علينا العصيان المدني حتى زوال النظام.. أو الموت جوعاً و مرضاً!

 


 

 

 

· لا عودة إلى ما قبل يوم 27 نوفمبر 2016 ! إننا نسير في الاتجاه الصحيح متمسكين بشروط و قواعد اللعبة.. لن نتدافع نحو العدو.. و سوف نعصي و نواصل العصيان و النظام يهاجم.. نعصي و ننتظر الوقت المناسب للهجمات المرتدة عليه بعد يوم 19/12/2016.. هجمات كاسحة شاملة لا تبقي فاسداً جالساً على الكرسي.. و لا سفاك دماء واقفاً في الشوارع أو متحركاً بسلاحه وسط الأحياء يروع الناس..

· العصيان المدني بدأ و لن ينتهي إلا بانتهاء النظام.. هذا ما جاء في سِفر الصراع ضد الطغيان.. و الإرادة الشعبية تملأ البيوت.. و النظام
يجتهد لكسرها بشتى الأساليب المتاحة له.. خاصة و أن الإرادة الشعبية ينقصها الاقدام خوفاً من استيلاء الانتهازية السياسية على الوطن بعد
إسقاط النظام..

· ذلك الخوف جرس يدقه اعلام النظام و مروجو بضائعه و سماسرة أسواق (المواسير) لتشتيت طاقات ( العُصاة) المدنيين، كما و يضرب ذلك الاعلام وأولئك المروجون على طبول الخوف من تكرار الربيع العربي في السودان.. لكن الخوفين سوف يتم تجاوزهما حين يتجاوز جنون الأسعار حدود امكانية الحصول على القوت في معظم بيوت السودان.. و قد بدأت طلائع الأسعار المجنونة تظهر بعنف أمام كُمشة الفول و البوش في البقالات و عند بائعات الطعمية و الشاي و اللقيمات.. و توسع جنونها في كل السلع الغذائية الشعبية بالأسواق.. وسوف تشتد الأسعار ضراوة و جنوناً بمعدل يومي لا يُصدق.. معدل يدفع إلىالعصيان و الثورة معاً، ربما..

· لا خوف على العصيان المدني في يوم 19 من الشهر الجاري.. لا خوف عليه سوى من نوايا ( الجراد الاليكتروني) لإحداث بعض التشويش الذي يمكن درؤه في حينه بقوة دفاع الشباب ( العُصاة) على النظام مدنياً..

· إن الفضاء الاسفيري واسع جداً و مسطح جداً و بلا عمق.. والمندسون ( الجداد الاليكتروني) ينشطون هذه الأيام بصورة تتناسب طردياً
مع ارتفاع درجة حَّمى النظام جراء العصيان المدني المتوقع.. و سوف تستعصي الحمى على فحوصات الأطباء و تعاويذ الشيوخ المشعوذين..

· هذا و قد عكس الشيخ/ الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية هواجس النظام و تشاؤمه من الهجمات الإسفيرية الشرسة
الكاشفة لمثالبه و فساده الظاهر و الباطن.. و وجه الزبير عضوية الحركة الإسلامية بالدخول إلى الأسافير بجدية لمواجهة الهجمات التي تستهدف
السودان، كما قال، و السودان عند الجماعة هو النظام و النظام هو السودان المختطَف..

· لن يخفى على اللجان المنوط بها إدارة عملية العصيان المدني أن الزبير أحمد حسن يطلب من أعضاء حركته، التغلغل في المواقع الاليكترونية،
بغرض تغبيش المعلومات و فبركة الأحداث لتضليل الرأي العام و إرباكه بالأوهام و نشر كل ما يعين على فشل العصيان المدني في يوم 19/12/2016..

· و عليه، يجب في المبتدأ أن يتعرِّف الشعب على ( هوية) لجان الدعوة للعصيان المدني تحسباً لاختراقات ربما تحدث من قِبَل المندسين.. و هوية اللجان ينبغي أن تظهر من خلال أطروحات واضحة مبيْنة لا غموض و لا لبس في فهم مقاصدها دون تأويل..

· هناك عدد مقدر من ( العُصاة) المدنيين ( المحتملين) يلقون باللوم على المعارضة السودانية يميناً و يساراً.. و أحيانا لا يستطيع المرء أن
يفرق بينهم و بين ( الجداد الاليكتروني).. فترى الواحد منهم ينظر إلى الأحداث من زاوية محايدة غير محايدة.. و معارضة غير معارضة.. و مع النظام و ليس مع النظام.. لكنها زاوية أقرب إلى إحدى زوايا دار حزب المؤتمر الوطني بشارع المطار..

· لا شك البتة في أن هناك كتابات جادة تتحدث عن سلبيات أحزاب المعارضة بما في ذلك اكتفاء المعارضة بالوقوف على رصيف التنديدات و
الادانات.. و ما يكتبه الكتاب الجادون ينطلق من حب الوطن و ليس عن كره للمعارضة الحزبية بمختلف مسمياتها..

· لا شك، كذلك، في أن مقالات ( الجداد الاليكتروني) تكشف عن نوايا كتابها كلما كانت طويلة تحاول عبور بحار المنطق ، بخبثها و فحيحها.. و لا تقوى على العبور فتغرق قبل بلوغ المنتصف..

· على لجان العصيان المدني أن تحاول التعامل مع السموم التي يبثها أمثال هؤلاء المندسين و ذلك بالترياق اللازم.. و نحن معها في ذلك
المجال..

· و نلفت نظر اللجنة التمهيدية للعصيان المدني التي أصدرت بياناً قبل أيام، و معها نلفت نظر كل اللجان ذان الشأن بقيادة العصيان المدني،
إلى توخي الدقة في بياناتها بحيث تكون ذات مصداقية لا تشوبها شوائب التأريخ لوقائع الفعاليات الثورية السابقة و اللاحقة.. فقد لاحظنا شيئاً
من عدم الواقعية في التأريخ حيث تحدث البيان عن المشاركة في عصيان (( يوم 27 نوفمبر أولى المجسات.. الثلاثاء 29 نوفمبر يتم اطفاء الانوار والاضاءة في جميع انحاء السودان من الساعة التاسعة مساءً للعاشرة مساءً..)).. وكلا التاريخين قد انقضيا.. و تم فيهما ما تم من تنفيذ للاعتصام و دون اطفاء أنوار..

· و لكي ينجح العصيان المدني، فلا داعٍ لإقحام أحداث جانبية مثل ((يوم الوحدة الوطنية بمناسبة ذكرى أحداث الأحد 6 ديسمبر 1964 الذي
اقترحته اللجنة و مثل يوم الحداد الوطني على شهداء وقتلى الوطن خلال العقود الثلاثة الماضية..)) ففي ذلك تشتيت للجهد و مدعاة للتقاعس في وقت ينبغي فيه التركيز على العصيان المدني كهدف واحد أحد..

· قد يسخر من أمثال تلك الدعوات بعض المترددين و ربما رآى فيها بعض المتشككين عملاً من أعمال المجاهدين الإلكترونيين..

· أيها الناس .. قصارى القول أنه علينا القيام بأحد أمرين: إما العصيان المدني في يوم 19/12/2016.. و مواصلة العصيان المدني حتى زوال
النظام.. أو انتظار الموت جوعاً و مرضاً..

· و لا بد من أن يكون العصيان المدني هو الخيار..

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء