عبد الله على إبراهيم واتهام الحزب الشيوعي بالعمالة للروس (2 -2)
صديق الزيلعي
9 February, 2024
9 February, 2024
صديق الزيلعي
قولني عبد الله على إبراهيم ما لم أقله. كتب في مقاله المنشور بالأمس الأول في سودانايل تعليقا على موضوع تلقي تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) تمويلا خارجيا، ناقدا ما طرحته رشا عوض، ثم أقحم اسمي، بلا دليل، مدعيا أنني وصفت الحزب الشيوعي السوداني بالعمالة للاتحاد السوفيتي السابق. سأجتهد في هذا المقال أن أوضح موقفي من قضية التمويل، ثم أرد على ادعاء عبد الله على ابراهيم، وأختم بتبيان موقفي من، جوهر، علاقتنا بالتجربة السوفيتية. عرضت في المقال الأول موقفي من التمويل، وطالبت البروف عبد الله بتوضيح اين كتبت ذلك الاتهام. وطالبته بالرجوع لأرشيف سودانايل أو الكتب الثلاثة التي أصدرتها، وتعرضت فيها للموضوع أعلاه، وهي: هل يمكن تحديد الحزب الشيوعي السوداني؟، وثائق تحكي تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، اليسار السوداني والثورة الروسية. اليوم اواصل الحوار.
كتبت في " هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟ " في ص 14، تحت عنوان جانبي: مواقف متميزة وتجديدية للحزب الشيوعي السوداني، ما يلي باختصار وفي شكل نقاط من الاصل:
" سيكون تجنيا على الحزب الشيوعي السوداني وصف كامل مسيرته بالتبعية والجمود، فلم تكن مسيرته كذلك، فقد اجتهد قادته لاستخدام الماركسية لقراءة الواقع السوداني، وحاولوا حسب المعارف والمعلومات التي توفرت لهم، على صياغة نظرية الثورة السودانية، لذلك قررت ان اعرض المواقف الإيجابية أولا ثم افصل السلبية ثانيا.
• كتب عبد الخالق محجوب في كتابه آفاق جديدة الصادر في 1957: " من الطبيعي ان تذهب الدراسات والبحوث الى حدود بعيدة لإعادة النظر في معظم القيم الاشتراكية بهدف الاحتفاظ بكل ما هو ملائم منها واستبعاد كل أصبح ميتا لا يتمشى مع الظروف الجديدة. "
• تميزت وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية بجهد نظري كبير.
• شكل بيان أغسطس 1977 " جبهة للديمقراطية وإنقاذ الوطن" حدا فاصلا في قبول الحزب بالديمقراطية التعددية وتخطيه كل الإرث القديم المنادي بالديمقراطية الجديدة والديمقراطية الشعبية وغيرها من المسميات.
• الموقف الواضح من الدين.
• أوراق نقد الخمسة حول قضايا العصر.
حددت الجوانب السلبية في الآتي:
• تأثير تجارب ورؤى الحركة الشيوعية المصرية.
• الارتباط اللصيق والتبني الكامل للماركسية اللينينية.
• تأييد خط السوفييت في معظم القضايا والمواقف.
• أساسيات البرامج لم تتغير رغم التغييرات الكبيرة في مجتمعنا.
• حسمت كل الصراعات الفكرية التي حدثت بانقسام.
• تصنيف أي صراع فكري بانه انعكاس ميكانيكي للصراع الطبقي.
• العداء للبرجوازية الوطنية والدخول معها في صراع خلال السنوات الاولي.
• استخدام منهج لينين في تقييم والتعامل مع مزارعي الجزيرة.
• الوصاية على التنظيمات الديمقراطية كالجبهة الديمقراطية للطلاب عبر شكل تحكمي للتحالف.
" علاقة الحزب الشيوعي السوداني بالشيوعية الدولية وأثرها السلبي على قضية التجديد" هو عنوان فصل في الكتاب الثاني وهو " اليسار السوداني والثورة الروسية" وكتبت فيه: " الاطروحة والمقولة الأساسية لهذا المقال هي ان الحزب الشيوعي السوداني قد تأثر بشكل كامل بفكر ومناهج الحركة الشيوعية الدولية، وصارت مرجعيته الفكرية، وتبنى أساليب عملها، ما أثر سلبا على فكره وبرنامجه. وان أي محاولة حقيقية وجادة لتجديد الحزب الشيوعي السوداني، يجب ان تبدأ من تفكيك وفهم كنه علاقة الحزب بالشيوعية الدولية، وتبيين أثر تلك العلاقة في خطه السياسي وطرحه، ومن ثم تحدد ما أثبتت الممارسة والتجربة فشله، وعدم مواكبته للمتغيرات السريعة والعميقة لعصرنا".
اما الكتاب الثالث والذي جاء بعنوان " وثائق تحكي تاريخ الحزب الشيوعي السوداني " فقد نشرت تقرير عوض عبد الرازق الذي ينتقد فيه حصر علاقة الحركة السودانية للتحرر الوطني بالاتحاد السوفيتي فقط.
