ضرورة تدخل الأجاويد بين الجيش والجنجويد

 


 

 

الأجاويد: إسم يُطلق على الجهة التي تتوسط للإصلاح بين خصمين. وأهم الشروط التي يجب أن تتصف بها تلك الجهة، أن تكون محايدة، حكيمةٌ، عليمة بأبعاد المشكلة، خبيرةٌ بالطرق التي تفضي إلى حلها.
الجنجويد: مصطلح عامّي قديم يطلق على كل من يمتهن القتل والسلب وترويع الآمنين، فهي مرادفة لكلمة " الهمباتي" و" الزقندي" و "الخماي" التي تعني قُطّاع الطرق، أو النهب المسلح... ونحو ذلك
والجنجوة بمدلولها الحالي تطلق على مجموعة مليشيات مسلحة ذات خلفية عرقية، صنعتها حكومة رئيس الوزراء الأسبق الراحل الصادق المهدي لأغراض حربية، استخدمتها في جنوب السودان تحت مسميات عدة، ليأتي من بعده نظام الرئيس المخلوع عمر البشير فيواصل في استخدامها في حرب الثوار بجنوب السودان، بأسماء ذات خلفيات جهادية تارة و عسكرية تارات أُخرى، قبل أن يستخدمها وبشكل أوسع في حربه ضد حركات الكفاح المسلح في دارفور غربي السودان، وبواسطتها ارتكبت حكومة البشير جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية بات بموجبها ملاحَقا من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وتلك قصة أخرى.
* لا أشك لحظة أن ما تشهدها البلاد من اشتباكات مسلحة بين القوات المسلحة السودانية وجنجويدها منذ صباح السبت الخامسة عشر من أبريل الجاري ما هي الا محاولة لاستئثار كل منهما بالسلطة وبسط سيطرته على البلاد لتحقيق مطامعه الرامية إلى استمرارية نهب موارد البلاد وتصديرها إلى دول الكفيل، ولم يكن للمواطنين من ذلك نصيب سوى القتل والتشريد.إذ أن كلاهما(البرهان& حميدتي) لصان قاتلان.
لكن مع ذلك، وللحدد من هذا النزاع المدمر، تبرز حاجة البلاد إلى ضرورة تكوين جسم وطني محايد له تأثير على كلا الطرفين لتشكل لجنة "أجاويد" عاجلة تهرع نحو قادة الطرفين للجلوس معهم بغرض تلطيف الأجواء التي باتت مجهولة العواقب.
وبما ان ثمة لجنة قد تكونت بالفعل من بعض قادة الكفاح المسلح"د.جبريل، د. الهادي، مناوي، عقار، الطاهر حجر ومحمد عيسى عليو" قبيل ساعات من الهجمات العسكرية، و جلست بالفعل مع الطرفين لتُطلعنا على تطمينات كانت قد تحصلت عليها من حميدتي الذي أعلن عبرهم موافقته على الجلوس والتفاوض مع البرهان بلا أية شروط مسبقة، مثلما انتزعت وعداً من الأخير ب"إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي"؛ فها هو الأمر يزداد تصاعدا على غير ما هو متوقع، ليحتّم على تلك اللجنة القيام بمبادرة عاجلة يُشرك فيها أكاديميون ومثقفون وشخصيات قومية لبذل المزيد من الجهود الجادة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
*كم تمنيتُ أن لو تشكلت مثل هذه اللجنة أيام إندلاع المعارك الكلامية بين المدنيين والعسكر ... قبيل اعتصام القصر وما صاحبه من تحريك أذرع العسكر من "الكيزان" و"أحزاب الفكة" والمستهبلين من الإدارات الأهلية والطرق الدينية لتضخيم الاعتصام، بجانب قفل شرق السودان، لمطالبة العسكر باستصدار بيان لإنهاء حكومة حمدوك، التي كانت نتيجتها انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، 2021 وحدوث ما حدث!
حتى وصلت بنا الامر أن اتيحت لعصابات المؤتمر الوطني المتواريين السانحةُ للظهور علناً، واستئناف ممارسة انشتطها الإرهابية لدرجة اعلان التبرع على الملأ باغتيال مبعوثين دوليين... وما إلى ذلك!
وقد آن الأوان لقيام مبادرة الوساطة بين حميدتي والبرهان ممن تربطهم علاقة بكلا الطرفين، سداً لثغرة أطماع الطامعين الدوليين والاقليمين الذين بدخولهم سيزداد الوضع تعقيداً.
فهلا تحركتم فورا لتشكيل لجنة أجاويد للوساطة بين العسكر وجنجويده لتجنيب بلادنا المزيد من الخسائر والدمار؟

17أبريل 2023

amom1834@gmail.com

 

آراء