صباح الخير ايها الشاب الجميل !!! …. بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

 

تراسيم

 

 

alzafir@hotmail.com

 

 مقديشو تحترق ..السفارات اغلقت ابوابها ..الجنرال سياد برى يتأهب للهرب ..لا كهرباء ولا ماء .. رائحة الموت فى كل مكان ..الصحافى السودانى سيد أحمد خليفة يصر على أداء مهامه الصحفية ..تحت ضوء (فانوس)  وفى غرفة مهجورة ..كان الرجل يكتب الفصل الاخير فى اغتيال دولة الصومال احتفت صحيفة الشرق الاوسط ..بالمقدرات الاستثنائية لمراسلها فى العاصمة الصومالية ..وفى صفحة الغلاف ..التى يحتكرها كبراء القوم  من اصحاب السمو والرفعة ..تحكر (ابوالسيد)  السودانى وفانوسه على الوصيد .

فى احتفال اريتريا بالاستقلال .. جاء الناس من كل حدب وصوب..الاستاذ سيدأحمد خليفة الذى ارتبط بالنضال الاريترى يذهب الى هنالك ..ولكنهم يعيدونه من المطار ..باعتباره شخصا غير مرغوب فيه .

واربعين عاما الى الوراء ..وسيدأحمد صحفى شاب يتبنى قضية سكان الامتداد ..ويركز الضوء علي مشكلة البلاد التى ضاقت بأهلها .. والحكومة التى كانت تقرأ الصحف تستجيب لمقترح الشاب سيدأحمد فى التوسعة على الناس ..الاهالى يردون الفضل الى اهله ..ويسمون مدينتهم الجديدة الصحافة .

فى التعددية الثالثة ..الناس لا تذكر الدكتور على الحاج  وزير التجارة .. الا معقوبا (الوزير بتاع القصر العشوائى ) ..تتغير المواقع ..وتتحول الظروف ..وسيد أحمد الذى فجر قضية القصر هذه ..يأتى يوم زواج كريمة الدكتور على الحاج ..والذى كان وقتها طريدا بين الدول .. سيدأحمد خليفة يقف مع أهل العروس ليتقبل التهانى .

سيدأحمد خليفة لم يكن سياسيا ..حتى وهو يعارض الانقاذ ..او يوالى حزب الامة ..كان قويا بقلمه ..يسعى الساسه لكسب وده واتقاء غضبه ..جعله الصادق المهدى رئيسا لصحيفتة والخليفة لم يكن انصاريا ..مولانا الميرغنى كان يستقبله فى بيته ..ويسأله عنه فى غيبته ..نائب الرئيس على عثمان زاره فى داره ..وتناول العشاء معه .

جانب اخر من حياة سيدأحمد خليفة ..كان شفافا لدرجة غريبة.. لا ينكر حظه القليل من التعليم النظامى ..ولا  قلة حيلته التى جعلته يدخل سوق العمل وهو صبى لين العود .

من يقترب من سيدأحمد يرى شيئا اخر  ..فقد عاش الرجل  دائما بقلب شاب ..يكتب عن ذكرياته بافتضاح شديد وبوح خاص وصراحة منقطعة النظير ..كان دائما انيقا فى ملبسه ومظهره .. واقرن القول بالفعل وتزوج وهو كهل من شابة سودانية .

لم يكن سيد أحمد خليفة يفزع من الموت ..كل ما خرجت اشاعة تفيد برحيله من الفانية ..مد لسانه ساخرا ..وقال للناس انا بخير وعلى خير .

اخيرا غافل الموت الكاتب الكبير ونال منه ..لم يرحل (ابوالسيد)  لأنه ترك ورائه مؤسسة ناجحة وذرية صالحة  .

 

آراء