على هامش المقارنة: فيلا كوتي وجون لينون
الدكتور عمر مصطفى شركيان
2 October, 2011
2 October, 2011
shurkiano@yahoo.co.uk
أقبل الشتاء باكراً وأخذ الناس يحلمون بالهروب من لفحات البرد القارس. أما الذين استهووا دفء إفريقيا في تلك الأيام الباردة – ودون أن يستغلوا طائرة – فقد ولوا وجوهم شطر المسرح القومي البريطاني، حيث تم تحويل جزء من منطقة "ساوث بنك" بمدينة لندن إلى قطعة أنيقة من لاغوس (العاصمة النيجيريّة السابقة). أرأيت عم كان العرض؟ كان العرض عن فيلا كوتي، وكان يحكي عن قصة هذا الموسيقي النيجيري، المدير الفني لفرقته الموسيقيَّة، زير نساء، والأسطوري الذي اخترع أسلوباً جديداً كليَّاً في الموسيقى المعرف ب"العزف الإفريقي" (Afrobeat). وفي الحكاية أنَّ المسرح قد أُحيل إلى نادي ليلي في قلب لاغوس، يُعرف ب"المعبد". إنَّ مِزاج الموسيقى النابضة، الرقص الصاخب، الزي البديع، ونجم ذي 24 قيراط في "سهر نجوجه" قد قام بعمل فني مدهش، لأنَّه نقل سامعيه إلى قارة أخرى بعيدة. وفي هذه الأثناء شرع بعض الجمهور المبتهجين يتذكّرون يوماً شتويّاً في مكان ما؛ ذلكم الحدث الذي وقع قبل ثلاثين عاماً: موت جون لينون. وجون لينون قد مات مقتولاً العام 1971م إثر إطلاق النار عليه بواسطة أحد معجبيه يدعى مارك شابمان، وذلك أمام فيلته في مانهاتن بنيويورك، تلك المدينة التي هاجر إليها، ولم يعد إلى بريطانيا.
موسيقيّاً فإنّ الرجلين ليعدان عالمين مختلفين. لكن ما الذي يجمعهما يكاد يكون قد مضى الآن، حيث يبدو ذلك الشيء – الذي كان يجمع بينها في ذلك الحين من الزَّمان – حركة تلقائيَّة في موسيقى "البوب"، ألا وهو الالتزام بالسياسة. إذ بدأ فيلا كوتي عازفاً ذا بذخ في موسيقى الجاز في لندن في الخمسينيّات، ولكن – وبفضل النفوذ الطاغي في لوس أنجيليس، تأثر كوتي أيما التأثير بحركة "السلطة السوداء"، ومن بعد عاد إلى نيجيريا في السبعينيّات ليس حاملاً صوتاً جديداً فحسب، ولكن في معيته رسالة جديدة كذلك. ففي "المعبد" – منذ الساعات الصغيرة الأولى من الإصباح حتى الفجر – لم يكن كوتي يقدِّم النغمات الإفريقيَّة فحسب، بل العقائديَّة الإفريقيَّة، حاثاً الأفارقة على الفخر والاعتداد بالنفس والعودة إلى العادات الدينيَّة الإفريقيَّة الأصيلة. وإذا هو يثور ضد الاستعمار؛ وإذا هو يتأسّى على إحباطات الفترة ما بعد الاستقلال؛ وإذا هو يصب جام غضبه على حكام إفريقيا الجدد؛ ثمّ إذا هو يستهجن في أشد ما يكون الاستهجان الشركات المتعددة الجنسيّات، التي أخذت عصا الاستغلال من حيث تركها الاستعماريُّون. وعلى خشبة المسرح قدّم فيلا كوتي محاضرة مرتجلة مقارناً المستعمرين (بكسر الميم) من النمط القديم بضيوف البيت. إذ قال: "منذ الوهلة الأولى يتبادر إلى ذهنك إنَّه لمن الأمر البهيج أن تحوم حولك الأوجه الجديدة، ولكنك إذ تلاحظ اختفاء الأشياء واحداً بعد الآخر: المرمدة (منفضة رماد السجاير)، البشاكير، البترول، الماس والناس؛ ثمّ ماذا يخلفون في أعقابهم؟ السيلان والمسيح؟ أفلم تسمعوا بالقول القائل إذا انتشر الوباء في منطقة ما فأبحثوا عن الاستعمار تجدون فيه مسبِّباته.
