طاقية إبراهيم الأمين من يلبسها

 


 

 

قال الدكتور إبراهيم الأمين نائب رئيس حزب الأمة، و الذي كان عضوا في وفد قحت للتفاوض مع المجلس العسكري للجزيرة مباشر أنه قدم أستقالته من قوى نداء السودان أثناء التفاوض و الإعداد للوثيقة الدستورية لا كتشافه تلاعبا حدث فيها، دون علم طرفي التفاوض، متهما ثلاثة اعضاء لم يكشف هويتهم من المكون المدني والعسكري بالعبث بالوثيقة، وقال إنه فضل الصمت حينها حفاظا على هيبة الوثيقة.
و السؤال للدكتور إبراهيم الأمين هل هيبة الوثقية تأتي بكشف التعديلات التي تتم وراء ظهر المفاوضين أم السكوت عن هذا العبث بالوثيقة؟ هل القيم عند النخبة السودانية مقلوبة؟ ان أكتشاف التعديل في وقته سوف يعطي إنذار بالحذر في تعامل المستقبل. و كانت العناصر التي فعلت ذلك تخرج من دائرة الفعل السياسي.
السؤال الثاني أيضا موجه للدكتور الأمين لماذا قلت استقلت من وفد نداء السودان و ليس الوفد المفاوض " لقحت" هل يعني ذلك تريد أن تحصر الإتهام فقط في المنتمين لنداء السودان؟ أم نداء السودان هو الذي كلفك بالتفاوض مع العسكر و الاستقالة منه استقالة من وفد التفاوض؟ لكن الدكتور كان مشاركا في التفوض حتى أتمام المساومة السياسية.
و السؤال الثالث ما هي الجهة التي تعتقد تقدم لك مسألة لكي تكشف للشعب العناصر التي شاركت في تزوير الوثيقة من وراء ظهر المفاوضين؟
و حديث الدكتور إبراهيم الأمين يعد اتهما بطريق غير مباشر للأستاذ ساطع الحاج باعتباره الشخص المكلف بصياغة الوثيقة، و كان مشاركا في وفد التفاوض، و حتى الآن لم يتحدث إذا كانت الوثيقة صحيحة أم محرفة. و عند توقيع الوثيقة تحدث الناس أن هناك أكثر من وثيقة غير معروف أيهما هي الأصل. و كان على عضو وفد " قحت" الذي شارك في صياغة الوثيقة أن يخرج و يبن ما هي الوثيقة الأصلية التي يجب التعامل بها. و السؤال من هي الجهة التي جعلت هناك أكثر من وثيقة؟
يصبح الاتهام الذي كان قد وجهه السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب في أول ليلة سياسية لحزبه، بأن هناك عناصر من " قحت" قد اجتمعوا مع العسكر لتمرير أجندة ضد أهداف الثورة يكون صحيحا، خاصة أن المساومة السياسية هي التي أدت لخلاف داخل تحالف " قحت" الأمر الذي جعل الحزب الشيوعي يسرع بنفض يده من التحالف، و حزب الأمة قد جمد نشاطه فيه. لكن يصبح السؤال إذا كان حزب الأمة جمد نشاطه لهذه الأسباب لماذا رجع لذات المجموعة التي كان قد خرج منها، ثم بدأ يشكل لها حماية. ما هي المعادلة السياسية التي تغيرت و جعلت حزب الأمة يرجع و يشارك في هياكل السلطة و خاصة التنفيذية و تنفذ له كل مطلوباته.
السؤال المهم ما هو دور المخابرات الأجنبية في عملية تعديل الوثيقة الدستورية؟ و هل هذه المخابرات هي وراء إقناع المدنيين بتعديل الوثيقة دون علم زملائهم في التحالف؟
أن الدكتور إبراهيم الأمين قد جعل كل أحزاب " قحت" في دائرة الاتهام. لكن إذا كان بالفعل هناك مشاركين في عملية " التزوير" يصبح هؤلاء ضمن القوى الموجود الأن في السلطة باعتبار أنهم في حماية المكون العسكري، و هذا أيضا يقود لسؤال مهم جدا هل كل الذي يجري الأن هو تمثيلية عبسية يشارك فيها الجميع بهدف تمديد فترة السلطة الانتقالية لوقت غير معلوم؟
هذه الأسئلة يجب أن تجيب عليها قوى الحرية و التغيير، و تكشف للشعب السوداني العناصر التي تواطأت و شاركت في عملية تزوير الوثيقة الدستورية.

zainsalih@hotmail.com

 

آراء