شكراً وزارة التربية والتعليم في مصر المحروسة وقد سهلت للمدارس السودانية المهاجرة أن تهبط بسلام في أرض الكنانة
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
4 October, 2023
4 October, 2023
شكراً وزارة التربية والتعليم في مصر المحروسة وقد سهلت للمدارس السودانية المهاجرة أن تهبط بسلام في أرض الكنانة وكانت بلسما لنا طلابا ومعلمين شفينا به من وجع اللجوء وعاد لنا توازننا والثقة بالنفس أطلت من جديد وكلمة لاجئ بمصر لم تعد متداولة
بعد رقاد وسهاد امتد لمدة اربعة اشهر ونيف منذ خروجنا من بلادنا الحبيبة بسبب الجراد الصحراوي الذي غزا بيوتنا وأكل اخضرها ويابسها ... وقد بلغ بنا الياس مداه ، شعور بالاحباط وحزن واسي وتلفت يمنة ويسري بحثاً عن أي عمل يسد به الرمق ويقام به الاود والفرص ضيقة حتي لأهل البلد المضيف بسبب الحالة الاقتصادية القابضة بخناق العالم وحتي الدول الكبري تشكو مر الشكوي من ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات مما اشعل من الاحتجاجات وزاد من اشهار سلاح الإضرابات في فرنسا وبريطانيا وحتي في أمريكا المواطن بدأ يتذمر من تصرفات بايدن العجوز الذي صرف أموالهم كدافعي ضرائب في حرب عبثية روسية أوكرانية ليس من ورائها غير الدمار وافقار العالم الذي بدأ يحس بوطاة النقص في الغذاء وموانئ التصدير علي البحر الأسود محاصرة أحياناً تضرب بالصواريخ وتارة بالطائرات المسيرة !!..
المهم لاحت بوارق الامل وفكر بعض أهل المدارس الخاصة في نقل نشاطهم للقاهرة وفعلاً رأت هذه المدارس النور ومع اول العام الدراسي في الأول من أكتوبر رن جرسها واصطف فيها الطابور وامتلات الفصول الدراسية بالطلاب وباشر المعلمون والمعلمات مهامهم في التربية والإرشاد والتقويم وعادت البسمة للجميع !!..
مدرسة خاصة في الخرطوم ، أقيمت في أحد الأحياء الراقية كان لها إشعاع وجاذبية توفر الراحة وتبذل النفيس من أجل أن تكون مخرجاتها باهرة مثل الذهب النضار ...
هذا الصرح الشامخ أفتتح فرعاً له في القاهرة في مبان رائعة مصممة أن تكون بيئة تعليمية بحق وحقيق ، والمدهش أن الإدارة كانت من الحنكة والقوة بمكان ونادت علي المعلمين من أبناء السودان الموجودين في القاهرة أن هلموا فإن هنالك اماكن شاغرة من الأساس وحتي الثانوي ...
ولكن الشيء الجميل الرائع أن قبول المعلم كان يتم بشروط صارمة مع الخبرة في التدريس وليس هنالك محاباة ولاصلة قرابة تشفع في الاختيار وقد زودت لجان المعاينات بتربويين سودانيين يعملون في جامعات القاهرة حتي يعين المعلم بالطرق السليمة مافيها شق ولاطق !!..
وتقدمت للمعاينة ورغم خبرتي التي نيفت علي نصف قرن في التدريس ورغم مروري علي مفخرة المعاهد بخت الرضا ورغم التخرج في حنتوب واجتياز دبلوم الترجمة في ( سلتي ) ورغم العمل في كافة المراحل من الأساس وحتي الثانوي والتدريس في المعاهد العليا والعمل بالترجمة لسنين طويلة خارج البلاد ورغم عملي متجولا في طول وعرضها في المرحلة الوسطي القديمة وفي الثانويات ... رغم كل هذا اخضعوني للمعاينة التي ليس فيها ( يمة ارحميني ) وقد كنت سعيداً بذلك ولو طبق هذا المبدأ الصارم في مدارس السودان لما تسرب لهذه الوظيفة الخطيرة فاقدو التأهيل الذين بهم مازال السودان يعاني من التخلف والجهل الوبيل .
المهم وكما قلت لصديقي الاستاذ الموسوعة بالجامعات الأمريكية أمام أحمد ... قلت له وقد كنت جد مسرور هذا اليوم الاثنين الثاني من اكتوبر وقد استلمت مهام عملي كمدرس لغة إنجليزية لأول مرة خارج الوطن الحبيب وكنت في قمة السعادة لاني عدت للقب أحبه واتفاءل به ، لقب معلم مخضرم !!.
