كلام الناس
*كلما أحاول الإبتعاد عن تعاطي الشياسة التي فرضت نفسها علي في هذه البلاد البعيدة أجد نفسي مجبراً على الخوض في متاهاتها المربكة خاصة في السودان الغارق في بحر تناقضاتها المتلاطمة.
*مهما تشغلنا التداعيات المأساوية للسياسات الإقتصادية والمالية الأكثر إرباكاً سرعان ما تعيدنا بعض التصريحات السياسية التي يتطوع بها بعض الرموز القيادية في حزب المؤتمر الغالب" المغلوب" على أمره إلى الساحة السياسية الاكثر تعقيداً.
*للأسف مازال بعض قادة حزب المؤتمر الوطني يبسحون عكس تيار التغيير الأهم للخروج بالسودان من أزماته وإختناقاته السياسية والإقتصادية والأمنية ويصرون على السير في ذات النهج الذي تسبب في كل هذه الأزمات والإختناقات خاصة في مجال الإقتصاد والمال، لذلك إستمر معدل التضخم في الإرتفاع وظلت مظاهر الإختناقات ماثلة.
*تستمر نفس الاخطاء في تناول الشؤون السياسية مثل التصريح السالب الذي أطلقه الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الذي قال فيه أنهم لايقبلون بأي حديث من المعارضة عن فترة إنتقالية.
*في ذات الإتجاه طالعنا تصريحات من كابينة حزب المؤتمر الوطني تحذيراً لأحزاب"التوالي" من شق الصف وإقامة تحالفات تحت مظلة وجودهم "الديكوري" في السلطة!!.
*المواطن السوداني الذي يشهد هذه"المناظر" الإستعراضية لم يعد يهتم بكل مايجري على مسرح الإنقاذ لأنه خبر أساليبهم القديمة المتجددة للإستمرار في الحكم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، والضحك على ذقون كل من يلحق بقطار السلطة.
*المواطن السوداني تعلم من التجارب القديمة والانية أنه لاأمل في كل الإتفاقات الثنائية والجزئية التي لم تفلح في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطي الحقيقي، لكنه لم ييأس من عبقرية الشعب المعلم المجربة عندما تتحد إرادته ويجد عزمه.
*عبقرية الشعب المعلم لا تعتمد على حزب بعينه أو كيان مسلح إنما هي نتاج تلاحم كل مكوناته السياسية والفئوية والقطاعية الحقيقية التي مازالت موجودة رغم كل إبدالها او إضعاف أثرها.
عبقريه الشعب المعلم