ظاهرة دخيله على السودان واكبت استشهاد خليل

 


 

تاج السر حسين
27 December, 2011

 


royalprince33@yahoo.com
رحم الله الدكتور خليل ابراهيم (رئيس حركة العدل والمساواة) وغفر له واسكنه فسيح جناته .. وقد ختم الرجل حياته من أجل وطنه كله لا من أجل أقليم دارفور وحده أو من أجل قبيلة بعينها، وعلى هذا الدرب نتمنى ونتوقع أن يسير خلفه.
وكل نفس زائقة الموت ولا عزيز فى هذا الوجود على ربه وخالقه.
لكن ما يؤسف له ويزيد من الحزن والاسى، هذه الظاهره الدخيله على مجتمعنا السودانى الذى كنا نفاخر به الأمم والتى اظهرها ازلام النظام الفاسد بعد الأعلان عن نبأ استشهاد هذا الرجل الشامخ الذى أختار الموت واقفا وفى ميدان القتال وبين جنوده ورفاقه، لا مثل الجبناء الذين يتوارون ويدفعون بالجنود المخدوعين  البسطاء المغرر بهم لكى يقتلوا بنى جلدتهم أو هم يقتلون.
جلال الموت علمنا أن نذكر محاسن موتانا والا نشمت على ميت أو مريض وأن ندعو لأى انسان بالصحه اذا كان مريضا وبالغفران اذا توفاه الله.
ولهذا لن نرجع لماضى الشهيد الذى اعتذر بشجاعه يحسد عليها عن العمل ضمن منظومة الأنقاذ فى بدايات ايامها، مثلما كان شجاعا حينما رفض جميع المغريات ولم يستجب للضغوط وأختار العيش متنقلا من مطار الى مطار حتى حطت اقدامه فى ليبيا لكى لا يبيع قضية وطنه وشعبه السودانى ونال بذلك احترام وتقدير الذين كانوا يختلفون معه قبل المتفقين.
كاذب مرة أخرى من يدعى بأن الشهيد كان راضيا بالبقاء فى ليبيا مع برغبته وارداته، فقد كان خياره الأول والأوحد أن يصل للميدان ملتحقا بقواته، يلتحف الأرض وتغطيه السماء ولولا الثوره الليببيه لما نجح فى ذلك.
لقد وضع الشهيد نفسه بهذه الأراده ضمن الذين سوف يخلدهم تاريخ السودان، حيث لم يتخل عن قضية دارفور والمهمشين، بل اضاف على كاهله طائعا مختارا قضية اهل السودان جميعا، خاصة حينما ادرك بأن (التهميش) طال كافة اهل السودان ووصل حتى اطراف الخرطوم ولم يستثنى غير ازلام المؤتمر الوطنى الذين تدلت كروشهم من اكل المال الحرام وأمتصاص عرق الشعب والبسطاء وما تدخره الأرامل من ستات الشاى.
ولا زالت كلمات الشهيد ترن فى اذنى حينما تحدث فى فندق (سونستا) بالقاهره وهو يعلن أسفه وأعتذاره فى شجاعة يحسد عليها عن مشاركته لنظام الفساد والأستبداد ذات يوم من الأيام.
وداعيا للدوله المدنيه التى اساسها المواطنه بعد أن ثبت له استغلال البعض للدين من أجل الدنيا.
ثم تحدث فى وطنية عاليه عن احترامه لخيار اهل الجنوب فى الاستفتاء متمنيا أن تتحقق الوحده وعندها لا مانع عنده فى ان يحكم الجنوبيون السودان كله لمائة عام قادمه .. ولحظتها أدركنا انه صادق ووطنى مخلص استفاد من التجارب، ولو اراد الدنيا والجاه والسلطه لما تردد ازلام المؤتمر من منحه أعلى المناصب وهم يدركون جيدا انه يمتلك قوة على الأرض لا يستهان بها.
ولولا ذلك لما أظهر رئيس النظام فرحته العارمه يوم (خطبة النساء) فى ميدان برى، حينما وصله خبر التوقيع على الأتفاق الأطارى وقبل التوقيع على الأتفاق النهائى، وقال قولته الشهيره (فى انجمينا ، انجمينه)، متوهما أن الشهيد رضخ واستجاب وباع قضية شعب وضع على كاهله آمال عراض.
للأسف حينما وصل (للقاهره) لحقته قوى الشر والعدوان بعد أن ازعجها واقلق منامها ذلك الاستقبال الجماهيرى العفوى الضخم من السودانيين فى مصر من كافة الأتجاهات، وكعادتهم اتهموا كاذبين النظام السابق فى مصربحشد تلك الجماهير.
ولم يكتفوا بذلك الأتهام الذى نشر على الصحف والفضائيات بل جاءوا يتعقبون الرجل مطالبين بتسليمه أو ابعاده حتى يستجيب لضغطهم ويوقع على اتفاقية لا يمكن أن يوقعها من يملك ذرة ضمير ونحن نعرف ما هو الثمن الذى قدموه!
فكان الخيار الثانى الا وهو (الأبعاد)، حيث اتجه الى (تشاد) وسوف يكشف التاريخ ما حدث من جحود ونكران وعدم وفاء وما هو الثمن، فاضطر الشهيد أن يرجع الى طرابلس ويبقى فيها حتى تحققت الثوره الليبيه وتمكن بعدها من تحقيق مراده لا نحو الفنادق الفارهه وأنما لميدان القتال وللأرض التى احبها فى دارفور.
وبعد كل ذلك كعادتهم يكذبون ويدعون بأنه كان تحت حماية (القذافى) ولو كان الأمر كذلك، لساعده فى الدخول الى السودان منذ ذلك الوقت وتلك كانت رغبته الأولى والأخيره.
هذه لمحات من مسيرة رجل رفض الجاه والمنصب وأختار المقاومه والنضال لهذا احترمناه اتفقنا معه أو اختلفنا، لكنهم وللأسف اظهروا ثقافة جديده ودخيله على مجتمعنا، وهى اظهار الفرح والشماته على أغتيال سودانى اصيل، بل وصلت بهم الخسه أن يعرضوا على شاشات الفضائيات بعض من بنى منطقته (الدارفوريه) فى ابتزاز رخيص ومظهر مهين ليعلنوا فرحتهم وسرورهم لموته، ولا أخالهم فى دواخلهم يشعرون بذلك لأنه كان زعيما للمهمشين والمسحوقين، وهم لا يخرجون عن هذه الفئات مهما اغدقوا لهم فى المنح والعطايا، فالمال زائل وتبقى ذكريات يخلدها رجال فى شموخ الجبال.

 

آراء