عبد الوهاب الأفندي بعد الدرديري: مغالطات فلولية .. ودعوة صريحة لاستمرار الحرب !!

 


 

 

بعد الدرديري جاءنا عبد الوهاب الأفندي (الانتلجنسيا الاخونجية) وخلاصة مقاله دعوة أيضاً لاستمرار الحرب ومحاولة لتبرئة الإنقاذ عن صناعة الدعم السريع الطرف الآخر في هذه الحرب اللعينة الملعونة في كل ملة ودين..!
طبعاً حديث الرجلين في هذه الآونة ليس من باب الصدفة..! إنها الأدوار المعروفة والمطلوبة حينما يستخدم الإنقاذيون كل أسلحتهم ومنسوبيهم عند المحكات و(الزنقات) وعندما تسفر النوايا وتتمايز الصفوف..!
والله نحن لا نفتئت عليهم إنما هذا هو خط الاخونجية وما عهدناه منهم...تطابق في التعبير والمصطلحات والمواقف والمرامي والتوصيف والاصطفاف..كل من الدرديري والأفندي يرى في إيقاف الحرب هزيمة ويدعوان بكل جارحة وعبارة إلى استمرار الحرب..! ذات المنطق الذي يتبناه الانقاذيون وقد عبّر عنه صراحة المنفلتين منهم مثل (الخبير الاستراتيجي) الذي قال بوضوح لا يمكن إيقاف الحرب حتى ولو تم حرق وتدمير السودان كله..!
يقوا الأفندي في أول كلمة له إن ما تم في أديس أبابا مهزلة (الحرب ليست مهزلة) وان العالم والأفارقة لا يعرفون حقيقة الأزمة في السودان وما قدموه من مقترح حول الهدنة ووقف إطلاق النار يزيد الأزمة..(لاحظ الهدنة ووقف إطلاق النار يعمّق الأزمة)..! هذا والله ما قاله الأفندي في أول فقرة من مقاله..!
تكلّم الرجل عن المليشيات ولم يذكر مليشيات الإخوان مثل "كتيبة البراء ودفاع الإنقاذ الشعبي وكتائب الظل..وأنس عمر"..! وما كان عليه أن يتجاهل ذلك..ففي إمكانه أن يقول إنها مليشيات (وطنية) تساعد على إيقاف الحرب وضرب المليشيات الأخرى ..ولكن أن يتجاهل بالإطلاق ميلشيات الفلول فهذا من التدليس الذي لا يليق بالباحثين الخلصاء..!
يقول الأفندي (إن مواطني الخرطوم يضجون بالشكوى كلما تم الإعلان عن هدنة)..!! هل هناك كذبة أبلغ من هذه..؟؟! مواطنون مطحونون تحت الحرب يقتلون جهراً في كل ساعة داخل بيوتهم ويضجون بالشكوى عند الإعلان عن الهدنة ووقف القتال..؟!
طبعاً الأفندي غير سعيد بمطالبة الاتحاد الإفريقي والإيقاد والرباعية ودول الجوار والأمم المتحدة والمنظمات العالمية وحتى إعلان القاهرة طرفي الحرب معاً بوقف إطلاق النار (جماعة انقلاب البرهان ومليشيا الدعم السريع)..وعلى امتداد مقاله الذي بلغ 1789 كلمة لم يذكر الأفندي كلمة واحدة عن الجهة التي صنعت ميلشيا الدعم السريع وقامت بتسليحها واعتمدتها جزءاً من الجيش وفتحت لها مناجم الذهب وباركت حروبها الداخلية والخارجية ..فهل ذلك من باب السهو ..أم من التدليس والإنكار ..؟! ومع إشارة الأفندي إلى قوة تسليح الدعم السريع..ألم تطوف بباله خاطرة شاردة عن الجهة التي صنعتها وتبنّتها وقامت بتسليحها وتبنيها بل أدخلتها إلى العاصمة..؟!
من الذي نصّب حميدتي نائباً لرئيس مجلس السيادة وخرق من أجله حتى الوثيقة الدستورية ..؟!
عدم الأمانة الفكرية وعدم احترام عقول الناس يتجسّد في ما ذكره الأفندي وهو يصف جرائم الحرب الحالية البشعة.لكنه يقول إن ما حدث في هذه الحرب (لا سابقة لها في السودان أو جواره منذ النازية والبلشفية والخمير الحمر في كمبوديا وسقوط ليبيريا وسيراليون) ..ونقول للأفندي: بماذا تصف الذي جرى في دارفور في عهد الإنقاذ..؟! هل يراه أقل ضراوة مما يحدث الآن في الخرطوم..؟! لماذا يتجاهل الرجل الإبادة الجماعية في دارفور وحرق القرى بمن فيها وما عليها مع التوحش الرهيب في القتل والسحل والاغتصاب والتهجير ..لماذا ينكر هذه السابقة في السودان ليفتش عنها في كمبوديا وسيراليون..؟!
الأفندي ينفي ما أعلنته جماعة الإخوان والإنقاذيين بأنفسهم ويقول (إن جهات سياسية حاولت ترويج أن الإسلاميين هم الذين حرّضوا الجيش وبالتالي أشعلوا الحرب إلا أن ما تكشّف منذ اندلاعها هو العكس)...ألم يسمع الأفندي ما تعلنه قيادات جماعته ليل نهار وما تخطى الدعوة إلى التجنيد والاستنفار ولبس أزياء الكاكي وحمل السلاح ثم ما هو (هذا العكس) الذي تكشف له..؟!
إنها ذات النظرية؛ الأفندي يدعو إلى عدم إيقاف الحرب مهما كانت ضحاياه من المدنيين..فجماعة الإنقاذيين آمنين في الداخل والخارج ولا يهم ما يحدث للمواطنين السودانيين (الآخرين)..!
هل تريد يا صديقي معرفة موقف الأفندي الحقيقي والسافر واصطفافه مع الفلول..؟! أنظر إلى قوله بالنص (حدث تغيير كبير في الرأي العام ضد القوى السياسية التي كانت تهيمن على الساحة..فهناك الآن زلزال سياسي كبير يوشك أن يغيّر البنية السياسية في البلاد والسبب أن القوى التي كانت تسمّي نفسها مدنية وتدعو إلى الديمقراطية فقدت التواصل مع الشارع وما زالت تتحدّث عن قضايا غير التي تشغل الجماهير حالياً وتحاول بيع الوهم بأن بربرية الجنجويد مفتاح الديمقراطية في البلاد وعليه شمل الغضب الجماهيري ضد المليشيات القوى السياسية التي انحازت عملياً للجنجويد وسقطت أخلاقياً بتلجلجها حتى في إدانة الجرائم التي ارتكبتها المليشيا)..!
هذه خلطة من الخبث والكذب والاصطياد العكر بدماء الناس يهرف بها الأفندي لصالح جماعته..فهو يردد فرية الفلول بأن القوى السياسية والمدنية تؤيد الدعم السريع..وهي ذات الكذبة السخيفة التي يرددها جنرالات الانقلاب والاخونجية الذين صنعوا الدعم السريع وأصبحوا الآن يحملون وزر ما يقوم به على الثورة والقوى الوطنية وقوى الحرية والتغيير..ويصفون كل من ينادي بايقاف الحرب بالخيانة..! وهل لدى الأفندي أي بيان أو تصريح من القوى السياسية والحرية والتغيير تقول فيه إنها تآزر الدعم السريع أو انه مفتاح الديمقراطية..أم أن الأفندي هبط إلى سفاسف (الجداد الاليكتروني) وإلى التلفيق والفبركة التي اشتهرت بها صحف ومنابر ومواقع رجرجة الفلول..؟!
ثم لماذا يسمي الأفندي جماعته بالإسلاميين..؟! ما هو الدليل على أن لديهم (إسلامية) تميّزهم عن غيرهم من مسلمي السودان وأحزابه وطوائفه..؟!..لماذا يخجل من تسمية الإنقاذ بالإنقاذ والاخونجية بالاخونجية والمؤتمر الوطني بالمؤتمر الوطني..!
