عساكر من أجل الأطفال

 


 

ياسر سليم
28 January, 2024

 

yas_shalabi@yahoo.com

إليكم ما فعلتم في أطفالنا من فجيعة ..لم تأخذكم بهم الرحمة أبداا ! لم تهتز لكم شعرة! و التاريخ يسجل قتلكم و تشريدكم لألاف الأطفال ..تعرضهم للإنتهاكات الجسيمة و إعتداءت لا تحصى .19مليون طفل خارج الدراسة.. إفتقار 7.4 مليون طفل إلى مياه الشرب ويواجهون خطر الكوليرا.. ومعاناة 700 ألف طفل من سوء التغذية .جعلتم السودان أكبر دولة في العالم بها نزوح أطفال ! تعملون من أجل فناء الأطفال...و آخرون يعملون من أجل بقاء الأطفال..إليكم عسكر يعملون من أجل حياة الأطفال و حقهم في النماء و البقاء و الأمان :
عسكر عملوا بكل إخلاص من أجل الأطفال، التزموا برعاية و حماية الأطفال ضحايا الحرب وحقوقهم ، لم يميزوا بين الأطفال، ما زالت دماء الإنسانية تجري فيهم .عسكر قدموا كل ما لديهم من أجل الأطفال بعد أن شاهدوا أثار الحرب عليهم وإلى الآن مازالت أعمالهم خالدة تسعد الأطفال في كل العالم.. عساكر كأني بهم ينشدون و يغنون مع قاسم الحاج و العميري :
لو أعيش زول ليهو قيمة أسعد الناس بوجودي ... زي نضارة غصن طيب كل يوم يخضر عودي . أبقي دار لكل لاجئ أو حنان جوه الملاجئ .. أبقي للأطفال حكاية حلوة ضمن الأحاجي .. بيها يتهنو وينمو وأحرسهم طول ليلي ساجي ...و ألقى في راحة نفوسهم بسمتي و طول إبتهاجي..لو أعلم طفل واعد لسه ماعرف الكتابة .. ببقى شجرة ظلالها وارفة تحتي نايمين ناس تعابة التحية و التجلة للعقيد طيار ليونارد شيشر و للعقيد مارك كوك،عساكر اختاروا أن يغيروا حياة الأطفال و أصبحت لديهم قيمة عند الأطفال..عساكر لهم قيمة في بقاء و نماء الأطفال..عساكر شاهدوا ما تفعله الحرب بالأطفال..قالوا لا للحرب... نعم لحق بقاء و نماء الأطفال...و شرعوا فورا في أعمال عظيمة خلدها التاريخ ،تعالج إشكالات و تداعيات الحرب اللعينة . العقيد طيار ليونارد شيشر، شرع بكل همة في معالجة آثار الحرب على الأطفال ، فأسس منظمة خيرية للذين سببت لهم الحرب إعاقة، و خاصة الذين فقدوا أطرافهم أو أجزاء منها، وقام هذا العقيد الطيار بتعلم التمريض حتى يخدمهم بنفسه. نذر هذا العقيد طيار حياته وثرواته لصالح الأطفال ذوي الإعاقة و تطورت حتى أصبحت من أكبر مؤسسات التي تقدم كافة الخدمات التأهيلية للأطفال ذوي الإعاقة في العالم . لقد بدأ ششر عمله بمنزله ليقدم به كل ما يحتاجه ذوي الاعاقة ، حتى زادت أعدادهم ، وإحتشدت المجتمعات المحلية لقضيته، حيث قامت ببناء دور لمساعدة وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة حتى انتشرت في العالم إستلهم الناس دعم الأطفال ذوي الإعاقة منه؛ ووصف دوق إدنبره عمله بأنه "أحد أعظم الأعمال الإنسانية في عصرنا". و إزداد عدد المتطوعين و أطلق حملته لدعم الأطفال ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم للقيام بحملة من أجل الوصول إلى حقوقهم الإنسانية. إنتشرت دوره في مختلف أنحاء العالم ، من ضمنها فرع ششر بالسودان ، الذي يعتبر أكبر دار في السودان لتأهيل الأطفال ذوي اللإعاقة و بها خدمات متكاملة .يبلغ عدد المستفيدين الذين إستقبلتهم الدار منذ نشأتها (35) ألف حالة من الأطفال ذوي الإعاقة. تقدم الخدمات العلاجية مجاناً لكل الأطفال بولايات السودان المختلفة و هنالك حوالي أربعة آلاف طفل يعانون من إستسقاء الرأس، كانوا يتلقون العلاج بالدار.،توفر الدار لهم الوجبات للأسر وأطفالهم ، وتوجد بالدار عيادة مجانية تتم فيها معاينة الأطفال،تتم فيها العمليات وهناك خدمات الفحوصات والصور، بالإضافة للتغذية المتكاملة للأطفال. ويوجد عنبر حتى للأمهات، كما توجد بالدار ورشة لتصنيع المعينات الحركية للأطفال. .يأتي الأطفال من جميع أنحاء السودان وعائلاتهم ينتقلون من جميع أنحاء البلاد لتلقي العلاج، و بسبب طول فترة العلاج ، تم تطوير وحدة مدرسية كوسيلة لإبقاء المرضى على قدم المساواة مع أقرانهم والتأكد من أن العلاجات لا تعترض طريق التعليم. بالإضافة إلى التعليم الأكاديمي، هناك تعليم على الفنون والحرف و هكذا تقدم هذه المؤسسة العظيمة كافة الخدمات التأهيلية للأطفال ذوي الإعاقة في السودان و تعتبر خدمات فريدة من نوعها .
