عندما جعرت هبه

 


 

اسامه سراج
26 December, 2021

 

والجعير تعبير سوداني يفيد البكا؛ بصوت عالي والنحيب وذلك لايكون الا عند هول المصاب، وفور سماعي بيان الانقلاب غمرني احساس عارم بالارتياح وربما بالسعاده وربما صادف هوى في نفسي فأنا بطبعي انقلابي كما أن لا أحد بوسعه أن يدافع عن ألفشل الذي لازم الفتره التي أدت للتغيير، والقوات المسلحه غالبا ما تتدخل في الوقت المناسب لحسم الفوضى والمحافظه على أمن وسلامه البلاد والشعب يعرف ذلك وكثيرا ما لاذ بها. كثيرا ما انحازت لرغبه الجماهير؛ فدخلت جزلا محبورا لتتلقاني شقيقتي الدكتوره سلوى دامعه العين يتملكها الأسى ويخيم عليها الحزن فوجمت عندها عندما علمت أن ما اسعدني هو ما أحزن قلبها المفعم بالخير ويموج كما الشلال رقه تتدفق على الكون والإنسان فطفقت اخفف عنها واسوق المبررات وان القائد العام أعلن بأنه سيجعل منبرا للشباب سيكمل هياكل الدوله سيكون هناك مجلس تشريعي ومحكمه دستوريه ووووو لكنها وقد اعتراها ما اعتراني وفتحت في داخلي روى بل جرح لايداويه طبيب، فشلت محاولاتي كلها لاخراجها من واقع الصدمه واحساسها بضياع حلمها بالمدنيه بسودان عزيز تسوده قيم العداله والتسامح والحريه؛ نظرت الي مليا وقالت في أسى (تعرف يا اسامه أن هبه لما سمعت بالانقلاب جعرت) ، خارت قواي وخرجت لاخفي عنها دموع غلبني امساكها ولم تراها ولو راتها لمادت الأرض تحت قدميها، خرجت واني اراجع مسيره حياتي والتراجع عند أعتاب الشباب واخلع نعلي عند هذه القداس والعشق المقدس للتراب المقدس للأرض التي اذدهت بالشهدا؛ عبر تاريخها الطويل كأنما أقدارها سدره المنتهي وإذ يغشي السدره ما يغشي وكأنما صيغت الحانها في مواجد الخلود.كم مشي فيها من انبيا؛ وكم تعج بالصالحين والعشاق.
هبه ابنه خالتنا مفعمه بالخير كأنها وابيها طبيبه وأم ورثت عنهما قيم الخير والفضيله لكنني ما كنت ادري ما الهوى لولاهم؛. ولا كيف التفرد في جوامع الانسانيه لله درهم.
انه ليس أقسى على المر؛ من احساسه بالقهر وقله الحيله لذلك كان النبي الكريم عليه افضل الصلاه والسلام يستعيذ من الهم والحزن ومن قهر الرجال.
لقد وصلني احساساها واتفهم ما دعاها لأن يعلو صوتها بالنحيب وأعلن اني في جانبها وسلوي والشباب لهم أن يعبرو كيفما شا؛ لهم وليس لنا الا ان نبارك لهم سعيهم نحو الكماليات الانسانيه وثورتهم السلميه المجيده وان الأحلام لا تموت وان الأماني باقيه طالما أن الاراده لم تهن ولم تضعف وان اقدارنا جميله ومن ضمنها الانتصار.

 

آراء