عذراً

 


 

 

عذراً أكتوبر!!!
نعتذرُ يا أكتوبر فنحن جد حزانى.. وحائرون
تركت كتابك لنا بالوصايا والأمانة
وقلت لا تصبروا على حكم...
ظالم جاهل جائر.. أبداً
وصبرنا يا أكتوبر ثلاثون.... وبضع آخر من السنين
ما نسينا الوطن فسوداننا في حدقات العيون
وفي غفلة جاء قوم جهلاء
خدعوا الكثير بإسم الدين... وكان هذا رياء
فالدين منهم براء...
فنحن قومٌ الدين في أعماقنا وأخلاقنا...
ما تركناه يوماً.... ما كفرنا يوماً
نُعمر مساجدنا عبادة وصلاة...
اشتهرنا بالخلق والزهد والسلام على النبي والدعاء
كنا أنقياء... خلقنا تشهد به كل الأمم
وما هو الدين يا هؤلاء..؟
الدين الأخلاق... قالها نبينا الكريم
ومضت السنون وتوالت أحزاننا
وغاب الوطن.....
حتى السياسة لم يحزقها هؤلاء
وأصبح سوداننا معزولاً عن الجميع
بات قزماً.. متهاوياً ذاك القوي المهيب
سرقوا أمواله... تسولوا بإسمه عبر البلاد
كنا حزانى نخجل ممن حولنا
نطأطئ الرؤوس ونغض العيون
وكان صبرنا طويل.... طويــل
ولكن في الصدور كانت البراكين تفور
وهب الجميع... ملئوا الشوارع
وفي يوم خرجت كل البيوت....
كل الشباب كل النساء...
استيقظ السوداني القديم
يصرخ بصوت داوٍ رهيب
ارحلوا يا طغاة... ارحلوا يا لصوص
كان صراخاً داوياً وبكاء....
كانت جموع هدها الحزن والألم الطويل
واشتغل السلاح....
وسقط الشهيد وراء الشهيد
ولم ينحني الرجال...
وقفوا كالجبال
وذهب الطغاة الظالمين....
عجبا!! لم يذهبوا إلى الجحيم
ولا ندري لماذا...؟
فيا أكتوبر هم خلف الستائر يلعبون
هم يا أكتوبر أثريا ومترفون
ماذا نفعل في الواحد وعشرين...؟
نحن حزانى.... أمنحنا القوة
جعلناك رمزاً لنا...
غنينا لك ورقصنا فرحاً بك
وعمدناك شهراً للثورة الكبرى
يا أكتوبر الأخضر... أكتوبر الواحد وعشرين
نريد أن نغني أن نعيش... مرة أخرى
نريد الغذاء.... نريد الكرامة
نريد الدواء
كنا أشباحاً هائمة... وأرواحاً عطشى تريد الحرية والحياة
يا أكتوبر الأخضر دعنا نغني....
مرة أخرى
////////////////////////

 

آراء