صورة عابرة !!

 


 

 

قرأنا أمس في صحيفة تصدر في الخرطوم (بالبنط العريض) والخط الأحمر المانشيتي الفاشيستي الصارخ أنه جرى إقالة مسؤولين رفضوا تمرير شحنة صادر لحوم مُخالفة…!! ماذا يعني هذا الخبر..؟! يعنيأن حكومة الثورة تعاقب موظفي الخدمة المدنية الأمناء الشرفاء الذين يقومون بواجبهم وأنها تحمي الفساد..الله الله..!
لم أسمع حتى الآن رداً على ذلك الخبر الذي ذكرته الصحيفة هكذا في اتهام صريح.. ولم تسند الصحيفة خبرها إلى جهة معلومة ولم تراجع الجهة التي قالت إنها أقالت هؤلاء المسؤولين بسبب أداء واجبهم. ولم تسند الخبر إلى أي مصدر بعينه..والقاعدة في مثل هذه الأخبار الخطيرة التي تتحدث عن حال فساد جهاز الدولة بكامله، أن تسأل الصحيفة الجهة التي قامت بفصل هؤلاء الموظفين الكبار حتى تؤكد خبرها..ولكن ذلك لم يحدث..!! وهذا الخبر ليس حالة فريدة من نوع الأخبار التي أصبحت تنشرها (صحف الجماعة) التي تصدر كل يوم وهي (مرزوعة) بالإعلاناتالتجارية من جهات حكومية وغير حكومية لا حد لها ولا حصر..!
يقول الخبر (تمت إقالة مدير المعمل المركزي للبحوث البيطرية (ومعه نائبه) بعد رفضهما تمرير شحنة صادر لحوم مخالفة للإجراءات).. وتقول الصحيفة إن (مصدراً مطلعاً) كشف لها عن هذه الإقالة وأن 6 من مديري الأقسام والإدارات في المعمل تقدموا باستقالتهم بسبب رفضهم استخراج شهادات صحية لشحنة صادر لحوم غير مصحوبة بمستندات..! وجرى استبدالهم بآخرين..! وقالت الصحيفة إن المصدر أفادها بأن العاملين بالإدارة نفذوا وقفة احتجاجية على خلفية هذه الأحداث..!!
هذا هو واقع البيئة الإعلامية حالياً.. صحف تكتب أخباراً بهذه الخطورة ولا تجد رداً.. وتترك هذه الأخبار آثاراً مدمرة وبلبلة كبرى بين الأوساط الشعبية لا يصلح حتى نفي الخبر في إزالتها..!! اتهامللحكومة بالفساد عياناً بياناً و(الصحف الفلولية) ماضية في غيّها لا تجد من يراجعها في الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة والحض على الفوضى وهدم الدولة..!! ومع هذا وفي ما يخص هذ الخبر أعلاه فنحن نفتح الباب لنسمع من الحكومة وجهة نظرها حول خبر هذه الصحيفة وموضعه بين الحقيقة أم والكذب..؟ حتىنعلم: هل هذا الخبر من باب الرقابة المشروعة على أعمال الدولة.. أم هو من تخرّصات الفلول الذين أصبحوا يدافعون عن الفاسدين في جهاز الدولة من (مخلفات الإنقاذ وهلاهيلهم) الذين عاثوا في الخدمة المدنية فساداً.. وبطبيعة الحال فإن هذه الصحيفة التي نشرت الخبر والتي كانت تصدر أيام الإنقاذ وتحت رعايةمفسديها الكبار.. لم تكن تجرؤ على مجرد الإشارة لفساد دولة الإنقاذ التي كانت تقوم بترقية الفاسدين ومنحهم النياشين وتعبئة جهاز الدولة بالحرامية، وفتح الخزانة العامة للصوص والمُجرمين واستباحة موارد الدولة (عينك عينك)، وكان الفساد يغطيها من الرأس إلى القدم بقيادة رئيس الدولة نفسه ومساعديه.. وكان كل مسؤولي الإنقاذ الحزبيين والمستوزرين والدستوريين غارقين حتى (صوف رؤوسهم) في أوحال فساد لم يسمع به قبلهم إنسٌ ولا جان..!!
ما هذا الذي يحدث من صحافة الفلول وقنواتها..؟!! ومن أين لها بكل هذه الإعلانات التجارية التي تزيد من شراسة باطلها وفبركاتها..؟! وهي تتحدث صراحة بلسان الإنقاذ وتعادي الثورة والحكم المدني وتكيد للديمقراطية وتثير الفتن القبلية والدينية..!! وعندما تقلّب هذه الصحف التي تدعو إلى الانقلاب على الدولة والحكم المدني تجد صفحاتها مجللة بإعلانات من الدولة ومن منظمات عالمية تعمل مع السودان ومن بنوك وشركات تابعة للفلول أو متعاطفة معهم..!!..ما هذا الذي يجري في البيئة الإعلامية..؟! (لقد بالغت في هجري.. فقل لي.. لم أعد أدري)..!!

 

آراء