عندما يرتدي مني (التي شيرت)

 


 

محمد محمد خير
20 December, 2009

 

أقاصي الدنيا

 

sudaninexile195@hotmail.com

مني آركو مناوي هيئة شاب لافت في الوسامة عندما يرتدي (التي شيرت)  يبدو للرآي أنه شديد الشبة (بسيدني بوتيه) الممثل الأمريكي الشهير ومن المغنين يبدو أنه الأقرب في الشبه ( لآر كلي) صاحب الذي الصوت ينبعث من عمق الأغوار متفوقاً على الآلات الموسيقية يبدو مني ( بالتي شيرت) متحففاً من الزي الرسمي لمؤسسة الرئاسة ، صيغة طليقة تنتمي للشباب والحداثة وما بعد المعاصرة .

    رأيته الأسبوع الماضي بهذا الزي عبر قناة الشروق  يرتدي (تي شيرت) أزرق  وبنطال أبيض وتصريح رمادي تذكرت شعراً لعالم عباس حين كان شاعراً غراً لكنه كشّاف

أنا لا أعشق من كل الألوان

سوى اللون الأسود

لون الليل على ما أذكر

       كان حديث مني يوحي بأزمة بينه وبين المؤتمر الوطني عبّر عنها بمشاركته أحزاب المعارضة في الإثنين الماضي الذي تلا الإثنين الأول بفتح داره القريبة من البرلمان لتجمع المعارضة كي تشهد منافع أجندة كل حزب على حدا دون لُحمة ناظمة لتلك الأجندة .

        لم تكن المرة الأولى التي أرى فيها مني ( بالتي شيرت) الأمر الذي رسّخ إعتقاداً عندي بأن مني لا يتزيا بهذا الزي إلا في ظل الأزمة فمني حين يلبس    (التي شيرت) يعني ذلك أمرين أولهما مكروه ألمّ (بإتفاقية أبوجا) وثانيهما نأمه جرحت وأخترقت ( مصفوفة الفاشر )  !

     حين تكون الأمور طبيعية كأن تمضي أبوجا في مسارات التنفيذ ومصفوفة الفاشر في الصون يكون مني بكامل هيئته الرئاسية بدلة كاملة ورباطة عنق أنيقة وتصريحات تأخذ في الإعتبار الكامل ( طبيعة المرحلة )  ! أما حين  تتعثر وتسير في إتجاهات غير مرسومة لها يعود مني ( بالتي شيرت)  لهيئتي (سيدني بوتيه وآركلي ) وصيغة الشباب النافرة !!

      أنا أكثر الناس إحتراماً لمني لأسباب عديدة أولها أنه القائد الدارفوري الوحيد الذي فتح باب الأمل في إمكانية التوصل  لحل كامل لقضية دارفور مخترقاً الحتمية الراسخة التي تقول بأنه لا حل لها وكنت شاهداً  على المشاهد الخفية وغير المعلنة في أبوجا عندما قرر مني التوقيع على الإتفاقية وسط إنقسام حاد في حركته المنقسمة أصلاً من عبدالواحد ، قاوم مني النزوعات الجامحة لأعضاء حركته فوّقع وفتح باب الأمل  لتسوية كاملة ، السبب الثاني الذي يجعلني أحترم مني  أنه  وطني جداً ويؤمن بحل سوداني سوداني لقضية دارفور وفي ذلك تتسق كل مواقفه مع هذا المفهوم المركزي الراكز، وضحى في سبيل ذلك بمعظم قياداته التي تقف على طرف نقيض لهذا الحل فقد بعد توقيعه بخمس دقائق فقد عصام الحاج الناطق بإسم حركته وفقد إبراهيم محمد إبراهيم مستشاره السياسي والمُمول الأكبر للحركة ومهندس مؤتمر حسكنيته وكان لإبراهيم الدور الراجح في تهدأة الخواطر بين الزغاوة والبرقد الذين ينتمي لهم وبمغادرته صفوف جناح مني توّقدت نيران الضغائن بين الزغاوة والبرقد من جديد وتلك جراحات تاريخية ربما تقود لأيام مملكة واداي .

      ميدانياً فقد مني بتوقيعه على إتفاقية أبوجا قادته المقاتلين جداً بخيت كريمه ، وآركو ضحية وصلاح جُك وأرتالاً من الجنود وبمرور سنوات الإتفاق في مطالعها ونهاياتها الآنية فقد مني رموزاً مقدره من جناحه محجوب حسين وصلاح منّاع الوفير المال والسخي العطاء بلا إنقطاع الذي كان وحده يتكفل بكل الشؤون المالية للحركة وفقد فقداناً مُراً رئيس فريق التفاوض عبدالجبار دوسه الذي إعتزل العمل السياسي وأكتفى بالإقامة في لندن ولم يقتصر الفقد على الأشخاص مدنيين كانوا أو عسكريين  بل إمتد للجغرافيا فقد مني حسكنيته مقر مؤتمره وفقد ( قريضه  )  وكانت أم الحسرات ( مهاجرية ) الحبل السري الذي يصل  دارفور جنوباً وشمالاً وغرباً ، فقد مني كل ذلك لكنه لم يفقد الإتفاقية التي ظل متمسكاً بها وداعياً لإنفاذ بنودها غير أن مني وقع في خطأٍ قاتل وفتاك خطأ التردد في دمج قواته فهو يحس بأن قواته هي آخر ما تبقى له من نغم فإن دمجها توّزعت وعز اللحاق بها وإن تركها دون دمج  سيظل في حالتي البدلة الرئاسية الكاملة  و(التي شيرت ) !!!!!

حيره لها علاقة بالنص

       هل بوسع الكلمات أن تكتب بدون الكلمات؟!

                                     ( قاسم حداد )

 

آراء