بسم الله الرحمن الرحيم
حاطب ليل
(1 )
منذ ان ظهر ببابه المتميز حديث المدينة في الصحافة السودانية قبل حوالى عقدين من الزمان ظل الباشمهندس عثمان ميرغني فعلا حديث المدينة , لانه ببساطة يستلهم كل موضوعاته التي يطرقها من واقع الناس ومعاناة الناس وقضايا الناس وطموحاتهم التي تتبلور في احاديثهم ثم يستوعب ذلك ويهضمه في دماغة ليخرج منه بنظرة متميزة تصبح فعلا حديث المدينة
(2 )
ولكن يوم السبت الاول من امس 19 يوليو الموافق للواحد وعشرين من رمضان الجاري والشمس تلملم اشعتها لاعلان انتهاء صيام ذلك اليوم تطايرت الاسافير ثم الاجهزة الاعلامية المحلية والعالمية بخبر الهجوم المسلح بواسطة ملثمين ترجلوا من عربة لاندكرورز ويهجمون على صحيفة التيار ويقومون بالاعتداء على كل من في الدار بالضرب واخذ المقتنيات الالكترونية من موبايلات ولابتوبات وكان الافظع هو الاعتداء على الباشهمندس عثمان ميرغني رئيس التحرير بالضرب والطعن مما تسبب له في اذى جسيم مما استدعى نقله للمستشفى والدماء تنزف منه فالواضح انه كان هدف الاعتداء الرئيسي
(3)
هكذا اصبح حديث المدينة صاحب حديث المدينة نفسه وليس موضوعاته التي يكتبها ويالها من نقلة كبيرة ان يصبح متابع الاحداث حدثا في نفسه وعندما يكون ذلك الشخص في قامة عثمان فهذا يعني انه حدث مجلجل وقد كان فاصبح لاحديث للمدينه غيره . نعم قد تعرض عثمان في مسيرته الصحفية للكثير من المضايقات وبعض المؤذيات ولكن ظل يقاوم ويناضل متمسكا بالصراط القانوني ويتخطى العقبة تلو الاخرى ولكن ان هذة المرة جاءت اكبر مما كان يتوقع جاءت من النوع الذي لايمكن الاحتياط له لانه مسؤليته تقع على الدولة ولاشئ غير الدولة
(4 )
ساعة كتابة هذا المقال بعد اقل من اربعة و عشرين ساعة من الحادث لايزال الوقت مبكرا لمعرفة من هو الجاني ومن هم الذين نفذوا الجناية وماهي دوافعهم ولكن لابد من معرفة ماذا فعلت الجهات المسؤلة عن حماية المواطن وامنه الشخصي في هذا البلد لذلك الجاني والمنفذين للجناية نعم لايمكن مطالبة تلك الجهات المسؤلة بمعرفة دبيب النمل في الصخرلابل لايمكن مطالبتها بالاحتياط لكل نوازل الدنيا فلايوجد امن في الدنيا بنسبة مية المية ولكن الكفاءة والقدرة والاهتمام يظهر بعد وقوع الخلل بالامن فالسؤال الذي ينتظر الاجابة الان ماذا فعلت الاجهزة المسؤلة وماذا هي فاعلة ؟؟؟؟؟
(5 )
يستمد السؤال اعلاه مشروعيته من ان الحادث ليس حادثا عاديا فمبنى صحيفة التيار يقع في قلب العاصمة وفركة كعب من اهم مؤسسات الدولة الامنية والعدلية ثم ان الجريمة لم تكن بواسطة فرد تسلل خلسة وفعل فعلته وذاب كفص من الملح انما جاءت من مجموعة كبيرة وبعربة دفع رباعي والاهم من كل ذلك ان الضحية اي المجني عليه ليس له الا ضميره وقلمه الذي يعبر به عن رايه او يكشف به عما يراه انحرافا عن السلوك القويم ووفقا للقوانين المنظمة للعمل الصحفي في البلاد ان هذا الحادث البشع وضع دولة القانون والعدل والامن على المحك والناس كلها الان منتظرة
(ب)
الشرطة تبشر
(1 )
