شنايا توين: الكنداكة ليست مجرد وجه جميل

 


 

 

منذ جئت الي هذه المدينة الأمريكية ضبطت راديو سيارتي على الموجة 3. 99 وهي محطة اغاني الربوع الأمريكية المشهورة ب (الكنتري). ولا يستغرق مشواري بين البيت والجامعة أكثر من عشر دقائق غير أن قلبي تعلق بهذا الفن. ففيه "سذاجة الأرياف" للحد الذي يقول فيه المغني أنه سيشكو حبيبته للأمم المتحدة كما نسمع عند الغاوين الشعبيين عندنا.

اقتحمني أول ما اقتحمني من شجى هذه الربوع المغنية الكندية العذبة شنايا توين. فقد أخذني مني صوتها الجميل الجهير بحقها في السعادة . . . كأنثى. ففي أول اغنية استمعت لها فيها نراها عائدة بعد العمل في الخامسة مساء تنادي زوجها: "ياعسولي انا جئت". ثم تدخل في "ردحي" عن العمل وأجره الذي لا يكافئ تعبه. وتتهالك على الكنبة تريد ان تروح عن نفسها بمشاهدة التلفزيون، وتطلب من زوجها أن يمسد لها عنقها الذي أضناه العمل. وهنا تتداخل اصوات الراحة "للجكين" بموسيقي الأغنية فتسبي العقل.

ثم اتصلت مظاهرتها الأنثوية في طلب السعادة بأغنية "يا زول، أنا أنثي".

فالأغنية احتفال صرف بحالة كونها أنثي وإقرار عظيم بوجاهة هذه الحالة. فهي تعتقد أن أفضل ما في المرأة امتيازها بالحق أن تنال حظاً من البهجة. فهي تعلن في غمرة مغامرتها تلك الليلة لاجتناء السعادة بغير هوادة: "أنني اشعر بأني إمراه" وهو عنوان الأغنية. فهي وصويحباتها على موعد مع الفرح ولا يردن زجراً أومن يملي عليهن شروطاً أو فقهاً. فهن لم يخرجن عاشقات بل خرجن للرقص حتى مطلع الفجر في هذه المدينة:

أنا خارجة هذا الليل وأنا على ما يرام

وسأطلق الأمر على سجيته

أريد ان أُحدث بعض الضوضاء

أريد أن يعلو صوتي نوعاً ما

يا، أريد أن اصرخ واهتف

وفي مناسبة البروز الكبير للكنداكات في الثورة أعرب للقارئ أغنيتها "ليست هي مجرد وجه جميل". ولا أعرف من تبطر بإنجاز المرأة في سلك المساواة مثل هذه الأغنية التي تذهلك لبساطتها، بل وسذاجتها. تبدو الأغنية تعداداً مملاً لما حصلت عليه المرأة من الوظائف في الحياة العامة. واستغربت بالفعل لماذا شدتني اليها. وبدا لي أن سحر الأغنية في بساطة حجتها. فكيف عمينا طويلاً عما يمكن لهذه القوارير من فعله بامتياز. كيف أجمعنا على استضعافهن وهن على هذه المهارة. ولم يقتصر تعداد الأغنية على الوظائف الباهرة ولا الوظائف العامة. فقد احتفلت شنايا بالمرأة وهي عاملة جراج. كما احتفلت بها وهي أم . . . لثلاثة. فإلى الأغنية

هي مضيفة برنامج تلفزيوني

وراكبة للثيران في حلقة الروديو

ورائدة فضاء

ومرشدة تصُف السيارات في جراج

ومزارعة تحرث الأرض

هي بطلة تحصد الميداليات الذهبية

وهي راقصة باليه ونجمة العرض

الكورس: هي ليست مجرد وجه جميل

فليس يعجزها أمر أو تنفد لها حيلة

فلها تجارة في موضات الملابس

وهي محررة في مجلة "تايم"

ومدربة لفريق كرة قدم

وهي جيولوجية، وكاتبة قصص غرامية

وأم لثلاثة

وهي مجندة، وهي زوجة

وهي جراحة وستنقذ حياتك يوماً

كورس: هي ليست مجرد وجه مليح

وليس يعجزها أمر أو تنفد لها حيلة

هي أم البشرية

هي ليست مجرد وجه صبيح

أوه، أوه، يا

أوه نا، نا، نا، نا،

هي جرسونتك. . وهي قاضيك

هي معلمتك

وهي كل امرأة في العالم

أوه، لا، لا، لا

وهي تقود طائرة

وتسوق قطر الأنفاق

وتضخ البنزين في محطة خدمة

وهي عضو مجالس، وهي في مجلس الأمناء

وهي سياسية، وتسبح في الكنيسة بحمد الله

 

IbrahimA@missouri.edu

 

آراء