عفواً فخامة الرئيس .. نحن ( المدغمسون)!! … بقلم: نادية عثمان مختار
مفاهيم
nadiaosmanmukhtar@yahoo.com
نعم ـ نختلف مع الحكومة ، ندينها ، ننتقد سياساتها ، نحملها كل إخفاقاتنا وخيباتنا وفشل دولتنا وعدم تطورها ولحاقها بركب الدول المتقدمة ، بل ونلعن ( سلسفيل جدها) في كل صباح ومساء ونحن نرصد وأحيانا نترصّد ونتربّص بها وبكل أفعالها ) موش حكومتنا) !
نفعل ذلك لنمارس حقنا وديمقراطيتنا قدر المتاح والمستطاع ونوجه لها الف صوت لوم إن هي أخطأت و(ما أكثر أخطاءها) هذا حق من حقوقنا عليها؛ طالما أنها جاءت على (ظهر دبابة) يوماً لتحكمنا فمن باب أولى أن تسمع لشكوانا منها، ومن أفعالها !!
خطاب الرئيس البشير الذي ألقاه أمام جمع من أبناء القضارف قبل أيام أثار ردود أفعال كبيرة أنست الناس تلك الضجة الإعلامية التي صاحبت ظهور فيديو جلد الفتاة على مرأى ومسمع من العامة !
للحقيقة استوقفني ذلك الخطاب طويلاً وأنا أفكر في المغزى من حديث الرئيس بكل ( قومة) النفس و(الحدة ) تلك والتي وصلت حد العدائية وهو يلوح بعصاه رافعاً إياه في اتجاه وجوه الناس وهم يهللون ويكبرون !!
لا أدري ما المغزى من تلك اللغة في خطاب الرئيس ، خاصة في هذا التوقيت و البلاد الآن يعلو صوت غليانها وهي على فوهة بركان مخيف من القادم المجهول !
الناس يا سيادة الرئيس مكتوين بنار الأسعار التي أشعلت النار في جيوبهم بلا هوادة !
وأريد أن أخبرك سيادة الرئيس أن رغيف العيش الذي أصبح بـ (250) قرشاً لم تعد ثلاث ( عيشات) منه يمكنها من إشباع أطفالنا الصغار !
وزجاجة ( البزيانوس الموبايل) المشروب المفضل لدى ( الغلابة) هل تصدق أن سعره قد زاد ليصبح جنيها ونصف الجنيه ، وأما الطماطم واللحمة وشوال السكر و.. و.. و..فحدث ولا حرج !!
الشعب يا فخامة الرئيس يترقب يوم التاسع من يناير بقلوب واجفة راجفة على الأقل تحسباً وهلعاً من فكرة تكرار تجربة يوم الاثنين الأسود التي رحل فيها القائد قرنق فهاج الشارع هيجان (ثور في مستودع الخزف) وقتّل الإخوة الشماليين والجنوبيين بعضهم يومها ، وأشعلت الحرائق في المحلات التجارية وروعت الأسلحة البيضاء وغيرها أمن المواطن... وعلك لم تنس ذلك اليوم !!
الناس يا سمو الرئيس تريد ان تسمع في هذه الأيام على الأقل- ولو من باب الحنكة والدبلوماسية الرئاسية- ما يطمئنها على قوت يومها، وأعني العيش وليس الثروات المدفونة في باطن الأرض وتنتظرون استخراجها بعد الانفصال !
الشعب يريد ان يطمئن على مستقبل أبنائه وتجنيبهم هوائل الحروب التي يخشون ان تدور رحاها مرة أخرى سواء في ( دولة السودان الجنوبية) كما هو مقترح لاسمها ، أو في دارفور الحبيبة التي أرجو من الله ان لا يعود الشتاء على أبنائها هذا العام، وهم في عراء المعسكرات وزمهرير لياليها !!
خطابك يا سعادة الرئيس كان حاداً ومخيفاً؛ وانت تتحدث عن تطبيق الشريعة الإسلامية وكأنك تهدد بها الناس وتتوعدهم بـ ( شرع الله) حيث حصرته في تقليم الرقاب وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف وجلد الفتيات خاصة وأنك ذكرت سيرة فتاة الفيديو المجلودة وليتك لم تذكرها بذلك الشكل، وتركت أمرها للجهات المعنية التي تحدثت وتتحدث وتواجه الانتقادات ممن استنكروا جلدها بتلك الطريقة لأسباب موضوعية !
اللغة العربية يا رئيس السودان : قلت إنها ستكون اللغة الرسمية في البلاد بعد الانفصال حيث لا ( دغمسة) ولا تعدد إثني وعرقي وديني ولغوي ولا يحزنون .. !!
عفوا .. اسمح لي سعادتك لأنني وأهلي سنكون في هذه الجزئية خاصة من ( المدغمسون) جداً .. جداً !!
فأنا وأهلي دعك من بقية الأمم السودانية التي لا تعرف العربية نهائياً ، نحن يا سعادتك قوم ( نوبيون) ومن غير الناطقين بها .. والعربية لا ( حقتنا) ولا هي لغتنا الأم ..فلماذا نلتزم بها رسميا إذن أيها السيد الرئيس !!
و
شرع الله مابنباه وحتى العربي مابنباه !!
علا الفيك اتعرفت يا فخامتك !!
و
................
الله يكضب الشينة غايتو !!