عم عبدالرحيم ..عم عبدالرحمن !! …. بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

تراسيم


alzafir@hotmail.com

المواطن عبدالرحيم يحقق حلم حياته و يصيب وظيفة صيرفى فى بنك حكومى عريق ..يحكم من ربطة عنقه .وويحاول السيطرة على ابتسامة  بريئة تشع من وجهه ..الان بات من زمرة  الناس المهمين ..الموظف هذا يدفع للحكومة ربع راتبه لمدة اربعين عاما ..وهو يبتغى من ذلك معاشا يمنعه من الدين وقهر الرجال .
السيد عبدالرحمن يرسله الثوار الجدد الى بيت ابيه رئيس وزراء السودان المنتخب شعبيا ..والذى بموجب مرسوم عسكرى اصبح رئيسا سابقا لمجلس الوزراء ..ليست هنالك غير هذه الحيثيات السياسية .التى تجعل ضابطا شابا يجلس على كرسى المعاش غير المريح .
عم عبدالرحيم يصل الى السن القانونية بعد سنوات حافلات بالنجاح ..وهو مطمئن انه سيهنأ بمعاشه المدخر ..الا ان الحكومة ذاتها تهم ببيع هذه المصارف ..وحتى تجعل هضمها يسيرا على المسثمرين .تصدر قرارا جمهوريا بالغاء هذه الامتيازات المكتسبة .
عم عبدالرحيم ومعه تسعة الاف من بنى السودان يهرعون الى القضاء ..والقاضى العادل ينصفهم من الجلسة الاولى ..والحكومة ممثلة فى بنك السودان تستأنف القرار ..وحزب عبدالرحيم يكسب ..وجولة اخيرة امام المحكمة الدستورية ..والصابرون ينتصرون على الصابر. ..مجلس الوزراء فى بادرة تستحق الاحترام .. يمارس فضيلة الخجل ويلغى قراره المجحف ..وعم عبدالرحيم يبتسم .. وزملائه ينحرون الذبائح .. ولكن يافرحة ما تمت
السيد عبدالرحمن وتحت وطئت الظلم يصبح سياسيا ..يشترى بدلة عسكرية من طرف السوق ..ويصبح من اريتريا قائدا لجيش الامة ..وينضم اليه نفر من الانصار .
عم عبدالرحيم الذى نصره القضاء يخذله بنك السودان ..والبنك المركزى يعرض تسوية اربعين شهرا .مصحوبة بتنازل شامل من مخصصات المعاش ..وعم عبدالرحيم صاحب الرأس الناشف يرفض ان يبيع قضيته وزملائه ..ولجنة اخرى تتدخل وتلتمس من بنك السودان رفع الاستحقاق الى سبعين شهرا..والبنك يصر على رأيه ..تحت وطأة الجوع تستسلم مجموعة كبيرة من حزب عبدالرحيم ..ويرضون بحكم (الايد القوية ) .
السلام يعم ربوع الوطن ..يعود السيد عبدالرحمن وجنده الى امدرمان ..والحكومة تنصف حزب الامة ..وتغدق عليه من الخزينة العامة تحت بند تعويضات ..وعسكر عبدالرحمن يثورن ..لم ينالهم من البر نصيب .. يحتلون دار الحزب احتجاجا.
عم عبدالرحيم ونحو سبعمائة من رفاقه يتراجعون  وبعد ان احكمت عليهم الابواب .. وضايقهم الدائنون ..يعودون الى  بنك  السودان الذى شق عليهم ويسألونه فى الحاح عن عطية الاربعين شهرا ..ولا يجدون شيئا ..وينطبق عليهم المثل (تاباها مملحة تفتشها ناشفة ) .
الحكومة العادلة تعيد الحبيب عبدالرحمن المهدى الى الخدمة العامة ..يفرح ابيه الامام ويعتبر الامر انصافا ..والسيدة سارة نقدالله تلو بزهو بالغ خطاب استقالة عبدالرحمن الصادق من مؤسسات الحزب ..بعد انضمامه الى مؤسسات الوطن .
وعم عبدالرحيم يقرأ الخبر فى صحف اليوم ..ويغطى عيونه باوراق الصحيفة الموالية ..كأنه لا يريد ان يدرك الحقيقة ..ان الناس فى بلادى  سادة ينصرون ولو بعد حين  ..ومواطنون كتبت عليهم الذلة والاهانة  الحكومية  .
ربما اختار عم عبدالرحيم  الطريق الخطأ فى المطالبة بالحق السليب .. لذلك لم ولن تتذكره الحكومة .

 

آراء