ظاهرة التنمر لدى المرأة-جدلية الانسنة والحيونة

 


 

 

 

حين ينسحب الزوج من البيت او يغيب، ويترك مكانه شاغراً كرجل، تحاول المراة ملء الفراغ بسبب انسحابه او غيابه.وفي دور المرأة الجديد الذي يضم بين وظائف ذكورية ، يحدث التغير لدى المرأة معرفيا وبيولوجيا وسيكولوجيا.ولما كان التغيير سنة ماضية، وأن اعداد الرجال في تناقص مستمر ، مع زيادة اعداد النساء، يحدث الخلل في المجتمع. تشير الاحاديث الصحيحة الواردة في هذا الموضوع ان نسبة الرجال في حقبة ما تكون2% فقط، وفي هذا الوقت تتغير تركيبة المجتمع حين يكون الرجال اقلية وتمضي التشريعات لمصلحة الاغلبية من النساء بدل ان كن قابعات في بيوتهن في ظل مشاركة رمزية. وفي ظل واقع كهذا تقل او تكاد تنعدم الزيجات وفق قانون العرض والطلب. فظاهرة التعري تقف وراءها حالة سيكولوجية لدى الفتاة ترتبط بالبحث عن شريك. وظاهرة المكياج الصارخ تنم عن خفة في العقل وأحيانا طيش ونزق لدى القناة مرده لاسباب ثقافية لكنها تتصل بتسويق نفسها اجتماعياً. وعلى مدار التاريخ ظلت العلاقة بين الرجال والنساء في حالة مد وجذر. واول قضية قتل في ظاهر الارض لدى ابناء آدم ارتبطت بمطابع بين ابني ادم بسبب جمال ودمامة بنتي حواء، ونتيجة لذلك قتل قابيل اخاه.مما يدهش المرء أن سودانياً متزوج من امراة متنمرة يحفظ في هاتفه رقم جوالها باسم عزرائيل. وما ان تتصل به الا وهو متوجس خيفة منها ، ومما تطلب ، دعك من مراقبتها اياها في بقائه خروجه، حركته وسكونه، في كلامه وسكوته، وفي صمته .هذه المسألة التي تعضدها حالات كثيرة تشكل ظاهرة التغير في المجتمع السوداني خاصة وفي دل العالم عامة. فالمرأ حين يزور بعض البلاد الافريقية القريبة يجد المرأة تعمل أعمالاً شاقة لا تناسبها، كأن تعمل ميكانيكياً، أو سائقاً ، أو حمالاً...الخ.

يتبدى لي من خلال متابعتي لبعض وسائل الاعلام، و تحديدا فضائيات موجهة منها البي بي سي، فرانس 24 وبعض برامج في القنوات السودانية ذات صلة بالجندرة وقضايا المرأة ،أن هنالك مسعى للنزول بالمرأة من مرحلة الانسنة الى مستوى الحيونة. فالحيوان مسخر للانسان، ذلول طائع بطبعه، لكن الانسان الذي كرمه ربه، لا بد له من ان يضع نفسه في المكانة التي تليق به.واقصد بالانسنة هنا تكريمها كانسان كما أوردت كتب التنزيل، وعلى رأسها القرآن الكريم. كما أقصد بالحيونة هنا النزول بها الى درجة البهيمية وهم لا يشعرون. فالمتفق حوله في المرجعيات المتعلقة بالصناعة، هو ان الجهة التي صنعت تعد المرجعية في التشغيل والصيانة وكل ما يتعلق بالالة المنتجة. وبذات المنطق فان من خلق وهو لطيف خبير له المرجعية في التعامل مع مخلوقاته ومصنوعاته. وبهذا فان تنكب الطريق لا تحمد عاقبته في كلا المثالين. لقد دخلت البلاد الاسلامية في مطبات قبول الانظمة الديمقراطية حتى لدى الاسلاميين، وهذه قضيى معقدة لا مجال للخوض في تفاصيلها ههنا، لكن لمجرد اعتبار القبول بالديمقراطية يعده الغربيون والاميريكيون دليل على الاعتدال، وعدم القبول مؤشر للتطرف والاصولية والارهاب. لقد ظلت وسائل الاعلام عربية وغير عربية، شرقية غربية تبث للناس برامج حول حقوق الانسان وقضايا المرأة وتستضيف عناصر ذكورية وأنثوية تركز فيها على المنهجية العربية في التعاطي مع الشأن. فقد ادهشتنى كاتبة مغاربية وصفت الخليفة الصديق بانه ساحر. ففي أحايين كثيرة اجد نفسي اقارن بل اقرر بان ما يحدث هو ظاهرة الاستغراب من قبل الشرقيين في موقفهم من الدين والثقافة والتراث. فالتتلمذ على المستشرقين اليوم البديل عنه مراكز التفكير ، ومؤسسات المجتمع المدني الغربي التي تتبنى الشخصيات الناشطة في مجالات حقوق الانسان وغيرها. فمن خلال دراسات ومشروعات مراكز التفكير لدى الغرب ، يحاول المجتمع الغربي أن يحدث التغيير المطلوب معرفيا ليكون التبني الوجداني والتفاعل السيكولوجي راسخاً لتأتي مرحلة السلوك المنتظم وفق الايديولوجية الغربية وهو امر يعني عندى استلاب ثقافي وحضاري. الغرض الجوهري هو اضعاف وبالتالي اسر المجتمع برمته ليكون اداة طيعة ودمية بتحكم فيها الغربيون في إطار الصراع الحضاري. وعوداً على بدء،فان قيل أن تنمر المرأة لربما هو نتيجة لخروجها من المنزل للتعليم والعمل،وبالتالي الاستقلال الاقتصادي، هنالك متنمرات يقبعن في بيوتهن هن اشد فتكا وتنمرا بازواجهن من غيرهن. فالتنمر اذا لا يرتبط بالاستقلال الاقتصادي للمرأة. ظل كاتب هذه الاسطر لسنوات يعتقد أن قضية المرأة وهضم حقوقها او ظلمها مسئول عنه الرجل الذي هو اما اب او اخ او ولد. ومما بد به من هنا فان الرجولة تقتضي القيام بالقوامة التي تعني اول ما تعني القيام بالواجب تجاه المرأة. وحين تم هضم الحقوق برزت سلبيات كثيرة،فمن أبرز سلبيات ظاهرة التنمر أن صنف الرجال بدأ عازفاً عن صنف النساء فقلت الزيجات، وكثرت معدلات الطلاق. فالمرأة تكون قد فقدت أنوثتها حين تكون نمرة، فيهرب منها الرجل، خوفاً وييأس من حصوله على السكن اليها المودة معها. فاناث الحيوانات في الغالب التي تقوم بدور التربية والإطعام والرعاية بخلاف الإنسان، حيث يتوجب ان تتكامل الادوار بين الرجل والمرأة، فالام تظل في قرار والاب يبطش ليبحث عن الطعام والغذاء وما شاكلها. ففي ظل هذا التكامل يكون البيت بيئة صالحة لتحقيق وظائفه، والاسرة تكون لبنة صالحة تسهم في الرقي الاجتماعي.إن الشقاء في كسب القوت في الحياة قد كتب على الرجال حصرياً، ولعل شقاء المرأة في عصرنا بسبب خروجها من المنزل ، فقد اكسبها قوة على قوتها، فنافست الرجل ورأى فيها ما لا يراه، وفقد فيها ما يكان يجد، فنأى بنفسه عنها فظن انه استراح وأراح.
هنالك تياران يقودان المجتمع في مختلف المجتمعات اولها تيار الحيونة، والاخر هو تيار الانسنة. فهل نكون مثل طائر ابو منقار الذي يبني لانثاه غرفتها في جزع او ساق شجرة ينحتها بمنقاره الثاقب، ثم ينتف ريشها ويحبسها ويطعمها حتى تبيض وتربي صغارها، ام نكون مثل الحوت الذي يلد وهو أمر مستحيل.
إن الجاهلية المعاصرة تزعم انها تناصر المرأة، ولكنها تجهل انها لا تحسن صنعاً. والجاهليون المعاصرون يتهمون التشريعات الدينية بانها وراء ظلم المرأة، ولكن الحقيقة هي ان الاسلام حقق للمرأة ما لم يحققه قانون وضعي ولا تشريع سماوي آخر. وان وجدت مشكلات في التشريع فمردها الى الفهم السقيم للمشرعين لا للاسلام كدين.ان تصوير الحياة على انها صراع بين الرجل المرأة معضلة يعاني منها المجتمع في الوقت الذي ينبغي ان تتكامل الادوار بينهما لتحقيق وظيفتهما في الحياة. فلا الرجل يستغني عن المرأة والا المرأة بمقدورها الاستغناء عن الرجل. وخير للمرأة ان لا تتصارع مع الرجل ، وخير للرجل ان ينصف المرأة ويقوم بدروه ليكل اليها مهتمتها التي تقتضيها أنوثتها وطبيعتها. ولكن اتباع سنن اهل الغرب تدخلنا في جحر الضب الخرب!

dr.ahmedsafidinfdi@gmail.com

 

آراء