علي كرتي وامين حسن عمر

 


 

 

وثب علي كرتي علي قيادة الحركة الاسلامية علي حين غفلة من أهلها. وذلك حينما كان الاسلاميون مشغولون برد كيد اعدائهم عنهم وترتيب اوضاعهم بعد سقوط نظام الانقاذ بفعل فاعل.اصبح علي كرتي متشبث بالمنصب و يرسل الرسائل الصوتية مذيلا رسالته وخاتما حديثه بالامين العام المكلف للحركة الاسلامية. ولايدري احد حتي الان من كلفه ولماذا كلفه وكيف كلفه .فان كان التكليف قد جاءه من الراحل العزيز الزبير محمد الحسن فان للزبير اكثر من نائب منهم علي كرتي ولم يكونوا جميعهم رهن الاعتقال فلماذا اختار الزبير علي كرتي دون غيره وهو الذي تجمعه به مصالح مشتركة وعمل تجاري ثالثهم فيه احمد الشايقي ولقد قابلتهم الثلاثة مجتمعين في منزل زوجة الزبير الثانية قرب السفارة القطرية وانا اوصل ناظر الرشايدة الي منزل الزبير وقد ظننتهم في اجتماع تنظيمي قبل ان يخبرني من أثق فيه ان بينهم (بيزنس) مشترك..والحركة الاسلامية التي يدعيها كرتي وجود هلامي لاشرعية له ولكنها كونت ابان المفاصلة لتؤول اليها اموال وممتلكات وعلاقات الحركة الاسلامية الام.وقد سالت الترابي مرة عن اموال واستثمارات الحركة الاسلامية فحرك راسه بسرعة ويسرة وقال لي بنبرة ذات معني (اسال علي عثمان)
ورد اسم السيد علي كرتي ضمن قائمة الواحد وخمسين رجلا المطلوبين لدي المحكمة الجنائية الدولية ولعل الجهة التي سربت تلك القائمة غير المعتمدة قد قصدت امرا معينا.وفي اليوم التالي لنشر القائمة قابلت علي كرتي في مسجد سيدة سنهوري عقب صلاة الجمعة ويجتمع اليه عدد من الناس وقد كان بغير الوجه الذي كنت أراه به دائما.ولأنني لاتربطني به علاقة وطيدة نسبة لشخصيته الغامضة غير الاجتماعية والتي تميل الي العزلة عن الناس فقد اكتفيت بمصافحته وملاحظة ما اعتراه من تغيرات بعد نشر القائمة .بالرغم من انه يعرفني واعرفه منذ وقت بعيد.
حملني علي كرتي في ذات مرة من المرات في سيارته الفارهة عقب مذكرة العشرة مباشرة وكنت اقف انتظر المواصلات عند جسر كوبر من جهة كوبر.وفور تحرك سيارته التي توقفت لتقلني وانا في المقعد الامامي بادرني علي كرتي قائلا (انت ياعمار بعد دا مشكلتك معانا شنو. .اصلك انت كنت ضد الترابي والترابي خلاص ومشينا ليك ) فاجابته قائلا (دا ما العاوزوا انا عايز ثورة تصحيحية يقودها الجيش) صمت علي كرتي برهة من الزمان وكانه يفكر في حديثي ويقلبه في ذهنه. علي عكس الراحل الزبير محمد الحسن والذي كنت اركب معه في سيارته حينما كان يسكن مربع ١٠ امتداد علي كوكو هو والطاهر علي الطاهر وعبد الوهاب محمد عثمان وزير الصناعة الاسبق.رحمهم الله جميعا وجعل الجنة متقلبهم ومأواهم .قال لي الزبير مغتاظا (انت يا عمار الفي راسك دا ما بيحصل) وكان يقصد عملي وتحريضي لضباط الجيش بما فيهم البشير وبكري للانقلاب علي المدنيين من الاسلاميين.وبعد جهد جهيد ولأي شديد تحقق لي ما اردت وحدث ماحدث.
مشهد غريب جمعني بعلي كرتي حينما كنت احمل ذلك الخبر المهول الصاغقة والذي كان اشبه بانقلاب ١٩يوليو١٩٧١ الذي قام به بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمدنا.كنت احذر من ذلك في اشهر الانقاذ الاولي وكان محدثي في ذلك المجلس منزعجا جدا لحديثي وكان اثناء الحديث يحرك كفيه امام وجهي يمنة ويسرة و بصورة غريبة وفور انتهاء حديثي معه والذي لم يستطع فيه الرجل ان يحصل علي مصدر المعلومة .تبعني صاحب المنزل الذي كان يحرك يديه حتي خرجت من منزله .بعد ذلك لست ادري ما حدث لي الا بعد سماعي لصوت علي كرتي يخاطبني قائلا ( ياعمار انت المقعدك هنا شنو) وفجاءة افقت ووجدت نفسي اجلس وسط كومة من القمامة ( كوشة) وقد انصرف علي كرتي وتركني انفض جسمي وملابسي مما علق بها وتاكد لي ان ذلك الرجل يتعامل بالسحر ولعل ذلك ماجعل سبدرات لايستطيع القيام من فراشه في يوم تنفيذ المفاصلة وذلك حسب ما ورد الينا من معلومات.
يقولون عن علي كرتي انه رجل بر واحسان وهذا مانسمعه عنه ولم نراه.ويقولون ان يده ليست مغلولة الي عنقه ولكنها ليست مبسوطة كل البسط الافي اطار ذويه وأهله وخاصة اصدقائه .وكان علي كرتي متفوقا في كلية القانون ولعله كان اول الدفعة لكنه لايملك عقلية سياسية ولاقدرات خطابية ولاعلاقات خارجية الا في اطار العمل التنظيمي السري ولعل السيد عمر سليمان ابرع منه في ذلك لكنه ليس من منطقة جنوب شندي.
يتهم كرتي بانه من وراء اعتقال غندور وانس عمر وبقاء قيادات الاسلاميين في السجن وليس لدي ما يؤكد ذلك كما انه ليس لدي ماينفيه.