من روائع ثقافتنا السودانية التقليدية عدم ذكر محاسن الشخص وهو على قيد الحياة وانتظار يوم رحيله ليكون يوم المدح وتعداد الماثر. حتى الزوجة وهي الاقرب الي الزوج لاتسمعه كلمة ثناء وهو على قيد الحياة ولكن في ساعة رحيله تطلق لحنجرتها العنان في مناحة مقفاه ومموسقة تذهل من يسمعها وتجعله يتساءل هل فعلا هذا الراحل كان بهذا الحجم ؟ والرجل هو الاخر لايقل في حق زوجته كلمة طيبة الا اذا رحلت من هذة الدنيا وكل هذا يلخصه المثل الذي يقول ان شاء الله يوم شكرك ما يجئ لان يوم شكرك هو يوم رحيلك وبالمناسبة هذا السلوك له اصل في الدين الاسلامي وهذة قصة اخرى
(2 )
وانا هنا اعلن التزامي الكامل بهذة الجزئية من ثقافتنا وبمختلف مصادرها وتاسيسا على هذا نحمد الله حمدا كثيرا باننا لن نمدح اليوم صديقنا الاستاذ عثمان ميرغني فالمولى سبحانه وتعالى قد اجل يوم شكره رغم كيد الكايدين وعدوان المعتدين عليه يوم السبت الماضي ولكن مع ذلك لن نبرح محطة الحادثة التي تعرض لها ولليوم الثاني على التوالي لانها هي ولاشئ غيرها ظلت تمور بدواخلنا وتشتغل في ادمغتنا من لحظة وقوعها لاسباب ذاتية خاصة وموضوعية عامة ولكننا في هذة المساحة بصدد الموضوعية فالقضية ليست قضية عثمان وليست قضية مجتمع صحفي ولاحتى قضية امن العاصمة القومية وحدها بل قضية قومية تهم البلاد وتهم الناس كل الناس لانها مؤشر ان لم نقل نذير لمدلهمات قد تطول هذة البلاد التي توالت ماسيها
(3 )
قلنا بالامس ان دولة القانون والمواطنة في السودان اضحت على المحك وقلنا ليس مطلوبا من الجهات الامنية توفير الامن بنسبة مية المية لان هذا مستحيل ولكن عليها السعى نحو ذلك الهدف باقصى ما يمكن من تدابير ولكن بعد وقوع ما يخل بالامن عليها تعقب الجاني وعليه الاحاطة به مهما كانت دقة تدبيره ومهما كانت سرعته واي عجز في هذا الشان يعني ضياع البلاد والعباد ناهيك اذا كانت الجناية تحت الشمس وفي موقع يفترض ان تكون فيه قوة الدولة كاقوى ما تكون . مكان لافيه سلطة اسرة او قبلية او طائفية او حتى ابو مروة لتامين الافراد او الممتلكات
(4 )
نحمد الله لم يطل انتظارنا بعد حادثة التيار البشعة فقد صرح اللواء عبد العزيز حسين عوض مدير الجنايات لقناة الشروق في نشرتها الرئيسية عند العاشرة مساء الاحد اي بعد يوم واحد من وقوع الجريمة بان الادلة بدات تتجمع لديهم لابل وفي نبرة واثقة قال سيادتة ان الشرطة قادرة ان شاء الله على الامساك بخيوط الجريمة . كما جاء في صحيفة التيار –ست الوجعة – الصادرة امس الاثنين ان الشرطة اوقفت مشتبهين في الجريمة وابلغت مصادر موثوقة الصحيفة ان الشرطة اخضعت اثنين من المشتبهين الي تحقيق دقيق لمعرفة صلتهم بمرتكبي الحادث ومن جانبها قالت الصحيفة انها تحصلت على مقاطع فيديو للسيارتين اللاندكروزر المنفذتين للهجوم على الجريدة
(5 )
الامور بمالاتها والاخبار المبشرة بخواتيمها ونحن منتظرين
(ج )
مهدي مصطفى الهادي
رمية :--
يقول الفيلسوف الشاعر الرئيس السنغالي السابق /ليوبولد سنغور انه كلما سمع برحيل شيخ افريقي يشعر بان هناك مكتبة احترقت طبعا هذا راجع لان ذلك الراحل الذي امد الله في ايامه قد شهد احداثا كثيرة وتبلورت في راسه حكم كثيرة من تجربته ومما ورثه من حكمة الاسلاف وبما انه ليس هناك كتابة فستكون كل الاشياء قد رحلت معه ولو عاش سنغور الي يومنا هذا سوف يكتشف انه حتى المتعلمين والمثقفين الافارقة الذين يجيدونا لكتابة وبعدة لغات والذين عاشوا حياة طويلة عامرة بالتجارب لايدونون تجاربهم على سبيل التوثيق لذلك عندما يرحلون تكون هناك مكتبات احترقت ومازالت المكتبات تحترق حتى يومنا هذا