إذ أنّ سياسة فيلا كوتي جبهويَّة تصادميَّة (ليست بما تعني لفظة جبهة في المصطلح السياسي السُّوداني)؛ ثمَّ إذ شكّلت مواقفه تحديّاً مباشراً للسلطات الحكوميَّة، لأنَّه حاول ترشيح نفسه للرئاسة مرتين. أرأيت أنَّه قد تمّ اعتقاله عدة مرات، وسُجِن وتعرّض للضرب المبرح في أكثر من مرة بسبب معارضته للأنظمة الحاكمة! وفي إحدى الإغارات على بيته، أُلقيت والدته من الطابق الأول خلال النافذة لتلقي حتفها على الأرض. وبات هذا الأمر ثمة واقعاً لا يمكن من ذلك الحين وصاعداً نسيانه. وفي كل هذه الأثناء كان يعرض قضيَّته من خلال الموسيقى. وفي العام 1980م عدّد فيلا كوتي في أغنيته – "اللص العالمي" – أسماء الشركات التهيمة: تكسّرت أنابيب النفط، بكت شركة شل (للنفط)، ارتفعت الأسعار، هشَّمت الشرطة رأساً، وسال الدم (في أرض الوادي). لعلك تلاحظ الزواج بين السياسة وهموم المجتمع في شكل يعد ظاهرة استثنائيَّة جديرة بالدراسة والاعتبار. ولعلك كذلك واجد في أغنياته شرائط عدة فيما يشبه السلاسل الأخلاقيَّة والمرتبطة بالفصول والأعمال ذات الصبغة الاجتماعيَّة وسط التعسف الاستبدادي. هذه هي حال الشعوب المنكودة بأنظمة استبداديَّة أبويَّة حديديَّة؛ ثمَّ هذه هي سنة الكون والتأريخ.
بيد أنَّ جون لينون لم يُسجن، ولم يُعذّب أبداً، ولكن كان يُنظر إليه كمهدِّد أمني. لذلك احتفظ جهاز المخابرات البريطاني ومكتب التحقيقات الفيدراليَّة (الأمريكيَّة) بما يقارب 281 صفحة معلومات استخباراتيَّة عنه، مراقبين ومدوِّنين ظهوره أمام عدسات الكاميرات التلفزيونيَّة؛ وامتدّت المراقبة لتشمل أصحابه. وحسبما ورد في وثائق مكتب التحقيقات الفيدراليَّة في الفترة ما بين (1971-1972م)، اعتقد المكتب في أشد ما يكون الاعتقاد أنَّ الراديكالي لينون قد يحاول عرقلة قيام المؤتمر القومي للحزب الجمهوري العام 1972م. إزاء هذا الاعتقاد العارم وُضٍع تحت المراقبة، وحاولت مصلحة الهجرة والتجنُّس إبعاده من الولايات المتحدة الأمريكيَّة تحت دعاوي إدانته في حيازة الحشيش في المملكة المتحدة. هكذا كان لينون من الأعداء المشاهير في قائمة مكتب التحقيقات الفيدراليَّة، إضافة إلى الممثل الهزلي البريطاني تشارلز تشابلن (1889-1977م)، الذي عمل في الولايات المتحدة الأمريكيَّة في الفترة ما بين (1913-1952م)، والمغني الأمريكي الفيس بريسلي (1935-1977م)، والروائي الأمريكي أرنست ميلر همنْغْواي (1899-1961م)، الذي مُنح جائزة نوبل في الآداب العام 1954م، والمغني-الممثل الأمريكي فرانك سناترا (1915-1998م). وفي العام 1972م أخذ القلق أو جنون الارتياب يساور الرئيس الأمريكي الأسبق – ريتشارد نيكسون - حتى بات لا سبيل إلى تغييره، مهووساً بأنَّ معجبي "البيتيلس" الذين يساندون غريمه السياسي، الحزب الديمقراطي، قد يحولون دون انتخابه رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية. بناءاً