“طبنجة البرهان”

 


 

 

و نسمع المتنبي :
مِنَ الحِلمِ أَن تَستَعمِلَ الجَهلَ دونَهُ
إِذا اِتَّسَعَت في الحِلمِ طُرقُ المَظالِمِ
فنقول يا الله،
*

من يملك حق إقالة البرهان أو إحالته للمعاش؟
نفس السؤال: من له الحق في إقالة حميدتي و أخوه من قيادة الدعم السريع و إستبدالهما؟!
أم هو "الخلود" القصَّة خلف كل طاغية و جبّار و فرعون؟!
*

تونس مهد الثورة الجميلة و رغم صغر مساحتها لكن عظمة الأمثلة هناك -و العظمة لله وحده- تستحق أن تدرس. عندما جاء "قيس بن سعيد" تضاحك الخلق أن من هذا الرجل "الروبوت" القانوني جامد الملامح الذي اعتلى على حين غفلة الحكم!
و قلب سعيد البلد و الطاولات و الدستور و القانون على الجميع! أثبت أنه "رجل" قبل أن يكون "رجل الدولة" و هو الذي لا تمته بالجيش لا الأحزاب أي صلة قبلها لا بعدها!
*

في السودان "قوى حرية و تغيير" فيها من فيها من أحزاب و حركات و قوى و جاء الدكتور حمدوك و هلل الناس و كبروا ثم كانت النكسة تلو الخيبة! إخفاقات تلك القوى مجتمعة تستحق أن تتخذ نموذجاً لموعظة أو عظة! فطريق "المُهادنة" الذي تخيرته نهجاً لتعاملها مع العسكر تسبب في سقوطها و إن أخلاقياً في نظر عين العسكر قبل الشعب مما عجَّل "بركوبهم" -العسكر- لها مجتمعة و متناحرة!
شخص الدكتور كرئيس وزراء كان ضعيفاً مهزوزاً بسبب تلك المرجعية الواهنة المتشاكسة للقوى خلفه و حوله!
السقوط الكبير كان بداية "الكفر" بمساومة الحرية و التغيير السلطة بدماء و أعراض و أرواح الجرحى و الشهداء فقط لمشاركة العسكر و عدم تضيع ثمار الثورة! أو هكذا هي "شماعتهم" أن الوسطاء هم من أقنعوهم بالتنازلات مع القتلة و أمامهم حتى لا يخسروا كل شيء!
*

ماذا لو كان أمر تعيين و إقالة قائد الجيش و قائد الدعم السريع شراكة بين رئيس الوزراء و قيادة أركان الجيش؟! بل الأعظم ماذا لو سبق حمدوك "فعلة" قيس تونس و أعلن "الإنقلاب" -بصفته الرسمية و القانونية- على الجميع من قوى الحرية و التغيير و العسكر معهم و قبلهم؟!
*

نتذكر أن مصر "محمد مرسي" هو من عزل المشير "طنطاوي" قائد المجلس العسكري الحاكم بعد عزلهم ل"مبارك"! مرسي عين "السيسي" و عبدالفتاح هو من أطاح به منقلباً على حكم الإخوان لمصر!!
*
أشياء كثيرة قد تتشابه عندما نعيد التدقيق فيها و في الأحداث التي سبقتها و صاحبتها! و الحصيف من تعلم من تجارب غيره أو اتعظ منها.
في السودان مازال الأكثرية يُساومون و "بوضاعة" و وقاحة بدماء الشهداء و الجرحى و أعراض الأنقياء!
السودان كما حال جيشه يفتقد "الرجل".
و يتسابق الجميع إلى تكرار لعنات الوثيقة بينما يتفاصح البرهان بحمله "الطبنجة" الميريّة في خصره و كأنه كبشيره ملك السودان و الزمان!! فهل يريد عبدالفتاح أن يحمل الناس مثله الطبنجات معهم استعداداً لقتال ما!
هل صدَّق البرهان حقاً أنه رجل!!
*
مضحك حدّ البكاء أن أمثال البشير في خطر "ماحق" أو هكذا "ناح" سبدرات!!

و أبشر يا شهيد

محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com

 

آراء