يقول الأفندي هناك طائفة من قوى الحرية والتغيير زيّنت لـ (حميدتي) محاربة عبد الفتاح البرهان وهم من أجج الحرب..؟! هل رأيت مثل هذا (العنقالية) و(التقّحم) والاستسهال الذي يخرج عن كل منطق..؟! هذه القوى السياسية قالت لحميدتي حارب البرهان فاشتعلت الحرب..والأفندي يعلم جهود الحرية والتغيير مهما كانت قوتها أو ضعفها في محاولة التوفيق بين البرهان وحميدتي عندما بانت مطامح الرجلين غير المشروعة وعندما كان البرهان وجماعة الانقلاب قبيلها يسبحون بحمد الدعم السريع حتى قبل أيام من إعلان الحرب...؟!
مَنْ الذي سمح للدعم السريع بدخول العاصمة بتلك الكثافة..هل هم جماعة من قوى الحرية والتغيير..؟! هكذا يتدني خطاب الأفندي إلى الإنكار وإلى ما هو قريب من السوقية والابتذال.. !!
يتضمن مقال الأفندي دفاع مستميت عن البرهان..ألا يعلم الباحث الأكاديمي الرصين أن البرهان هو قائد انقلاب على الحكم المدني وليس له شرعية..مثله مثل صاحبه حميدتي.!!
..الطريف قول الأفندي إن حميدتي بدأ تحركه الانقلابي من مروي..وبما أن الجنرالين البرهان وحميدتي ليس لديهما شرعية..وان كليهما من صنع الإنقاذ..فلماذا لا يقول الأفندي أن البرهان أيضاً قام بتنفيذ انقلاب..لا مجرد محاولة..؟
خلاصة ما يرمي إليه الأفندي هو الوقوف مع إخوانه فلول الإنقاذ وهذا بمثابة دعوة صريحة للتجييش واستمرار الحرب..!
عشر كلمات في آخر مقال الأفندي توضح مراميه وتذاكيه على الناس في غمرة انهماكه لمناصرة أصحابه الاخونجية "وهو ابن الإنقاذ وصوتها في سنواتها الكالحة الأولى"..يقول يجب أن نبحث عن تجربة جديدة (بدلاً عن تجربة الإنقاذ الفاشلة و تجربة قوى الحرية والتغيير الأكثر فشلاً)..!
بالله عليك هل من الإنصاف والانتصاف القول بأن تجربة الحرية والتغيير التي لم تتعد بضع شهور كانت أكثر فشلاً من تجربة الإنقاذ التي استمرت ثلاثين عاماً..؟! ومهما كان عن فشل تجربة الحرية والتغيير.. هل شطرت البلاد إلى شطرين..؟! هل ارتكبت إبادة في دارفور..؟! هل حرقت القرى وقطعت الأرزاق وشردت الملايين..؟! هل ارتكبت المذابح في العيلفون وكجبار وبورتسودان والخرطوم..؟! هل دفنت الناس أحياء..وأغرقتهم مكبلين بالصخور..؟! هل أنشأت بيوت الأشباح..؟! هل نهبت موارد البلاد وخزينتها العامة...؟!!
الأفندي يريد أن يهاجم الثورة وقوى الحرية والتغيير.. وحتى يجعل الحكاية (مبلوعة) قال إن تجربة الإنقاذ فاشلة ليقول أن تجربة الحرية والتغيير أكثر فشلاً..هل هذا كلام باحث أم (فلولي برخصة)...؟! ثم يختم الأفندي مقاله بعد كل هذا الأكاذيب بعبارة (وعلى الله قصد السبيل)..ولم يكن صادقاً في هذه العبارة أيضاً ..ذلك أن مقاله هذا موجه لمقصد آخر..!!
كان مطلوباً من الأفندي والدرديري المساهمة في دعم خط الفلول ولن يرضى عنهما تنظيمهم الاخواني إذا لم يشاركوا في التحريض على استمرار الحرب ومهاجمة الثورة والقوى المدنية.. وكلاهما يروّج مع الفلول بأن أنصار الثورة وقوى الحرية والتغيير أقلية أسيرة للنفوذ الأجنبي..وهذه من سخافات الفلول التي تدفع إلى الغثيان وتستحلب القئ.. الله لا كسّبكم..!

 

murtadamore@yahoo.com
///////////////////////

 

آراء