شكراً وزارة التربية والتعليم في مصر التي سهلت افتتاح المدارس السودانية بكل أريحية وكرم وشكراً لمدرستي الجديدة التي أعادت لي عبق حنتوب وكل عبق مدارس البلاد في الزمن الجميل !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم في مصر .
ghamedalneil@gmail.com
بعد رقاد وسهاد امتد لمدة اربعة اشهر ونيف منذ خروجنا من بلادنا الحبيبة بسبب الجراد الصحراوي الذي غزا بيوتنا وأكل اخضرها ويابسها ... وقد بلغ بنا الياس مداه ، شعور بالاحباط وحزن واسي وتلفت يمنة ويسري بحثاً عن أي عمل يسد به الرمق ويقام به الاود والفرص ضيقة حتي لأهل البلد المضيف بسبب الحالة الاقتصادية القابضة بخناق العالم وحتي الدول الكبري تشكو مر الشكوي من ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات مما اشعل من الاحتجاجات وزاد من اشهار سلاح الإضرابات في فرنسا وبريطانيا وحتي في أمريكا المواطن بدأ يتذمر من تصرفات بايدن العجوز الذي صرف أموالهم كدافعي ضرائب في حرب عبثية روسية أوكرانية ليس من ورائها غير الدمار وافقار العالم الذي بدأ يحس بوطاة النقص في الغذاء وموانئ التصدير علي البحر الأسود محاصرة أحياناً تضرب بالصواريخ وتارة بالطائرات المسيرة !!..
المهم لاحت بوارق الامل وفكر بعض أهل المدارس الخاصة في نقل نشاطهم للقاهرة وفعلاً رأت هذه المدارس النور ومع اول العام الدراسي في الأول من أكتوبر رن جرسها واصطف فيها الطابور وامتلات الفصول الدراسية بالطلاب وباشر المعلمون والمعلمات مهامهم في التربية والإرشاد والتقويم وعادت البسمة للجميع !!..
مدرسة خاصة في الخرطوم ، أقيمت في أحد الأحياء الراقية كان لها إشعاع وجاذبية توفر الراحة وتبذل النفيس من أجل أن تكون مخرجاتها باهرة مثل الذهب النضار ...
هذا الصرح الشامخ أفتتح فرعاً له في القاهرة في مبان رائعة مصممة أن تكون بيئة تعليمية بحق وحقيق ، والمدهش أن الإدارة كانت من الحنكة والقوة بمكان ونادت علي المعلمين من أبناء السودان الموجودين في القاهرة أن هلموا فإن هنالك اماكن شاغرة من الأساس وحتي الثانوي ...
ولكن الشيء الجميل الرائع أن قبول المعلم كان يتم بشروط صارمة مع الخبرة في التدريس وليس هنالك محاباة ولاصلة قرابة تشفع في الاختيار وقد زودت لجان المعاينات بتربويين سودانيين يعملون في جامعات القاهرة حتي يعين المعلم بالطرق السليمة مافيها شق ولاطق !!..
وتقدمت للمعاينة ورغم خبرتي التي نيفت علي نصف قرن في التدريس ورغم مروري علي مفخرة المعاهد بخت الرضا ورغم التخرج في حنتوب واجتياز دبلوم الترجمة في ( سلتي ) ورغم العمل في كافة المراحل من الأساس وحتي الثانوي والتدريس في المعاهد العليا والعمل بالترجمة لسنين طويلة خارج البلاد ورغم عملي متجولا في طول وعرضها في المرحلة الوسطي القديمة وفي الثانويات ... رغم كل هذا اخضعوني للمعاينة التي ليس فيها ( يمة ارحميني ) وقد كنت سعيداً بذلك ولو طبق هذا المبدأ الصارم في مدارس السودان لما تسرب لهذه الوظيفة الخطيرة فاقدو التأهيل الذين بهم مازال السودان يعاني من التخلف والجهل الوبيل .
المهم وكما قلت لصديقي الاستاذ الموسوعة بالجامعات الأمريكية أمام أحمد ... قلت له وقد كنت جد مسرور هذا اليوم الاثنين الثاني من اكتوبر وقد استلمت مهام عملي كمدرس لغة إنجليزية لأول مرة خارج الوطن الحبيب وكنت في قمة السعادة لاني عدت للقب أحبه واتفاءل به ، لقب معلم مخضرم !!.
شكراً وزارة التربية والتعليم في مصر التي سهلت افتتاح المدارس السودانية بكل أريحية وكرم وشكراً لمدرستي الجديدة التي أعادت لي عبق حنتوب وكل عبق مدارس البلاد في الزمن الجميل !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم في مصر .
ghamedalneil@gmail.com