امين حسن عمر
اما أمين حسن عمر فقد كان ضحية صدمة عاطفية حادة اطارت عقله.وعصفت بلبه.واطاحت بآماله وطموحاته .وتركت رضوخا وخدوشا في الذات وجراحا عميقة وغائرة لم تندمل بفعل الزمان.فقد كان يرغب في الانتماء الي احدي البيوت الانصارية الأمدرمانية الاصيلة الكبري بالزواج مثلما فعل الترابي ومثلما غازي صلاح الدين وعلي عثمان وباءت محاولات عبد الحليم المتعافي بالفشل. وقنع من الغنيمة بالاياب وكأنه يردد قول الشاعر العربي (بكل تداوينا فلم يكف ما بنا ...الا ان قرب الدار خير من البعد)
وهكذا فشل أمين حسن عمر ان يتبع خطي الترابي وقع الحافر علي الحافر وشبر بشبر وزراع بزراع حتي ولو ان الترابي دخل جحر ضب لدخله أمين حسن عمر. فهو يمني نفسه دائما وحتي الان ان يكون خليفة الترابي في قيادة الحركة الاسلامية .ولكن الصدمة العاطفية التي تعرض لها امين حسن عمر قلبت حياته رأسا علي عقب فما عاد ذلك الشاب المثقف الآتي من مدرسة اليسار في المرحلة الثانوية ذو الشعر الكث والمتحدث بلغة تبهر الاسلاميين البسطاء. اذ انهم يعانون من نقص في فيتامين الثقافة وقراءة كتب الارث الانساني العظيم لذلك كان أمين حسن عمر وسيد الخطيب من المتقدمين عندهم في هذا المجال لانهم يعانون عقدة الرجعية التي ينعتهم بها اليسار. ولذلك قدموا الترابي امينا عاما لهم لكونه قادم من فرنسا وقد درس في السوربون.
الصدمة العاطفية حولت امين حسن عمر الي شخص عدائي يتحدث مع الاخرين بتعالي وغطرسة. حتي انه في احدي البرامج التلفزيونية رفض ان يحاور عبد الرحمن الغالي زاعما انه ليس من رصفائه .وفي أمين حسن لؤم في الحديث ورغبة في ان يكون مفكرا عالميا كبيرا وهذه الرغبة توافق شبيهه المحبوب عبد السلام والكرنكي ومثلهم عبد الوهاب الافندي.
حاول أمين حسن عمر ان يترشح ليكون رئيسا للمؤتمر الوطني وكنت حاضرا في ذلك الوقت كصحفي خارج القاعة ولكنه حينما شعر انه سيمني بهزيمة محققةوساحقة خرج مغاضبا يلعن ويسب ويجرجر اذيال الخيبة .وكانه قد اكتشف لاول مرة ان الامور تطبخ في خارج القاعات ثم يؤتي بالطبخة جاهزة.ولكن امين حسن عمر ليس له صليح فهو يتعالي علي الجميع لذلك لم يسانده او يقف معه احد.