام !! … بقلم: نادية عثمان مختار
7 June, 2009
مفاهيم
رغم أن أعداد الصحف اليومية التي تخرج من المطابع ليلاً لتملأ أرفرف المكتبات صباحا (قديمها وجديدها) في السودان في إزدياد مضطرد !!
وعلى الرغم من أننا نشهد في كل يوم ميلاد صحيفة جديدة يُعلن عن نزولها سوق الصحافة لتنافس مع زميلاتها الاخريات ..!
إلا أن إخراس صوت أي من هذا الصحف على كثرتها يظل موقفاً مرفوضاً جملة ً وتفصيلاً ..!
فما من دولة (محترمة) يرتضي صحفيوها تكسير أقلامهم وموات كلماتهم تحت جبروت القمع والإسكات القسري !!
وعلى هذا الأساس تجئ الوقفة القوية لشبكة الصحفيين السودانيين تضامناً مع صحيفة الوان الموقوفة منذ عام كموقف مشرف وتأكيداً على مبدأ رفض إسلوب إسكات صوت الصحافة والصحافيين في البلاد خاصة في ظل هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به البلاد وهي مقبلة على تحول مفصلي تحت رأية الإنتخابات القادمة بحول الله ..
وكان لحضور بعض القوى السياسية على رأسهم الشيخ حسن الترابي والسيد مبارك الفاضل رئيس حزب الامة الإصلاح والتجديد والسيد ياسر عرمان ممثلاً للحركة الشعبية والشيخ الاستاذ إبراهيم السنوسي وعدد كبير من ممثلي الاحزاب السياسية والقيادات الصحفية، بالاضافة لوكالات الأنباء والفضائيات العربية في يوم التضامن مع الوان أثره الإيجابي والداعم بلا شك في اتجاه تحرر الصحف من قبضة الرقابة وسلطة التعطيل والمنع الجبرية!!
تحدث رئيس تحرير صحيفة الوان الاستاذ حسين خوجلي حديثا موضوعياً أكد فيه وقوفه مع كافة المظلومين من زملاء المهنة الذين لاقوا مالاقته إصدارته من حصار وتشتيت لطاقمها العامل والذي ظل العديدون منهم بلا عمل طيلة هذا العام الذي توقفت فيه الصحيفة عن الصدور وبعضهم أرباب عوائل ومسؤولين عن رعاية أسر سيسألهم عنها المولى في يوم القيامة !!
غض النظر عن أراء البعض ومآخذهم حول ميول وإتجاهات رئيس تحرير صحيفة الوان الاستاذ حسين خوجلي فقد جاءت كلمات الرجل في خطابه لزملائه الصحفيين مشجعة ومؤثرة ومحفزة على بذل المزيد من الجهد والمثابرة ضد قوى التوقيف وإغلاق أبواب الصحف التي من المفترض أنها بوابات مرور ومداخل ومشاعل للحريات التي ينشدها القاصي والداني من أهل هذه البلد العاشق أهله لمعاني الديمقراطية!
إشادة القوى السياسية ورئيس تحرير الصحيفة بجهود شبكة الصحفيين السودانيين كانت لفتة طيبة من أجل خلق مجتمع معافى يشجع على المضي قدماً في طريق تقوية إتحاد الصحفيين عله يكون الناطق الرسمي باسم كل الصحفيين في بلادنا دون اقصاء ولا تهميش من جانب الاتحاد لأي صحفي ودون عزوف لاي صحفي وزهده في خدمات الإتحاد!
لابد للصحافة في السودان من أن تجد مكانها الذي ظلت تطالب به منذ سنوات طوال خاصة وان الإنتخابات الرئاسية على الأبواب ومما لاشك فيه هو ان اعطاء مفاتيح أبواب الحرية للصحافيين ستؤتي اكلها خيرا وسينعكس ذلك على تغطية الإنتخابات الحرة والنزيهة دونما تشكيك من أحد في نزاهتها وليحدث ذلك فلابد من تهيئة المناخ منذ الان ببذر بذرة الحرية وتوسيع ماعون الديمقراطية ليتحرك أهل الصحافة تحت سمائها دون خوف ولا هم يحزنون !!
يقيني انه طالما يسير تحت شمس السودان شباب كأولائك المنافحين عن شرف الكلمة وبراءتها من آثام التعتيم كشباب شبكة الصحفيين السودانية فان الفجر آت لا محالة والصحافة ستكون بألف خير في بلادي يوماً ما..!!