أما العقيد مارك كوك، و ما أدراك ما مارك كوك ،وهو ضابط في الجيش البريطاني، أسس منظمة الأمل والمأوى وهي من أكبر المنظمات في العالم التي تعمل في مساعدة الأطفال الذين تيتموا بسبب الحرب و توفير منازل و أسر و دعم كامل لهم، نجد فروعها في مختلف أنحاء العالم و نالت العديد من الجوائز العالمية. لقد تأثر العقيد مارك بحرب البوسنة ، عندما قصفت القوات الصربية مدينة ليبيك ، و قصفت دار الأيتام هناك . أثر ذلك على الضابط الانسان العقيد مارك الضابط بالوحدة البريطانية التابعة لقوة الأمم المتحدة هناك،شاهد بنفسه الآثار المدمرة للهجوم على دار الأطفال في ليبيك، وهزه ذلك كثيرا ، حيث تم اجلاء الأطفال منها وعنئذ وعد مارك الأطفال بمساعدتهم و إعادة بناء دارهم . ولتسليط الضوء على المأساة التي حدثت للأطفال و مبناهم و لجلب التمويل لإعادة البناء ، قام أثناء الحرب بزيارة أحد المراسلين الذي كان يغطي الحرب في سراييفو. ذهب إليه في مخبئه و الرصاص ينهال فوق رأسه ليحدثه عن مساعدة إعلامية لتغطية الدمار الذي حدث لدار الأيتام و قبل أن يصله كان الرصاص قد أصاب المراسل و قام هذا الضابط الشجاع بانقاذه ونقله إلى المستشفى الميداني و عندما جاء إتصال من القناة التي يعمل به المراسل ليسألوا عن مراسلهم ، رد عليهم العقيد مارك على الهواء مباشرة ،قائلا : لقد أصيب مارتن وسوف ينجو في الواقع، جئت إلى هنا للتحدث معه عن مشروع لإعادة بناء دار للأيتام ثم شرح ما حدث للمبنى.وبعد أيام تلقى شيكًا بمبلغ 500 جنيه إسترليني للاعادة بناء الدار ولقد كان هذا أول دعم يحصل عليه ثم انهالت التبرعات وإستطاع لفت أنظار العالم الى الدمار الذي حدث لدار الأيتام وأكمل المبلغ اللازم لإعادة بناء دار الأيتام، وقام بنفسه بافتتاحها بعد ذلك، وخاطب الاحتفال قائلا كنت قطعت وعدًا للأطفال بإعادة بناء دارهم و لا يمكنك كسر الوعود المقدمة للأطفال. لما رأى فرحة الأطفال بعودتهم الى دارهم،استقال من الجيش و نذر نفسه لدعم أيتام الحرب و كانت بداية المنظمة التي انتشرت في العالم .
كان لنا شرف لقاء هذا الضابط العظيم والجلوس معه أثناء زياراته للسودان وتفقده لأطفالنا. لقد دعم الأطفال عبر منظمته حيث مول شراء بيوت للأولاد عبر جمعية أمل و بيوت للبنات عبر جمعية صباح بها أسر بديلة ترعى الأطفال و توفير كل احتياجات الأطفال الذين شردتهم الحروب و النزاعات و الفقر و تشردوا في الشوارع و كانت (16) بيتا للأطفال في الخرطوم بفضل دعمه و كما دعمت المنظمة الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية و الأسر البديلة و منظمة شمعة وعدد من الجمعيات و مجلس الطفولة .أحب هذا الضابط النبيل أطفال السودان و كتب كثيرا عنهم ومن كتاباته : لقد أرشدنا الأطفال أنفسهم إلى قلب رسالتنا ، لقد كانوا يريدون بشدة عائلة ويحتاجون إلى الحب. يقول سألت صبيًا صغيرًا في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، عن ماهية الأسرة والمنزل في رأيه، وكانت إجابته: الحب .كان من المفترض أن يكون لهذا الرد تأثير حاسم على التركيز المستقبلي للمنظمة I asked one small boy on the streets of Sudan’s capital, Khartoum, what he thought a family and a home were, and his answer was “Love”. That response was to have a defining influence on the future focus of Hope and Homes for Children.
و ختاما ،قمة طموحنا من العساكر ليست خدمة الأطفال،بل أوقفوا الحرب من أجل الأطفال

ياسر سليم
ناشط في حقوق الطفل

 

آراء