صراع الدرقة والسيف

 


 

 


الانشطار اصبح من متلازمات الاحزاب السودانية وان جينا للحق فهو امر ملازم لك الاحزاب في الدنيا  فطالما ان الحزب منظمة طوعية اختيارية تقوم على المساواة والرضا  والمصلحة  يكون من الطبيعي ان تتبارى داخله تيارات متبانية تصل مرحلة المدابرة فيحدث الانشقاق  فينهض تنظيم جديد لكنه لن يكون في قوة التنظيم الاصل حزب الامة لايعترف بالمنشقين  ويعتبرهم افرادا خرجوا على الحزب فالمرجعية هنا هي طائفة الانصار نفس الشئ انطبق على الحزب الاتحادي  مؤخرا فالختمية اصبحت المرجعية . الحزب الشيوعي يسمى الخارجين عليه انقساميين وقد وصفهم الراحل نقد ذات مرة انهم  يقطعون شريانا في الحزب ويسيحون الكثير من الدم . الحركة الاسلامية لم تثبت على مصطلح فعندما خرج عليها  صادق عبد الله عبد الماجد والحبر  بعد مصالحة نميري ورجعوا للاسم القديم الاخوان المسلمون اسمتهم الحركة الخوارج ولكن لم يسير عليهم هذا الاسم اما الانقسام الذي حدث للحركة في الانقاذ وطني / شعبي فقد اسموه المفاصلة والاسم اظنه يرجع للترابي ( لزوم التاصيل وكدا ؟)
مؤتمر الحركة الاسلامية الثامن الذي انعقد في الايام الفائتة حدثت فيه خلافات في الروى حول الدستور واشواق للتغيير تفوق تلك التي  ادت للمفاصلة وتكوين الشيخ لحزبه الخاص في 1999 في تلك المفاصلة التي بدات بمذكرة العشرة كان الخلاف المعلن هو التعديلات الدستورية المتعلقة بانتخاب الولاة وكان يمكن حسمها داخل المجلس الوطني كما حدث لحكاية اختيار الامين العام في المؤتمر الاخير . انعدام المبرر الكافي للمفاصلة جعل البعض يظن ان الحكاية كلها تمثيلية (هذا الظن موجود حتى اليوم) ولكن يبدو ان المفاصلة كان سببها ماكان ينوي الترابي القيام به من تغييرات في كابينة القيادة وقد بداها بالكلام عن الفساد ثم جولته في الاقاليم ثم تاديبه لاصحاب المذكرة في اقرب مؤتمر عام فحدث الانقلاب عليه الذي سمى مفاصلة
تباين الروى  وتراكم النقد والململة التي  يمكن ان تقود لمفاصلة جديدة كانت اكبر واوضح في مؤتمر الحركة الاخير من المفاصلة السابقة  ولعل احسن توصيف له ماقاله حسين خوجلي من انالمؤتمرين جاءوا للمؤتمر بنوايا متابينة فالبعض يريد يريد الحركة درقة والبعض يريدها سيفا فما ابعد المسافة في الوظيفة بين السيف والدرقة فالمؤكد ان الذين يريدونها درقة قد اكتسحوا المؤتمر ورغم ذلك لم تحدث المفاصلة  فما السبب في ذلك ؟ غازي صلاح الدين كان اول العشرة في تلك المفاصلة في  المؤتمر الاخير كان رمزا للتغيير وكان هذا واضحا من مجريات المؤتمر فمعه تسمائة بدلا عن تسعة ولكن رغم ذلك كان زاهدا في المفاصلة لابل سعى للتهدئة فهل اختار اخف الضررين ام هناك حاجات حامياني ؟ هل اجاد جناح الدرقة اللعب (غير النظيف ) وكسب الجولة ؟ هل هناك تقارب غير ظاهر بين الفريقين ولعب على عنصر الزمن وعناصر اخرى غير مرئية للمراقبين ربما كان اختيار الزبير واقعا في هذا البند  ؟ هل هناك احباط وعدم تمسك بالمقاومة وضرب اصحاب السيف بيوتهم ؟  ام ان الامر قد تجلى في المحاولة التخريبية , الانقلابية , الاستباقية سمها ما شئت على حسب فهمك لها , فان كان ذلك كذلك فان الامر اصبح مفاضلة بين المفاصلة والمحاولة فايهما سيكون الاعمق اثرا ؟ صبرا يبل اللابرى وياخبر اليوم بفلوس باكر ببلاش

عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]

 

آراء