ظاهرة الجيوش القبلية .. من الذي يقف وراءها ؟؟

 


 

 

في حقبة الرئيس النميري كان إرتداء زي قوات الشرطة والجيش محرماً لغير المنتسبين لهذه الأجهزة ، وكانت هناك عقوبات كبيرة تقع على كل من يفعل ذلك ، والحالات الوحيدة التي كان مسموحاً بها لفعل ذلك كانت هي للمتقاعدين برتبة (مساعد ) من الجيش أو الشرطة والذين يعملون على حفظ النظام في المدارس الثانوية ، أو طلاب المدارس من منتسبي أجهزة الشرطة والجيش ، فكان يسمح لابناءهم بتفصيل الزي القديم حسب الزي المدرسي (الكاكي ) ..
لكن الآن المسألة إتسعت بعد سلام جوبا والذي أباح إستخدام زي كافة القوات النظامية بدون حصر أو رقابة ، فأنتشرت الجريمة وزادت جرائم الإختطاف والنهب المسلح ، ومعظم الجرائم التي تم تسجيلها ضد مجهول تقف وراءها أجهزة نظامية موازية .
ونحن الآن أمام واقع جديد هناك من يقف خلفه ، هناك جيوش قبلية ترتدي زي القوات المسلحة ، لها أعلام خاصة بها ومعسكرات تدريب وأختام ، والمفارقة الغريبة أنهم كلهم يحملون رتبة عقيد فما فوق ، يقيمون مؤتمرات صحفية ويقومون بحملات تجنيد في وضح النهار ..
محصلة ما يجري هو أن السودان يتجه نحو مجرى لوردات الحرب من أبناء القبائل ، فحتى ولو كانت لهم حقوق أو مطالب فإن غياب الدولة لن يساعدهم في حل ذلك ، والطريق الوحيد لتحقيق مطالبهم سوف يكون (الغزو ) أو الغارات على طريقة العرب القدامى وعندها سوف يتحول كل السودان لميدان حرب ، والجهة الرسمية التي رعت هذا التشظي سوف لن تحصد ثمار ما فعلته لو كان الغرض هو التلاعب بالمشهد الأمني حتى يعيقوا التحول نحو الحكم المدني ، فهذه نار لن تحرق جزءاً من البيت بل تحرقه كله عندما يباشر قادة هذه المليشيات القبلية سلطتهم ويشكلوا خطراً على بقية المكونات العرقية ..
فربما يقول قائل أن الغرض من تكوين جيش درع السودان هو الوقوف امام سلطة مليشيات مصفوفة جوبا أو قوات الدعم السريع ، لكن هذه الخطوة ربما تشجع الجميع على عدم ترك سلاحهم أو الإندماج في القوات النظامية .

 

آراء