وحينما استبعدوا الصادق الفكي كمستشار صحفي لرئيس الجمهورية جاؤوا بأمين حسن عمر ذلك لان الرئيس البشير اقام صداقة وعلاقة شخصية مع الصادق الفكي فخشوا من تاثيره علي الرئيس. وهو لايتبع لاي مجموعة من مجموعاتهم .فاقصوه ليكون امين حسن عمر مؤانسا للرئيس وقريب منه. وحول منصب المستشار الصحفي الي ادارة الاعلام بالقصر الجمهوري .ولكن سرعان ماغادر الموقع لان الرئيس لم يستطع ان يبتلعه واذا ابتلعه فانه لايستطيع ان يهضمه.
تقلد امين حسن عمر منصب الامين العام لوزارة الثقافة والاعلام في وقت ظهرت فيه ولاول مرة الاطباق الكبيرة التي تلتقط من الاقمار الصناعية القنوات الفضا ئية فكان امين حسن يجبر اصحاب هذه الاطباق لدفع قيمة شهرية ومن لايدفع يصادر منه الطبق. وكثيرا ما تري عربات البوكس وعلي ظهورها الاطباق المصادرة تجوب شوارع احياء الخرطوم.
نال امين حسن عمر درجة الدكتوراة من جامعة القران وجامعة القران الكريم ما عندنا فيها كلام لانها مسماة باسم كتاب الله ولكن من حقنا ان نتساءل لماذا لم يقم امين حسن عمر بنيل الدكتوراة من كلية الاداب جامعة الخرطوم التي درس فيها ولست ادري ان كان قد نال درجة البكالوريوس فيها ام أتي به من الولايات المتحدة ام الماجستير فتنعدم المعلومات عنها تماما ويحيطها الغموض .ولعله مشارك في مدارس كمبردج وله فيها نصيب وليته نال الماجستير والدكتوراة في جامعة كمبردج او اكسفورد او احدي الجامعات البريطانية المعتبرة كما فعل الدكتور الديرديري محمد احمد او الدكتور التيجاني عبد القادر.
الف امين حسن عمر كتابا واقام مناسبة في القاعة الكبري لاتحاد المصارف لتدشين فقام الدكتور الجالس علي المنصة الرئيسية وانتقد الكتاب انتقادا لاذعا وقال انه ليس (تأليف) ولكنه (توليف) وحينما اعطيت الفرصة للنقاش انتقدت عنوان الكتاب وكشفت عن رغبة امين حسن في ان يكون خليفة للترابي رغم انف كل الحقائق علي الارض التي تحول بينه وبين ذلك واثناء حديثي اخبروني انه اشار للحضور بانني مجنون وذلك بان ضم اصابع يده اليمني قليل وجعلها قبالة جمجمته وحركها.
ماتزال تجتاحه الرغبة في ان يكون علي راس الحركة الاسلامية ويغازل الان فئة الشباب لان تاتي لانه يعلم ان كبار السن لن ياتون به فلياتوا به رفقا او رأفة به فقد بلغ السبعين ولم يحقق طموحه.

نقلا من صفحة الاستاذ عمار محمد أدم على الفيس بوك

 

آراء