علي عثمان يفتح الباب
جمال عنقرة
27 April, 2009
27 April, 2009
جمال عنقرة
الحديث الذي قدمه الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية أمام المؤتمر العام للمؤتمر الوطني بمنطقة الخرطوم شرق كان من أهم الأحاديث التي قدمها الرجل في الفترة الأخيرة. ولعله بهذا الحديث قد فتح باباً واسعاً لحوار مطلوب كان الناس يتحاشون الخوض فيه حتي لا يضعوا رقابهم تحت سياف الجلادين باسم الثورة الذين يمكن أن يحسبوا مثل هذا الحديث ضمن التخذيل وموالاة المارقين. وما أعنيه من حديث السيد طه ذلك الجانب المتعلق بمشاركة أهل الجنوب ودارفور في قيادة المؤتمر الوطني. وكانت أول ملاحظة استوقفت السيد علي عثمان أنه لم يلحظ وجوداً لأبناء هاتين المنطقتين بين المؤتمرين من سكان الخرطوم شرق. ولقد قدم السيد طه شرحاً لسبب دعوته للمشاركة الفاعلة لأبناء الجنوب ودارفور في قيادة الحزب لأن هاتين المنطقتين تتمحور فيهما فتنة السودان. فالجنوب يحدد أهله مصير السودان عندما يتم استفتاؤهم حول الوحدة والإنفصال في العام 2011م، أما دارفور فإن كل معارك السودان الحالية بسببها. ويكفي أن نشير فقط إلي قضية المحكمة الجنائية الدولية وما ترتب عليها. لذلك فإن سؤال الرجل يعتبر سؤالاً مهماً، ولا بد أن نجد له إجابة بقدر أهميته. ونذهب أكثر مما ذهب إليه الأستاذ علي عثمان في شأن مشاركة أهل دارفور، فنمد السؤال ليتمدد ويشمل حجم المشاركة الدارفورية في القيادة العليا للحزب والدولة معاً، ونمدها كذلك لتدخل معهم أهل كردفان أيضاً ضمن الغائبين الجدد. وما يدعوني لهذا التساؤل أن ما لاحظه السيد طه لاحظه كثيرون، وبدأ شاذاً عندما قورن هذا الوجود بأيام الإنقاذ الأولي. ومعلوم أن الحركة الإسلامية كانت تعول كثيراً علي أبناء الغرب. ولعلها اهتدت في ذلك بسيرة الإمام المهدي عليه السلام الذي جاءته النصرة من الغرب. ولعل ذلك أيضاً صادف قناعة قديمة عند شيخ الحركة الإسلامية علي ذاك العهد الدكتور حسن الترابي. وهو رجل يميل إلي أهل الغرب ويثق فيهم ويقدمهم علي غيرهم في تولية المهام. فلو نظرنا إلي الإنقاذ في عهدها الأول لوجدنا أسماءً لامعة كثيرة من دارفور منها علي المستوي السياسي والعسكري علي سبيل المثال لا الحصر، التجاني آدم الطاهر، علي الحاج، محمد الأمين خليفة، آدم الطاهر حمدون، الشفيع أحمد محمد، الحاج آدم، التجاني سراج، أمين بناني، وغيرهم كثر. ونجد معهم من أبناء كردفان إبراهيم نايل إيدام، إبراهيم السنوسي، أحمد إبراهيم الطاهر، بشير آدم رحمة، مكي علي بلايل، سلمان سليمان الصافي وغيرهم وغيرهم. أما الآن فإن أكثر هؤلاء بين منشق عن المؤتمر وجالس علي الرصيف. هذا الوضع الجديد استغربه كثيرون قبل أن يستغربه نائب رئيس المؤتمر الوطني السيد علي عثمان في مؤتمر المؤتمر الوطني بالخرطوم شرق. ولكن الذين استغربوه من قبل انقسموا إلي فريقين متناقضين، أحدهما حمل الآخرين من الحكومة الوزر واعتبر ذلك مؤامرة علي أبناء الغرب، وفريق ثان اعتبر أن أبناء الغرب متآمرين ومتخاذلين اعتزلوا الحكومة يستحقون العزل. ولا أجد في القولين صواباً مطلقاً. وأري الأصوب ما دعا إليه علي عثمان من ضرورة مراجعة هذه الموازنات لتستقيم مع ما عليه الحال في السودان. وتلك مبادرة تستحق الإشادة والمؤازرة والدعم والتفعيل.