شعب واحد جيش واحد

 


 

 


كلام الناس

 

ليس هناك خلاف على أن أداء الحكومة الإنتقالية لم يحقق تطلعات الجماهير الثائرة التي أطاحت بسلطة نظام الإنقاذ، لكن ذلك لايبرر الهجمة الجائرة من أعداء الديمقراطية والسلام ولا تبرر تصعيد الخلافات السياسية والمهنية وسط قوى الحرية والتغيير.

للأسف ظلت بعض الصحف والأقلام والأصوات العاملة في بعض القنوات الفضائية تخلط مع سبق الإصرار والترصد أوراق الحراك السياسي لتضخيم صنوف المعاناة الموروثة من النظام البائد وتعميق هوة الخلافات بين قوى الحرية والتغيير وإثارة الفتن القبلية والمجتمعية التي برعوا في تأجيجها في عهد الإنقاذ.
كتب الدبلوماسي خالد موسى في "السوداني"بعدد السبت الموافق الخامس والعشرين من يوليو الماضي تعليقاً على مشروع قانون الكونغرس الأمريكي لدعم التحول الديمقراطي في السودان قائلاً إن المشروع يريد تحويل السودان إلى بيدق قطعة شطرنج المصالح الأمريكية في الإقليم.
لم يكتف خالد موسى بهذ الحكم بل أضاف قائلاً إن تفكيك مؤسسة الجيش السوداني ومراجعة سجلاته المالية وتسليمها للمراقبة المدنية ومعاقبة قيادته وأفراده على الجرائم التي أرتكبوها منذ عام 1989م تعتبر هدفاً سياسياً.
هذا - في رأيه - لايعني مجرد إقصاء الجيش السوداني من المشاركة والفعل السياسي كشريك في الحكم بالفترة الإنتقالية، بل يعني إحالته مبكراً إلى المتحف والإستيداع السياسي !!.
رغم أننا لسنا من أنصار الإعتماد على أمريكا التي ظل نظام الإنقاذ يلهث لإرسترضائها وتعاون حتى مع جهاز مخابراتها ببيع بعض المحسوبين على تنظيمهم العالمي تحت مظلة محاربة الإرهاب، لكننا لانتفق مع التحليل الذي هدف منه الدبلوماسي والكاتب خالد موسى بث الفتنة وسط مكونات الحكومة الإنتقالية المدنية والعسكرية، رغم علمه بطبيعة عمله الدبلوماسي ان أنظمة الحكم الديمقراطي المطبقة في غالب أنحاء العالم لا تقصي الجيش إنما تعزز دوره المهني في حفظ امن وسلام الأوطان والمواطنين بعيداً عن الإستغلال السياسي.
يعلم خالد موسى كمتابع لما يجري بالساحة السياسية أن مطلب إعادة هيكلة القوات المسلحة و القوات النظامية مطلب شعبي كان ومازال وهو يستهدف تعزيز إستقلال هذه القوات ومهنيتها وقوميتها وحسم التفلتات الأمنية التي إزدادت بعد الإطاحة بنظام الإنقاذ.
ليس من مصلحة القوات المسلحة ولا القوات النظامية الأخرى زجها في حلبة الخلافات الحزبية الأمر الذي أضعف دورها المهني وأدخلها في مواقف لا تمت لمهامها المهنية بصلة.
وبعد .. يظل هتاف الجماهير الثائرة القديم المتجدد " شعب واحد جيش واحد" يعبر عن هدف قومي لابد من تعزيزه عملياً بإعادة هيكلة القوات المسلحة وكل القوات النظامية بعيداً عن الإستغلال السياسي الذي أضر بها.
ربنا يحفظ السودان وأهله بكل مكوناتهم المدنية والعسكرية من كل كل الشرور والفتن ويكمل فرحتهم بتحقيق تطلعاتهم المشروعة في الديمقراطية والسلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة.
كل عام وأنتم بخير وسلام وتعايش إيجابي في سودان الحكم المدني الديمقراطي.

 

آراء