شهادة عن يوم عاصف !!

 


 

 

 

 

تحدثنا يوم أمس عن شهادة مهمّة حول مقتل (دكتور علي فضل) وهي شهادة عاصفة قاصفة لأنها (من إنقاذي على إنقاذي) أدلى بها إبراهيم نايل ايدام عضو مجلس الانقلاب العسكري في سنته الأولى وكان قد لعب دوراً امنياً في الانقلاب قبل أن تجري (زحلقته) على قشرة موز..! وهي (شهادة دامغة) عن وقائع لا يمكن اختلاقها..! حكاية يوم من الأيام العصيبة داخل جهاز الأمن؛ حضر مديره ايدام فجأة فوجد الدنيا مقلوبة فسأل نائبه (محمد السنوسي) عن الحاصل فرد عبر كلمات انزعاج تلقائية بأن (نافع زوّدها حبتين).. ما يؤكد أن مسيرة التعذيب كانت مستمرة في بيوت الأشباح عن طريق نافع وزبانيته لكن الجرعة زادت هذه المرّة! وكانت الإشارة إلى تعذيب علي فضل ومقتله.. حيث قال ايدام أن نافع تجاوزهم إلى قتل الطبيب… وانه كان مطلق اليد في جهاز الأمن بعد أن تدرّب في إيران وبرفقته عُصبة من عشرين شخصاً يتصرفون كما يشاءون.. (لاحظ مجموعة مدنية تتولى قيادة جهاز حكومي عسكري نظامي) وهي حالة لم تكن بدعاً في أيام الإنقاذ وسيأتي اليوم الذي تتكشّف فيه الغوامض عن قادة الجيش الذين كانوا ينصاعون لأوامر مدنيين من خارجه وسيجللهم العار (والزفت والقطران)..!
وبقرائن الأحوال واعترافات الإنقاذيين أنفسهم فإن ما كان يدور في بيوت الأشباح من تعذيب وسحل وقتل ودفن أمام الزنازين لم يكن غائباً عن علم قادة الإنقاذ وقادة حركتهم الإسلامية.. وكذلك ما جرى من إعدامات واغتيالات وإبادة وقصف.. وهذا ما تؤكده كل الوقائع والحيثيات..! هذه هي الإنقاذ.. وهذه هي الحركة الإسلامية التي يدعو هذه الأيام بعض من هم في صف الثورة إلي عدم تقييد حركتها و(الاستظراف معها) وفرزها من المؤتمر الوطني بحجة أنها تختلف عن الإنقاذ..! في حين أن الفلول أنفسهم سيغضبون من هذا الحديث الذي يحاول الفصل بين الإنقاذ وبين الحركة الإسلامية والإخوان.. وما هو نافع إن لم يكن من تلاميذ الترابي وابن حركتهم الإسلامية ثم أصبح قائداً بين قادتها..؟! وما الفرق بين الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين والجبهة الإسلامية القومية والإنقاذ والمؤتمر الوطني والشعبي..؟! ألم يكن القصد من هذه التسميات (زغللة العيون) حتى تهرب الجماعة من جرائمها عبر هذه التسميات المُضللة التي تحاول تجزئة (الكوم الواحد)..؟؟ هذه الجماعة كانت تعلم أنها على وشك ارتكاب جرائم وكوارث وهي تتحسّب لتشتيت دم الحقيقة والهروب من التبعات.. فإذا تم إبرام (مؤامرة ما) يقولون لك هذا من صنع المؤتمر الوطني وليس الإنقاذ؛ أو أن هذه الفعلة من الإنقاذ وليست من الحركة الإسلامية، أو أن هذا الرجل من الجبهة القومية وليس المؤتمر الوطني أو أنهذه اللجنة تابعة لجبهة الميثاق ولا صلة لها بالكيان الخاص.. الخ.
وهذا التنقل بين الأسماء واللافتات لم يكن إلا من اجل التوقي المبكّر والخوف من المحاسبة على مثل هذه الجرائم المهولة التي تتكشّف يوماً بعد يوم… وإذا جازت لعبة التسميات على بعض المواطنين العاديين حسني النية.. كيف تجوز على السياسيين المُخضرمين المتمرّسين المنتمين للثورة..؟! وكيف يدعون إلى إتاحة العمل السياسي مجدداً للمُجرمين (ويؤازرون دعوة أركو مناوي وابراهيم جبريل ذات الغرض) بحجة أن الحركة الإسلامية غير الإنقاذ والحرية للجميع.. فهل دعوتهم هذه أكثر رحابة من ديمقراطية ألمانيا التي تحجر العمل الاجتماعي والسياسي على النازيين بالرغم من أنهم مواطنون ألمان أماً وأباً وعيونهم خضراء وشعرهم أشقر..!! لعل هذه الدعوة الغريبة للتسامح مع مجرمي الإنقاذ من (غلطات الشطار) التي تريد أن تنكب الوطن مرة أخرى بإنقاذ من موديل جديد…!

 

آراء