عبد الفتاح البرهان … بل انت ربّ الفوضي !!

 


 

 

musahak@hotmail.com

(بطاقة الهوية الوحيدة لرئيس مخلوع يجب أن تكون شهادة الوفاة )
خريف البطريرك _ غارسيا ماركيز
تاريخنا السياسي يطرق بقوة بوابة التناسخ من خلال تلك الشخصية التي يمثلها عبد الفتاح البرهان
الذي سطا في لحظة ضمور وطني علي تاريخ ثورة ديسمبر ، وقد تقمص دور (الثوري) الخائن ولكنه في الحقيقة ما هو إلا نسخة شائهة لذلك المخلوع القابع أسفل مذبلة التاريخ ، وهو القائل قبل عدة أعوام حينما كان يجوب ربوع دارفور كقائد لحرس الحدود قتلا وتشريدا للإنسان في تلك السفوح المطمئنة، قال حينها وهو ثملا بدماء البسطاء (أنا رب الفور)...الان انت لست رباً للفور ،
ولكنك رباً للفوضي التي أطلقتها في الخامس والعشرين من أكتوبر للعام 2021، حينما تلبستك حالة التماثل والتناسخ لذلك المخلوع ولتصدر الفورمانات المشؤومة ولتدخل البلاد في هذا النفق الذي
تدعوه بانسداد الأفق ، وبأنه ناتج عن تشرذم القوي السياسية وعدم إتفاقها كما تزعم ، وتمضي في بهتانك بانك
لن تسلمها إلا لسلطة منتخبة أمينة ، هكذا تخاتل التاريخ علنا و تفتضح نواياك الشريرة ، حينما أطلقت آلتك القمعية وحصنت مليشياتك وكتائب أمنك التي بعثتها من موتها بقانون عدم الملاحقة ،
وعاثت في البلاد قتلا وترويعا ، ومنحت كتائبك السرية سلطات الحجز في السجون السرية ، كل ذلك
بعد أن استأنست السلطات القضائية وأصبحت طوع بناتك ،وانطلقت هي الأخيرة مدفوعة بأحقادها
وفسادها لقهر الناس وتدوير المفسدين وحمايتهم .
يسقط الشرفاء كل يوم مضرجين بدمائهم وهم يعبدون ذلك الطريق الصعب نحو الحرية .
وأنت سادر في أوهامك ، وها أنت في آخر نزواتك تناطح الهيئة الاممية التي جاءت لمساعدة شعبنا للعبور نحو الديمقراطية وفق إنتخابات نزيهة وشفافة يشهدها العالم وتنال نتائجها رضاء شعبنا بكل
ألوان طيفه وتنظيماته ، ولانك الان مذعور من تلك الترتيبات الشفافة ، فأنت تسقط الان صريع اوهامك وأكاذيبك لصناعة انتخابات شائهة تقودك لتحقيق (أحلام ابيك)في ذلك النزق السياسي الفج. تبدو الأن نواياك عارية بعد أن صرت أقرب صورة لطغاة جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينيةوفي تاريخها الغابر ولم تأخذ من حاضرها سوي عباءة (الكارتيلات ) أي تلك الجماعات الإرهابية الغارقة في مستنقعات الجريمة والمؤمرات والصفقات التي تقايض الدماء بالذهب وحفنة من الدولارات .
في مشهد إعتباطي للبرهان أمس الاول وهو يدافع عن قوات الشرطة (أبو طيرة)التي طالتها العقوبات
الامريكية ،كان البرهان عنيفا ومنفعلا وقاسيا وأتهم الجميع بالكذب والتدليس في كل عمليات التوثيق لجرائم تلك القوات وإنتهاكها لحقوق المتظاهرين السلميين بالخرطوش والرصاص الحي والقتل والترويع .
لقد وصف البرهان تلك القوات بأنها (أصيلة)، ولا ندري ما الذي يعنيه البرهان باستخدام مفردة الأصالة ،سوي أنها تأتمر مباشرة بأوامره بعد أن أغدق عليها الإغراءات المادية وجعلها في مأمن
من المساءلة القانونية وذلك في حدود تفكيره ونشوة اللحظة التي يعيشها ،غافلا عن معرفة دورة التاريخ،وأن كوشيب الذي تجري محاكمته الان كانت أفعاله علي مدي سبعة عشر عاما من التاريخ
هو جزء منه دون شك ولم تزل ذاكرة العدالة حية متقدة.
فالبرهان يدير فضاءٓ سياسيا دمويا في هذه البقعة من الكون (السودان) لانه ربّ الفوضي المتعطش
للدماء وشهوة السلطة.
وهناك حقيقة في غاية البساطة ومن الصعب أن يدركها وهي أن
(الوطن ليس بحاجة اليه ) .

 

آراء