على ذلك أطلق نيكسون على جون لينون أيادي وعيون رجال مكتب التحقيقات الفيدراليَّة، الذين شرعوا في التخطيط لمحاولة اعتقاله تحت تهم التعامل بالمخدرات. ولكنهم كانوا على درب الصواب حين حسبوا أنّ الرّجل الذي كان يهز شعره كاللعبة كان راديكاليّاً: وفي الحق هذا ما كان من أمره. ففي أغنياته – "أعطي السّلام فرصة"، و"عيد ميلاد سعيد" (هذه نهاية الحرب) – لم يكتب أنشودة واحدة فحسب، ولكن أنشودتين للحركة المطالبة بإنهاء حرب فيتنام. إذ تصلَّبت مواقفه أكثر فأكثر بعد انشطار فرقة "البيتيلس"، معلناً بعد يوم الأحد الدامي، الذي فيه قتل الجيش البريطاني مدنيين عزل في أيرلندا الشماليَّة، بأنَّه لو شاء أن يختار بين الجيش البريطاني والجيش الجمهوري الأيرلندي فإنَّه لسوف يقف إلى جانب الأخير. وإنَّ الذين ترعرعوا في عهد ما بعد اتفاقيَّة يوم الجمعة الحزينة (السابقة لعيد الفصح) العام 1998م قد لا يدركون كيف كانت مثل هذه التصريحات نادرة في أوائل السبعينيَّات. ومع ذلك، لم نكد نذكر شيئاً عن باقة الأزهار الحمراء، وشيك بمبلغ 5.000 جنيه إسترليني حرَّره جون لينون و"يوكو" إلى عمال بناء السفن في كلايدسايد العام 1971م.
أما فيما يختص بفيلا كوتي فإنَّ الموسيقى كانت في رأيه هي السيادة. إذ قال عنه توني ألن – بطل العزف الإفريقي، وبرغم من مغادرته فرقته "إفريقيا 70" العام 1978م، احتجاجاً على الأجر الذي كان يتقاضاه منه – قال عن كوتي إنَّه يمثل طليعة موسيقى "العزق الإفريقي"، والصوت الداوي النّاقد للطغمة العسكريَّة النيجيريَّة، التي سجنته وضربته ضرباً لا هوادة فيه، وأكثرت كثيراً في اضطهاده، وذلك بسبب نشاطه الفعيل في حقوق الإنسان. فربما تبرّع لينون بالمال إلى الجيش الجمهوري الأيرلندي، إلا أنّ أغنيتيه – "يوم الأحد الدامي" و"حظ الأيرلندي" – قد ساعدتاه أكثر فأكثر في نشاطه السياسي. وعلى هذا المنوال سار لينون في مواقفه ضد نظام "الأبرتهيد" (نظام الفصل العنصري) في جمهوريَّة جنوب إفريقيا؛ إذ أنَّ فرقة "البيتيلس" كانت من أوائل رافضي العزف في جنوب إفريقيا، والولايات الجنوبيَّة في الولايات المتحدة الأمريكيَّة التي كانت تمارس سياسة العزل العنصري في أمريكا. وقد اشترك لينون في تظاهرات العام 1968م، برغم من أنَّه كان قد رسم خطاً فاصلاً بينه وبين العنف في بادئ الأمر: "هل تعلم أنَّه ينبغي ألا تحسبني مع هؤلاء!" هكذا صدح لينون في رائعته "الثورة". كان في تماس وتفاعل مع المجتمع، وكذلك كان نشطاً في السياسات الطبقيَّة، وفيها تجلَّت حيويَّته في غنوتيه "فكِّر فإنّ السلطة للشعب" و"بطل الطبقة العاملة"، وكان سريعاً في اعتناق الحركة النسائيَّة المعروفة ب"الأنثويَّة" (Feminism)، مغترفاً من معين التحليل المتزمِّت في العنوان الذي أثار مشكل أكثر منه إلى الحل، وهو "المرأة زنج العالم".
