على النجدة هيّا يا شباب

 


 

 

أواهٌ على سودانا الحبيب – وا حسرتاه على جيشه الباسل – وا أسفاه على ساسته الغادرين
واعاراه على تشريد أبنائه الميامين.
لقد نُكِّل بكل معارض وشُرِّد كل صاحب كلمة، فاكتفى بالكتابة من البعد
فساهم الكل في الكتابة لقدح الأفكار وزيادة الرؤى.
لكن الآن الكتابة لا تكفي ولا تجدي المعارضة، فالوطن يحتاج إلى تضحياتٍ أكثر.
كانت الصورة مفضوحة من انبثاقها من المنطق المعطوب والشرعية المسلوبة منذ انقلاب البرهان في 25 أكتوبر، والتريّث أملى على الناس التزام الحوار مع التظاهر السلمي، لمنح الفرص للمراجعة، كانت مفضوحة بنية العسكر في عدم ترك الحكم، على انها عادتهم من عقدة النقص التي تعييهم للسيطرة واحتقار الآخرين.
وسرعان ما لاح في سيماها أنها محاولات لتلاعب الكيزان من أجل ترتيب انتخابات المؤتمر الوطني التزويرية لإعادة حكمهم.
ثم فطن الناس إلى محاولة استقطاب الحركات المسلحة لحركة عسكرية كبرى لإخضاع الشعب الذي نزع قميصه من قبضة العسكر والأحزاب والقحاطة ثم بدأت ممارسات التقتيل المتزايد والمؤامرات وزرع الفتن، لمزيدٍ من التشكيك وهلامية الترعيب.
إلا أن شبابنا وشاباتنا أذهلوهم وأذهلوا العالم، وفاجأونا بما لم نتعلم قبلاً وما لم نحظَ بفرصة لتعلّمه، بما تفوقوا به على الجيل الأول، وعلينا نحن الجيل الثاني، من الانعتاق من السيطرة الأبوية، إلى رحاب المغامرة بالتشريد والبحث عن حياةٍ وعن وطن، فقويت شكيمتهم وتفتّحت عقولهم وصفا نظرهم للتحليق في أفق الصدق والكفاح والأمانة، والشجاعة، والاتحاد، والصمود.
هذه الصفات التي لم يرصدها مجلس أمن الكيزان العسكري، أكسبت المقاومة تقدّماً ميدانياً على مجلس أمن الكيزان، فأرعبهم وتخبّطوا عشوائياً. لم يسعفهم عباس كامل، ولم ينل منهم إسعافاً لنظامه، فإذا بالموساد يسارع لاستلام زمام الأمور، فالموساد تعلّم كل ذلك من ممارساته العديدة ومن رصده لكل ذلك نسبة لمظالم اضطهاد اليهود سابقاً، ثم لأطماع بني صهيون الخرافية لاحقاً.
هنا كشّر مجلس وحوش فرانك شتاين الذي صنّعها الكيزان من جثث حروب الإبادة، كشّر عن أنيابه وبدأت تنفثُ منه صنوف العنصرية ونعراتها (العنصرية التي وظّفها الكيزان وشياطين الكتاب الأسود لشق الصف)، ونعراتها (التي أسكر حساؤها ضعيفي العزيمة من متطرّفي الزرقة)، وصنوف التدين الذي حوّر الدين إلى دجل، ونعراته التي حوّلته إلى هَوَس.
الكارثة التي تحيق بوطننا الآن تبلورت بوضوحٍ في هذه المرحلة التي نشطت فيها مؤامرات ذلك المجلس السافرة لزرع الفتنة والاحتراب في السودان، وارتفعت فيه أبواق الحرب والشقاق، تمهيداً لبيع السودان للأطماع التي تحيط به.
شاخصها المشئوم يشي بختم العسكر، من صلب المجلس الخبيث في:
تشجيع وتأمين معسكر الموز، في طلق يد القتلة المرتزقة من الدعم السريع، في تلميع أساطين العنصرية من الإدارة الأهلية والحركات المسلحة العنصرية من فلول التسييس الديني وأساطين الفتنة المتدينة والصوفية.
ويشي بختم العسكر في العلاقات الدولية، مع مصر والأمارات، والسعودية، وروسيا، وإسرائيل.
ويشي بختم العسكر في تجييش مزيدأ من الارتزاق للدعم السريع من دول إفريقيا بأموال وثروات السودان لسحل شبابنا وشاباتنا الأشاوس، وفي العتاد الحربي والتوسع في الترسانة القتالية، التي لم يحظ السودان بأيٍّ منها لحمايته وحماية ثرواته.
كل ذلك يصب في قيزان الإبادة والشقاق والتشريد.
لأن حكومة مصر تمتص دماءنا وترمي علينا الثمن جنيهاتٍ سودانية مزورة لتمنع الثورة وهي قد بدأت تعلم بأن عليها حماية نفسها.
ولأن الأمارات تلوّح بدراهمها للّحاق بقطار الاستعمار الذي فاتها لتنهل نصيبها منه في السودان بعد أن نهلت معين عقول أبنائه
ولأن السعودية لم تلحق بقطار الرق الأطلسي ولا الرق الإسلامي من مماليك مصر وشبكة نخاستهم في السودان فاشترت الرقيق مرتزقة جاهزين تدفع ثمنهم لماكينة الاسترقاق العسكرية، لتكسيح السودان لمزيدٍ من الاستلاب بعدما نهلت كسابقتها معين عقول أبنائه
ولأن إسرائيل لا تمثّل لهم قضية اليهود، إنما طمع الصهيونية ومذاكرةً لدروس ترامب اليميني المتطرّف الذي قادهم خاسئين إلى لتسليم مقبض أذنهم للموساد.
إنه اتّضح أن القنّاصين الذين يتخللون المظاهرات هم من عملاء العسكر وفلول النظام السابق من الجبناء والرعديدين، الذين لا يعملون إلا خلسةً. هؤلاء لن يجرأوا على ما يقومون به لو كان للثوار عينٌ تراقب وسلاحٌ يعاقب.
الأمر يتطلب جمع وتوفير السلاح: التسليح الفردي لحماية النفس والدار والأسرة، كما هو الحال في أمريكا
وتوفير درونز (الطائرات بدون طيّار الاستطلاعية) للمراقبة وأجهزة إرسال لا سلكية وهواتف الثريا ومولدات الطاقة الشمسية الثابتة والمتحركة، وحفر الأنفاق والخنادق، وترس الشوارع وبناء السواتر
وجب الآن إعادة تنظيم الصفوف، وتوسيع الرؤى محلياً ولكل أقاليم السودان بأنظمة إدارية، اتصالات، استطلاع، استخبارات.
وعلى المغتربين والمهاجرين توفير وتدبير المال ونقل المعلومة وبثّ الأخبار والصور وكل نشاط الصحافة للخارج والداخل.
هذه المقالة تكمّل رؤاها ما كتبت في الصحف السودانية:
عن العصيان المدني: الحل في الشل
للاستعداد عسكرياً: وجب الاستعداد عسكرياً، فالحل في الشل والبل
عن مزيدٍ من التضحيات: صفقة الشهداء
لإجهاض المؤامرات: السودان أولاً

izcorpizcorp@yahoo.co.uk
///////////////////

 

آراء