عادل الباز .. أحد حماة قلعة الاستبداد !!

 


 

 

عادل الباز أحد الكُتاب والصحفيين، الذين نموا وترعرعوا في أحضان نظام الإنقاذ الذي سطا على السلطة في ١٩٨٩م وحتى ٢٠١٩م.
طوال ثلاث عقود ظل يوظف قلمه لخدمة نظام بائس، إستولى على السلطة عبر إنقلاب عسكري على حكومة شرعية منتخبة من قبل الشعب.
نظام صادر الحريات العامة، وفتك بالمعارضين الشرفاء، وسفك دماء الأبرياء الذين بلغت حصيلتهم الملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني ..!!!

هذا غير المشردين واللاجئين الذين توزعوا في كل أنحاء دول العالم طلباً للأمن والأمان ..!
عادل الباز ما زال يغط في سبات عميق، يكتب وكأنه في ذلك الزمان البائس.. زمان " أمسك لي وأقطع ليك" زمان المقايضات .. والمساومات الرخيصة .. الذي باع فيه البعض عقولهم وضمائرهم وأقلامهم للطغيان والإستبداد، من أجل المنصب والمال..!!!

ما قيمة المال الذي يعمي البصيرة ويقتل ضمير الإنسان ..؟

هو وغيره من المؤلفة قلوبهم تنطبق عليهم مقولة (من شب على شيء شاب عليه).
يستخدمون شعارات الدين والوطن كواجهة دون رؤية سياسية علمية لمواجهة أسئلة الحياة اليومية، لذلك ظل خطابهم السياسي، خطاباً فقيراً وحائراً وتائهاً أمام تحديات الحياة اليومية.
الأمر الذي قاد إلى فشل تجربة حكمهم وإنهيار مشروعهم السياسي في السودان رغم إنفرادهم بالحكم مدة ثلاثة عقود، جعلت الشعب السوداني يصل إلى قناعة تامة.
مفادها أن لا أمل، ولا رجاء من وراء حكمهم الذي زينوه بشعارات الدين، لكنهم شوهوه بنهج الإستبداد والفساد وإنتهاك حقوق الإنسان مما أفضى بهم إلى العدم واليباب.

الكيزان لا يجيدون سوى التخريب، وصناعة الأزمات ونسج المؤامرات وبث السموم، ضد أي توجه وطني حقيقي لإخراج البلاد من واقع الأزمة التي عمقوها بشعاراتهم الهلامية ونواياهم الشريرة.!

فعلوها في ١٩٨٩/٦/٣٠، حينما شعروا بنجاح مبادرة محمد عثمان المرغني زعيم الحزب الإتحادي الديمقراطي مع الحركة الشعبية بقيادة الراحل الدكتور جون قرنق التي حددت تاريخ إنعقاد المؤتمر الدستوري في ١٩٨٩/٧/٣١م، لذلك سارعوا وأوعزوا لخلاياهم السرية في داخل الجيش بالإسراع في تنفيذ إنقلاب١٩٨٩/٦/٣٠م الذي قطع الطريق على مسعى وقف الحرب، وأطاح بالديمقراطية الناشئة بعد حكم نظام نميري الذي إستمر ست عشرة سنة.

فعلوها في ٨/ رمضان، بعد نجاح الثورة التي غيبت الطاغية عمر البشير من المشهد السياسي الذي ظل يتصدره بلا وجه حق، ثلاث عقود حالكة.!

فعلوها في ٢٩/رمضان ٢٠١٩م في جريمة فض الإعتصام أمام القيادة العامة.
فعلوها في المحاولة الإنقلابية الفاشلة بقيادة رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق هاشم عبد المطلب!

فعلوها في إنقلاب ٢٠٢١/١٠/٢٥م الذي أدخل البلد في الأزمة الراهنة.

هؤلاء القوم معبؤون بثقافة ظلامية تغيب العقل وتقتل الضمير لذلك هم بارعون في التخريب وصناعة الأزمات وتسميم عقول الآخرين بسموم الجهل والتخلف، وخطاب التضليل والتحريض الجهوي والعنصري البغيض!

عادل الباز بدلاً من كتابة مقال يعتذر فيه للشعب السوداني عن صمته على جرائم النظام السابق.
بدأ مقاله بدس السم في العسل من خلال دعوته إلى عدم الشماتة على قوى الحرية والتغيير التي أشار إليها بقحت..!
وواصل تهكمه على قوى الثورة، متهما إياها بأنها هي التي بدأت العنف وعليها أن تتحمل تبعاته، مستشهداً بشعار: الثوار الذي يقول: كل كوز ندوسو دوس.
وفات عليه تجاوزات نظام الإنقاذ الذي داس على رقاب الشعب ٣٠ سنة، وأزهق أرواح ملايين الأبرياء بلا وجه حق، فقط من أجل أن يبقوا هم في السلطة حتى يسلموها لعيسى أبن مريم .. كما كان يتشدق نافع علي نافع، وعلي عثمان محمد طه، ويحلم الطاغية عمر البشير .!

لكن الثورة العظيمة عصفت بهم وبآحلامهم المريضة، أدراج الرياح إلى مزبلة التاريخ.

وأنهى مقاله، الذي عنونه: (درس باشدار) بدعوة مبطنة للعسكر للإستمرار في الحكم، بحسب رأيه، لا جدوى من إنتظار قوى الثورة التي أصبحت تتقاتل فيما بينها.

عادل الباز ليس الوحيد الذي يسبح عكس التيار ..
هناك أصوات مأزومة ومصدومة من إنهيار معبد الطغيان على رؤوس الأشرار .. تملأ الأسافير ضجيجاً وصخباً وتحريضاً من أجل إثارة الفتن لشق الصف إضعافاً للتيار االثوري، من بينهم صحفيين ورؤساء تحرير وكُتاب أعمدة يوظفون أقلامهم لتخدير العقول وقتل الأمل لتعزيز سيطرة العسكر على الحكم، حتى يتحرك الكيزان براحتهم لنسج المؤامرات لضرب الثورة وفتح ثغرة تمكنهم من العودة مجدداً إلى السلطة حتى ولو من وراء الستار.!

لكن هذه تبقى مجرد أضغاث أحلام .. بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي أنعشت آمال الشعب وأحيت تطلعاته لحياة أفضل تسودها الحرية والعدالة والسلام.

إذن، المطلوب يقظة حقيقية من جميع قطاعات الشعب السوداني، لاسيما قوى الثورة حتى يتم قطع الطريق على هؤلاء المخربين الذين لا يستطيعون العيش خارج مستنقع الفساد والإستبداد والطغيان!

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
/////////////////////

 

آراء