العصاية :--
في مساء الثلاثاء الاول من امس احترقت مكتبة سودانية برحيل السيد / مهدي مصطفى الهادي بعد عمر مديد انفقه في خدمة بلاده وفي مجالات مختلفة وله تجربة سياسية طويلة والاهم من كل ذلك انه ترك بصمة واضحة في مسيرة الحياة السودانية على المستوى القومي مهدي مصطفى الهادي نشا سياسيا في كنف اليسار وكان في جامعة الخرطوم يلقب بالطفل المعجزة لذكائه الخارق وعندما انقسم الحزب الشيوعي في الموقف من مايو كان مهدي في جناح معاوية سروج واحمد سليمان الذي انحاز لمايو باعتبارها ثورة تقدمية بينما حتى تحفظ عليها عبد الخالق محجوب وبقية الحزب ووصلت المفاصلة قمتها في انقلاب هاشم العطا في يوليو 1971
استمر مهدي في العمل مع نميري وكان قطبا من اقطاب الاتحاد الاشتراكي وصل منصب الامين العام واداريا شغل مهدي منصب محافظ الخرطوم –بلغة اليوم والي – فاتخذ قرارات خطيرة منها الغاء الدعارة فمذ ايام الانجليز كانت الدعارة مهنة معترف بها من قبل الدولة بمعنى ان تعطى العاهرة رخصة مزوالة تجدد في فترة معلومة مع كشف طبي ودفع ضريبة وحماية امنية وكانت صفوف طالبي الخدمة امر عادي في مناطق متفرقة من العاصمة المثلثة اشهرها ابوصليب في الخرطوم ولما كان القرار خاص بمديرية الخرطوم فقط فقد تفرقت الممتهنات لتلك المهنة على مدن السودان ومن بقيت منهن في الخرطوم ظلت تمارسها سرا وتتعرضة للكشة
قبل مهدي كان بالخرطوم سوقان العربي والافرنجي ولكن المتغيرات الديمغرافية رفدت الخرطوم بقادمين وبمطلوبات جديدة فانشا المحافظ/ مهدي مصطفى الهادي الاسواق الشعبية في اطراف العاصمة ورحل لها الاكشاك التي كانت موجودة في قلب المدن الثلاثة طبعا الان اصبحت هذة الاسواق في قلب المدن مما يدل على بعد نظره .قبل ان يتقلد منصب محافظ الخرطوم كان مهدي دبلوماسيا في الخارجية وبعد مايو عاد للعمل الدبلوماسي اذ اصبح نائبا لامين عام الجامعة العربية وبعد تقاعده رجع للسودان ثم عمل في عهد الانقاذ سفيرا للسودان ثم تقاعد للمرة الثالثة عليه ستكون خسارة كبيرة لو ان الراحل مهدي مصطفى الهادي قد رحل دون ان يكتب مذكراته وهذا هو الغالب وسنكون سعداء لو كان العكس هو الحاصل
كسرة :--
قرارات مهدي المذكورة اعلاه ووجهت بمعارضة شرسه قوامها المعارضين لمايو ثم اصحاب المصالح المتضررين وهناك من عارض لاسباب يراها موضوعية فمازلت اذكر تلك الندوة التي اقيمت في جامعة لخرطوم ونحن في السنة الاولى عن الغاء الدعارة العلنية وقد اختلف المتحدثين فيها وكلهم اساتذة كبار في الجامعة والمجتمع اما ترحيل اكشاك حى الشهداء الي مكانها الحالي - السوق الشعبي بام درمان - فقد ووجه بثورة عارمة وضغوط على نميري
(د )
موت كبسور
رمية :-