هذا باختصار شديد هو رأي وموقفي من علاقة الحزب بقضايا التجديد والاتحاد السوفيتي ويتلخص في ان الحزب الشيوعي السوداني تمسك بالماركسية اللينينية، وهي نتاج للتجربة السوفيتية، وجعلها مرجعيته الفكرية. وفي نفس الوقت أهمل التيارات والأفكار والمدارس الماركسية الأخرى ولم ينفتح عليها.
siddigelzailaee@gmail.com
/////////////////
قولني عبد الله على إبراهيم ما لم أقله. كتب في مقاله المنشور بالأمس الأول في سودانايل تعليقا على موضوع تلقي تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) تمويلا خارجيا، ناقدا ما طرحته رشا عوض، ثم أقحم اسمي، بلا دليل، مدعيا أنني وصفت الحزب الشيوعي السوداني بالعمالة للاتحاد السوفيتي السابق. سأجتهد في هذا المقال أن أوضح موقفي من قضية التمويل، ثم أرد على ادعاء عبد الله على ابراهيم، وأختم بتبيان موقفي من، جوهر، علاقتنا بالتجربة السوفيتية. عرضت في المقال الأول موقفي من التمويل، وطالبت البروف عبد الله بتوضيح اين كتبت ذلك الاتهام. وطالبته بالرجوع لأرشيف سودانايل أو الكتب الثلاثة التي أصدرتها، وتعرضت فيها للموضوع أعلاه، وهي: هل يمكن تحديد الحزب الشيوعي السوداني؟، وثائق تحكي تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، اليسار السوداني والثورة الروسية. اليوم اواصل الحوار.
كتبت في " هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟ " في ص 14، تحت عنوان جانبي: مواقف متميزة وتجديدية للحزب الشيوعي السوداني، ما يلي باختصار وفي شكل نقاط من الاصل:
" سيكون تجنيا على الحزب الشيوعي السوداني وصف كامل مسيرته بالتبعية والجمود، فلم تكن مسيرته كذلك، فقد اجتهد قادته لاستخدام الماركسية لقراءة الواقع السوداني، وحاولوا حسب المعارف والمعلومات التي توفرت لهم، على صياغة نظرية الثورة السودانية، لذلك قررت ان اعرض المواقف الإيجابية أولا ثم افصل السلبية ثانيا.
• كتب عبد الخالق محجوب في كتابه آفاق جديدة الصادر في 1957: " من الطبيعي ان تذهب الدراسات والبحوث الى حدود بعيدة لإعادة النظر في معظم القيم الاشتراكية بهدف الاحتفاظ بكل ما هو ملائم منها واستبعاد كل أصبح ميتا لا يتمشى مع الظروف الجديدة. "
• تميزت وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية بجهد نظري كبير.
• شكل بيان أغسطس 1977 " جبهة للديمقراطية وإنقاذ الوطن" حدا فاصلا في قبول الحزب بالديمقراطية التعددية وتخطيه كل الإرث القديم المنادي بالديمقراطية الجديدة والديمقراطية الشعبية وغيرها من المسميات.
• الموقف الواضح من الدين.
• أوراق نقد الخمسة حول قضايا العصر.
حددت الجوانب السلبية في الآتي:
• تأثير تجارب ورؤى الحركة الشيوعية المصرية.
• الارتباط اللصيق والتبني الكامل للماركسية اللينينية.
• تأييد خط السوفييت في معظم القضايا والمواقف.
• أساسيات البرامج لم تتغير رغم التغييرات الكبيرة في مجتمعنا.
• حسمت كل الصراعات الفكرية التي حدثت بانقسام.
• تصنيف أي صراع فكري بانه انعكاس ميكانيكي للصراع الطبقي.
• العداء للبرجوازية الوطنية والدخول معها في صراع خلال السنوات الاولي.
• استخدام منهج لينين في تقييم والتعامل مع مزارعي الجزيرة.
• الوصاية على التنظيمات الديمقراطية كالجبهة الديمقراطية للطلاب عبر شكل تحكمي للتحالف.
" علاقة الحزب الشيوعي السوداني بالشيوعية الدولية وأثرها السلبي على قضية التجديد" هو عنوان فصل في الكتاب الثاني وهو " اليسار السوداني والثورة الروسية" وكتبت فيه: " الاطروحة والمقولة الأساسية لهذا المقال هي ان الحزب الشيوعي السوداني قد تأثر بشكل كامل بفكر ومناهج الحركة الشيوعية الدولية، وصارت مرجعيته الفكرية، وتبنى أساليب عملها، ما أثر سلبا على فكره وبرنامجه. وان أي محاولة حقيقية وجادة لتجديد الحزب الشيوعي السوداني، يجب ان تبدأ من تفكيك وفهم كنه علاقة الحزب بالشيوعية الدولية، وتبيين أثر تلك العلاقة في خطه السياسي وطرحه، ومن ثم تحدد ما أثبتت الممارسة والتجربة فشله، وعدم مواكبته للمتغيرات السريعة والعميقة لعصرنا".
اما الكتاب الثالث والذي جاء بعنوان " وثائق تحكي تاريخ الحزب الشيوعي السوداني " فقد نشرت تقرير عوض عبد الرازق الذي ينتقد فيه حصر علاقة الحركة السودانية للتحرر الوطني بالاتحاد السوفيتي فقط.
هذا باختصار شديد هو رأي وموقفي من علاقة الحزب بقضايا التجديد والاتحاد السوفيتي ويتلخص في ان الحزب الشيوعي السوداني تمسك بالماركسية اللينينية، وهي نتاج للتجربة السوفيتية، وجعلها مرجعيته الفكرية. وفي نفس الوقت أهمل التيارات والأفكار والمدارس الماركسية الأخرى ولم ينفتح عليها.
siddigelzailaee@gmail.com
/////////////////