هكذا تمّ الاحتفاء بهذين الشخصين في يوم 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010م من خلال البث المباشر لأغاني فيلا كوتي من جديد على خشبة المسرح القومي بلندن، وأُعيدت إجادتها لتخليد ما كان يمكن أن يكون الذكرى السبعين لميلاد جون لينون. وكانت الموسيقى تطلق أصوات عاجلة إلى الأبد، ومع ذلك، تجعل سياستهما منهما شخصيّتين من العهد الماضي. فاليوم ليست هناك حكومة يمكن أن ترتجف بفعل موسيقى "سنو باترول"؛ ومكتب التحقيقات الفيدراليَّة لا يهتم قليلاً أو كثيراً بتخصيص ملف عن "قاري بارلو". فإنّ نجوم موسيقى "البوب"، الذين يتكلّمون في السياسة بصوت جهور في هذه الأيام، لقليلون؛ ومع قلّتهم تلك نادراً ما يتركون أثراً قليلاً أو كبيراً. لماذ؟ إذ أنّ ثمة أي تفسير لذلك ينبغي أن يبدأ بالأزمنة. ولا يمكن اعتبار لينون خارجاً عن النص الزّماني: إذ أنَّ فترة السبعينيَّات، وحين كان جون لينون في قمة نشاطه الفني، تعتبر مرحلة سياسيَّة عميقة. فقد غنّى للثورة طالما ظنّ كثر من النّاس أنَّها آتية لا ريب فيها. أما سيرة فيلا كوتي فإنَّه امتطى زمناً مضطرباً في تأريخ نيجيريا: من الإمبراطوريَّة إلى الاستقلال ثمّ الديكتاتوريَّة.
ولكن نجد أنّ الموسيقى قد تغيَّرت أيضاً. "إذ أنَّ موسيقى "البوب" قد أمست ضحيّة نجاحها،" هكذا يقول جون سافيتش، مؤرِّخ موسيقى "البوب". فحين ظهرت موسيقى "البوب" منذ أكثر من نصف قرن مضى تفجَّرت من العامة المهمّشين، مما جعلها تلقائيّاً ثقافة مضادة، واليوم باتت كليّاً مستوعبة في الأوساط الرئيسة في المجتمع الغربي. وبالنسبة لجون لينون الذي كانت السلطات الحكوميَّة تهابه، أمسى الجيل الجديد من الصغار يعرفونه الآن فقط باسم مطار ليفربول، وذلك بشعار: "إنَّ ما فوقنا لهو السماء". ومع ذلك، ادَّعى مايك باول – عامل طباعة بالمعاش – والذي لم تكن له مقدرات موسيقيَّة من قبل، بأنَّه تلقى دراسات موسيقيَّة بواسطة "قرين" جون لينون. فقد سجل باول 50 من 350 لحناً وزعم أنَّ ملك "البيتيلس" المقتول قد كتب هذه الألحان في قبره وبات يرسلها عن طريق أقراص الحاسوب إلى أرملته يوكو أونو، التي إن استمعت إليها فلسوف تدرك أنَّ هذه الأغنيات آتية مباشرة من جون لا ريب فيها، هكذا قال مايك باول، الذي كان يبلغ من العمر حينئذٍ 56 عاماً ووالداً لطفلين والمقيم في أبرغيل بشمال ويلز.(1)
ومع أنَّ كوتي المتوفي العام 1997م قد ترك فناً عظيماً، إلا أنَّه خلف إرثاً فنيَّاً من نوع آخر ألا وهو نجله الموسيقي سيوم كوتي. فما هو سر هذا النجم الموسيقي الإفريقي الصاعد، سيوم كوتي، وهو الابن الأصغر للعملاق الغنائي الثائر فيلا كوتي؟ إنَّ شعاره هو "انهض وفكِّر"، وذلك حين أطلق هذا الموهوب المقيم في لاغوس ألبومه الأول باسم "أشياء كثيرة" العام 2008م، ومنذئذٍ استرعى انتباه العالم. وأثار ألبومه الجديد - "من إفريقيا مع الغضب: انهض" - سجالاً حيويَّاً، ومع ذلك يؤكِّد سيوم كوتي بأنَّه لم يتبدَّل قيد أنملة، ولم يغيِّر سلوكه. إذ يقول إنَّ هناك ثمة أشاءاً قد تثير مواجهة عقليَّة في الناس. فالثورة المتشبِّعة بأفكار خاطئة مضياع للنِّضال، حتى إذا كان الغرض منه هو اقتلاع جذور الطاغية. وكما نتمناه من الابن الأصغر لكوتي، فإنَّ لموسيقاه أصداء واضحة المعالم وموقوتة. وبما أنَّه يصر على أنَّ أغنياته الناريَّة – مثل "الجندي الإفريقي" و"السيد اللص الكبير" – يمدِّد إرث العزف الإفريقي أفقيَّاً، كذلك تتذبذب بمضاهاة حيَّة، حيث الثورة تسيطر على أنباء العالم. ويقول سيوم: "إذا كان أهل الغرب يرغبون في أشد ما تكون الرغبة في مساعدة الأفارقة، فعليهم أن يوقفوا الحكام الأفارقة من تخزين ثرواتهم في دولهم." ويرسل سيوم نشاطه مصحوباً بشيء من التفكه كثير، وبلا وجل، وبخاصة أنَّ والده وكثراً من أعضاء فرقته قد عانوا ضروباً من الاضطهاد بواسطة السلطات النيجيريَّة. كان إصرار سيوم كوتي على مواصلة عمل فرقة والده الأسطوريَّة "مصر 80"، التي فيها شرع يغني وهو ما يزال في الثامن من عمره، يعد عصياناً، لأنَّ الحكومة كانت تنوي القضاء عليها، لذلك تعرَّض لنقد لاذع من أهل الحل والعقد تارة، والمنتقصين من دوره تارة أخرى. فقد انتقدوه بأنَّه ليس له حضور والده، وكان يقول لهم سيوم: "كيف تقارنوني بالعبقري وأنا ما زلت في الخامس عشر من عمري؟" وها هم جلهم الآن يمضغون كلماتهم. وسيوم يتحدَّر من أسرة موهوبة بالفن؛ فأخاه الأكبر هو ذلك الموسيقار المؤسس فيمي كوتي. ويستطرد سيوم كوتي قائلاً: "إنَّ الفن والمسرح كانا الخطوة التالية لعمل والدي؛ ولكن يبدو أنَّ السياسة قد تغلَّبت على أعماله في المستقبل، حيث مازج بين السياسة والفن." ويضيف سيوم: "إنَّني فكَّرت في تأسيس حزب سياسي، برغم من أنَّ واجبي كصوت أهم من كوني رئيساً؛ فربما كلما دعوت رؤساء الدول العالميَّة إلى هنا استطيع أن أقدِّم لهم عرضاً موسيقيَّاً حيَّاً."(2)
بالطبع، إذا تحوّل الموسيقيُّون إلى احتجاجيين فلسوف يرتجف السياسيُّون شيئاً فشيئاً، لكنهم حتى الآن في غنى عن ذلك. فالعظماء، مثل فيلا كوتي وجون لينون، باستطاعتهم حقاً تحويل سلوك الجيل، ولكن غالباً ما تكون موسيقى "البوب" السياسيَّة صمام الأمان الذي من السهل التعامل معه. ومن هنا نستطيع أن نخلص إلى القول بأنَّه ليس الخيار في تبني إحداهما: الموسيقى أو السياسة؛ فكل من فيلا كوتي وجون لينون قد علّمونا أنّنا يمكن أن نختار الاثنين معاً.(3)
المصادر والإحالات
(1) Metro, Thursday, May 31, 2011.
(2) Metro, Thursday, May 31, 2011.
(3) Metro, Thursday, September 30, 2010; The Guardian, Wednesday, December 1, 2010; and Metro, Thursday, December 9, 2010.