نحن في السودان نهوى اوطانا هذة واحدة اما الثانية ان رحلنا بعيد نطرى خلانا والثالثة نفسنا قصير ولانعرف الالتزام الصارم بالتخصص و المهنة لابل بالعكس نصف الملتزم بتخصصه والمنقطع له والمجود بانه (كلتان ومضيقها ) ولكن هذا لاينفي وجود استثناءات فلنترك المجال الاكاديمي جانبا حيث لدينا عدد لاباس به من الاكاديميين المنقطعين لتخصصهم فاجادوا واعطوا فنحن اليوم بصدد المجال الابداعي وهنا لابد من ان رفع القبعات تحية لرجال مثل الطيب محمد الطيب والفاضل سعيد واحمد الطيب زين العابدين واحمد عبد العال ومحمد وردي فهولاء عملوا بالتزام في مجالاتهم الي اخر دقيقة في حياتهم وقدموا لهذة البلاد الكثير
العصاية :-
من المعاصرين الاحياء الذين منحوا مهنتهم الابداعية كل طا قتهم الفكرية والجسمانية وقدموا الكثير يمكن ان نذكر عدد مقدر وان شاء الله( يوم شكرهم مايجئ) فالبلاد في حاجة لعطائهم ولكنا نقف اليوم عند واحد منهم وقد فرضته علينا المناسبة وهو الدكتور فيصل احمد سعد اما المناسبة فهي ان الفضائية السودانية قدمت عنه سهرة كاملة عبارة عن فليم توثيقي لحياته الدرامية الكوميدية العامرة استنطقته وبعض معاصريه مع تقديم نمازج من اعماله ويستمد هذا العمل اهميته اننا اعتدنا ان نشاهد الافلام التوثيقية لرموزنا بعد رحيلهم ولكن القناة (طلعت من علبها ) وفي بادرة نادرة ووثقت لفصيل وهو حى يرزق وان كان قد قتلته في نهاية التوثيق
فيصل احمد سعد نموزج للفنان المجود لعمله فهو موهوب وصقل موهبته بالدارسة الاكاديمية التي وصل فيها مرحلة الدكتوراة وقد فعل ذلك مع الممارسة المتواصلة فكل حياته عبارة عن تنقل بين خشبة التمثيل (اذاعة تلفزيون مسرح) وقاعة الدرس (تلميذ وطالب ومدرس ومحاضر) فعل ذلك في تناغم تام وهذة الخدمة الطويلة الممتازة وطنته في الوجدان السوداني واعطته مقعدا في صف الرموز القومية السودانية
في السهرة المشار اليها والتي كانت عبارة مسح عام لمسيرته الفنية وردت افادات من زملائه في مجال التمثيل وفي المجال الاكاديمي ومن بعض طلابه وزوجته الاولى فقدموا اضاءات هامة عليه وحتى تكتمل الصورة لابد من حلقة تغوص وبعلمية في مدرسة فيصل الفنية ففي تقديري ان فيصل مدرسة متكاملة في فن الاضحاك في السودان فقد حباه الله بوجه معبر به تقاطيع مميزة جعلته بارعا في استخدام لغة الجسد فحركة الشفايف , تقليب العينين داخل النظارة التحكم في مساحة الجبهة تحريك الاشداق كل هذا جعله بارعا في الكوميديا المرتبطة بالشخص –نموزج عادل امام ومحمد نعيم سعد – ثم ياتي ما اكتسبه من ثقافة وعلم ليجعله متمكنا من كوميديا الموقف وبهذا يكون فيصل قد جمع بين كوميديا الشخص وكوميديا الموقف وولعل هذا هو سر التالق والقبول الكبير الذي حظى به فيصل
كسرة :-
تخللت الحلقة نمازج من اعمال فيصل المسرحية والتلفزيونية بتركيز على شخصية كبسور التي برع فيها فيصل والتي كادت ان تسجنه بالتنميط ولكن وجوده في الاصدقاء وغيرها اخرجه منها بسلامة ولعل اخر لقطة في الحلقة من تلك النمازج كانت عن كبسور وهو يودع اهل الحى الذين كان يزعجهم وينعي نفسه وفي تقديري ان هذا خبث فني جميل بقصد او غيره جعلنا نسال الله طول العمر لفيصل للمزيد من العطاء والابداع
(ه)
وامريكي اخر جميل
رمية :-
