شبه ما بين الفراخ والإسبيرات..!
24 September, 2009
zizetfatah@yahoo.com
ذكر لي أحد الأصدقاء ملحوظة تساءلت إن كان بعض منا قد إنتبه لها ،أم لم يحاول.الملحوظة التي من عمقها يمكن أن تُوصف ،(دون مبالغة) بقراءة إقتصادية كاملة ، نحن نراها وربما نظن أنها لا تخصنا أوتلينا بشكل مباشر ( والحقيقة هي أنها تخصنا لدرجة تأثيرها المتفاقم والذي يزحف بشكل تماسيحي علي حياة الجميع).ألا ترين كيف تتخبط سياسة السوق عندنا؟ - والحديث للصديق- خذي (دكاكين) المنطقة الصناعية مثلاً، أغلبها لسنين مضت كانت بهيئة واحدة وشكل متقارب وحركة تجارية متوازنة ومشاهدة. وكان تجار الإسبيرات في المنطقة مميزون ومتشابهون! الآن تجدي هذه (الدكاكين) القديمة قابعة في مكانها ، إختفت حركة البيع المميزة لها وظهرت أماكن بيع ضخمة البناء واللافتات إبتلعت عدداً من (الدكاكين) المسكينة وصارت الإحتكارية لبيع قطع الإسبيرات أو التوكيل المدعوم للشركات العالمية لا تقوي عليه هذه (الدكاكين)، فلزم أن تضع الشركات العالمية توكيلها لمن تثق في إمكاناته أكثر وقدرته علي الدعاية والعلاقات بذوي النفوذ وأصحاب إتخاذ القرار ، مدارس جديدة من عالم الأعمال (سحقت) الدكاكين وأصحابها وأسرهم . مثال آخر ، نعلم أن الإستثمار في مجال الدواجن صار صناعة لها قوانين وشروط وأهم من ذلك رأس مال قوي يصمد أمام الكوارث المميزة لهذه الصناعة من أمراض دواجن وغلاء أسعار المدخلات من مركزات أعلاف وخلافه. ومن المشرّف أن تتكاثر هذه الشركات وتصبح بالمستوي الذي نراه رغم أن هذا المستوي، الوحيد الذي لم يستفد منه هو المواطن ، فلم يحدث أن إنخفض سعر الكيلو للفراخ عن 9جنيهات في أفضل أسعاره.القطاع الخاص للدواجن لم يحاول الإستفادة من صغارمربّي الدواجن وإحتوائهم داخل دائرة الصناعة الكبري ، ومنهم من إعتمد في تمويل عمله علي البنوك وتلك قصة أخري،فعلي مدي العام عاني هؤلاء المربين من إرتفاع أسعار الأعلاف وقلة واردات بيع الفراخ والبيض فكان نتيجة هذا الكساد تعسرهم البائن وعدم مقدرتهم علي الصمود في مواصلة عملهم كصغار مربين. كان تساؤل صديقي إذا كان سعر المدخلات من ذرة ومركزات وغيره لا يتناسب ومقدرة صغار المربين فكيف إستطاعت الشركات الكبيرة الصمود خلال هذه الفترة وحتي الان دون أن تتأثر كمية إنتاجها من الفراخ المخرجة للسوق؟ فالمنطق أن كل ما زاد إنتاج هذه الشركات كلما زادت التكاليف ، الإجابة التي ألمح إليها أن هذه الشركات ربما لجأت الي إلغاء مرحلة تربية الدواجن وكل تبعاتها المرهقة وقامت بإستيراد فراخ مجمدة مباشرة ! وإن أُثبت هذا الإستنتاج فسيكون فيه خرق لعمليات التنمية والإستفادة من شروط الإستثمار في مجال الإنتاج الحيواني دون وجه حق ،زائداً الدمار الذي لحق بصغار المربين والذين أشك في مقدرتهم علي الدخول في قطاع الإنتاج الحيواني مرة أخري .