من عاداتي الرمضانية ان اكون قريبا جدا من شيخي العارف بالله ابن عطاء الله السكندري في حكمه القدسية بمختلف الشروح وفي ذلك الصباح الرمضاني بعد ان وضعت الكتاب جانبا وركبت السيارة متجها للخرطوم بدعوة من صديق عزيز ونادر لمقابلة زائر امريكي قلت سبحان الله من قمة الروحانيات الي قمة الماديات وعزيت نفسي ب(انه حال الدنيا )
العصاية :-
في بهو فندق السلام روتانا جلست الي الدكتور جيف بيرينز الناشط الاجتماعي الامريكي الذي يزور البلاد بدعوة من منظمة جسور السودانية لحضور تابين بيل ارموني (لا اعرف عنه شئ فمعذرة ) ولاقامة يوم صلاة من اجل السلام في السودان شرح لي جيف طبيعة منظمته التي يمكن ترجمة اسمها ترجمة غير حرفية ب(متجردين للسلام) وكيف انها نشات من اجل التسامح والتصالح والتقارب بين الناس من مختلف الملل والنحل وكيف انها توسعت داخل امريكا واصبحت لها نتائج ملموسة وكيف اقامت سياسة موازية للسياسة الرسمية الامريكية ثم بعد ذلك توسعت في عملها وخرجت من الولايات المتحدة بذات اهدافها لتصبح عالمية التوجه فاتصلت بنظائرها الموجودة خارج امريكا ولما سالته عن السودان وصفه بانه بلد واعد بالنسبة لهم وذلك من خلال معرفته بسودانيين في امريكا ومن خلال زيارتيه للسودان –الاولى كانت في العام الماضي – سالته عن المقاطعة الامريكية للسودان فقال انه بصفة شخصية يمقت كلمة مقاطعة هذة ولكنه لايهتم كثيرا بما تفعله الحكومات فقلت له لكن المقاطعة الامريكية للسودان اثرها على المواطن السوداني العادي البعيد عن الحكومة لايمكن تصوره فاعترف لي انهم في امريكا يجهلون هذا الامر ولكنه متاكد كمنظمة مدنية طوعية غير حكومية لن تجرؤ الحكومة الامريكية على اعاقة عمله في اي مكان يختاره وعن ما يؤدون تقديمه للسودان قال دكتور جيف انهم متهتمون بتنمية القدرات في مجال النشاط المدني ثم التعليم والصحة واضاف بانه متفائل جدا بانهم سوف يصيبون نجاحا غير عادي في السودان فالسودنيون في تقديره اناس يستاهلون كل خير قلت له مداعبا لكن الحكومات في البلدين لاتشاطركم في هذا الحماس فرد بذات الدعابة مثلما نحن كمجتمع مدني استطعنا تجاوز حكومتنا وبمنتهى الدستورية فمن واجب نظرائنا في السودان ان تكون لهم ذات القدرات فنحن لن نتدخل بين تلك المنظمات وحكوماتها فهذا عملها ولو كان يعرف العربية الدراجية السودانية لقال (ياكلوا نارهم )
كسرة :-
اسرني الرجل بحديثه فسالته من اين جاءك هذا التسامح وقبول الاخر ؟ فحكى لي قصة شخصية طويلة ومثيرة وكيف انه كان قسيسا كارها لاي شئ له صلة بالاسلام والمسلمين وكيف انه كان داعما لاسرائيل وكيف انه استغل احدات 11 سبتمبر لتغذية الكراهية للمسلمين وكيف انه بدفع من زوجته بدا مراجعة هذة الكراهية التي شعر بانها يمكن ان تدمره فجلس ذات يوم في كافتيريا فسال الله ان يرسل له رسالة تهدي دواخله ودون ان يشعر انفلت طفل عمره خمسة سنوات من امه التي كانت معه في داخل الكافتيريا ودخل معه في مداعبات وكان ذلك الطفل من اسرة مسلمة اسمه عمر ومن ساعتها انفتح على المسلمين في امريكا وكرس بقية حياته للعمل من اجل التصالح بين الاديان وهنا تذكرت حكم شيخي ابن عطاء الله السكندري بان الهبات الالهية لاتحتاج لعمل او جهد او حتى قلب نظيف انما تتنزل بامر منه على من يريد وساعة مايريد
aalbony@gmail.com