عودة لأكذوبة البني عامر !! 

 


 

 

نَشَرَت صحيفة الراكوبة الإلكترونِيَّة بتاريخ 26 أبريل 2022 مادَّةً بُعُنوان (ردًا على فيصل عوض حسن، وتشكيكه في أصالة قبائل بني عامر وسودانيتها)، وزعم كاتبها بأنَّها رَدٌّ علميٌ رصين على مقالاتي (المُنحازة) والمُجافِية للأمانة العلمِيَّة – حسب زعمه، مع حشو مفرط وأقاويل ظَلَّ يُردِّدها الإريتريُّون المُتدثِّرون بمُسمَّى (البني عامر)!

رغم ادِّعاء (العِلمِيَّةِ والرَّصانة) لكن المادَّة أعلاه افتقدت التَسَلْسُل المنطقي، مع التَقَافُز من جُزئِيَّةٍ لأخرى، دون استكمال سابقتها، والاستناد لمراجع تفتقد الحيادِيَّة والنَّزاهة. حيث احتوت الفقرة الأولى على (أحكام/استنتاجات) قبل (تحليل/مُناقشة) المُعطيات، مع بتر الاقتباسات وإقحام مراجع لا علاقة لها بالجُزئِيَّة المطروحة، وغيرها من (السَقَطات) المُنافِية لأدبيَّات/قواعد الكتابة التي تُحتِّم البدء بعرض (المُعطيات) بصورةٍ واضحةٍ وسهلة الفهم، ثم تحليلها/مُناقشتها بالتفصيل ونفيها أو إثباتها بمنطقٍ سليم، استناداً لمراجعٍ موثوقة (غير مشكوكٍ فيها)، وصولاً إلى الاستنتاجات، وهذه مُتطلَّباتٌ حتمِيَّةٌ للكتابة الرَّصينة، يعلمها طُلَّاب المُستويات الأساسِيَّة، بما يُثبت سطحِيَّة وجهل كاتب المادَّة أعلاه بمفهوم (الرَّصانة) وقواعد وأدبيات (الكتابة العِلمِيَّة)..!

اتِّهام كتاباتي عن الإريتريين المُجنَّسين بمُجافاة الأمانة ادِّعاءٌ ساذج، لأنَّني أستندتُ لـ(مراجع) موثَّقة، كالكُتُب/التقارير والروابط الخَبَرِيَّة أو مقاطع الفيديو، ومن يَدَّعي غير هذا فليذكر مقالة واحدة لي مُخالفة لذلك. وفي مقالاتي الأخيرة عنهم، تَعَمَّدتُ الاستعانة بمراجع (غير سُودانِيَّة)، وبعضها إريتريَّة، ضماناً للحيادِيَّة والوثوقِيَّة (المفقودة) في المراجع المُنتشرة في السُّودان الآن. ومن أهمَّ المراجع التي استندتُ إليها بخصوص هؤلاء الدُخلاء، دراسات مونزينجر ويرنر عن "شرق أفريقيا"، مجموعة توماس ليبر كين (مكتبة الكونغرس، القسم العبري)، التي تَمَّ إنشاؤُها/نشرها في شافهاوزن، إف هورتر، 1864 (Munzinger, Werner. 1864. Ostafrikanische studien. Thomas Leiper Kane Collection, Library of Congress. Hebraic Section, Schaffhausen, F. Hurter). كما استعنتُ بكتاب Gaim Kibreab، (Refugees and Development in Africa: The Case of Eritrea)، وهو مُتاحٌ على الرابط التالي: https://www.amazon.com/Refugees-Development-Africa-Case-Eritrea/dp/093241527X. كذلك استندتُ إلى التقسيم الرسمي للقوميات/الإثنيات الرئيسيَّة في إريتريا، فضلاً عن مجموعة من مقاطع الفيديو (صوت وصورة)، وجميع هذه المراجع مُتاحة ويستحيل الطعن في مصداقيتها/دِقَّتها، وتنفي اتِّهام هؤلاء المُتغوِّلين لكتاباتي عنهم بعدم الأمانة.

لكن اللاجئين الإريتريين مُرتعبين من تنبيه السُّودانيين للحقائق (المُغيَّبة)، وأخطرها تضخيم ما يُسمَّى (البني عامر)، بإشراف المُتأسلمين/الكيزان وتحويله من كيانٍ هُلاميٍ، لإِثنِيَّةٍ/قومِيَّة تضُم (قبائل) دَخِيلة، ليُغطُّوا على خيانتي (التجنيس) خارج الأُطُر والقوانين، وخيانة (تزييف/تزوير) الثوابت التاريخيَّة، التي صنعت لهم وجوداً في السُّودان من العدم، حيث لم تَدْرُس جميع الأجيال السابقة للكيزان ما يُسمَّى (قبائل/قَومِيَّة) للبني عامر، ولم تذكرها المراجع الدَوْلِيَّة/الإقليميَّة الموثوقة ضمن السُّودان. أمَّا إريتريا فلا تذكر (البني عامر) إطلاقاً، سواء كقومِيَّة/إثنِيَّة رئيسيَّة، أو قبيلة فرعِيَّة، بما يفضح هذه الفِرْيَة، ويُفسِّر استماتة أُولئك اللاجئين دفاعاً عن هذا المُسمَّى، لأنَّه حُجَّتهم التي يتَدثَّرون بها للنَيْلِ من السُّودان، وللمزيد من التفاصيل يُمكن الإطلاع على تصنيف وزارة التعليم بجانب التوزيع الجُغرافي للقوميات الإريتريَّة في الروابط التالية:

https://www.researchgate.net/figure/Eritrean-Nationalities_tbl1_271683514.

http://www.eritrea.be/old/eritrea-people.htm

بالنسبة لما يُسمَّى (قبائل حُدُودِيَّة/مُشتركة)، فهي أكذوبة كبيرة، لأنَّ هؤلاء (اللاجئين) قادمين من عُمق إريتريا، ومن المناطق المُتاخمة لدولٍ أُخرى كالصومال وجيبوتي وإثيوبيا، ولا علاقة لهم البَتَّة بالسُّودان وحدوده، كفضيحة (الإريتري) الذي أصبح والياً لحمدوك وقحتيُّوه في القضارف، وهو ينتمي لقبيلةٍ إريتريَّةٍ مع الحدود الجيبوتِيَّة تُسمَّى (الأساورتا)!  فكيف ومتى ولماذا أصبحت لهم (نِظَارة/عُمُودِيَّة) وحقوق (سِيادِيَّة) أو غيرها في السُّودان؟! ولماذا لم يذهبوا لجيبوتي أو إثيوبيا باعتبارهما الأقرب لهم، ويُطالبوا بمناصب و(عُمُوديات/نظارات) وغيره؟! وحالة هذا الوالي تنطبق على جميع اللاجئين المُتدثِّرين بما يُسمَّى (البني عامر)، ومن ضمنهم (الكائنات) التي خَصَّصوا لها مسار الشرق، والذين أقَرُّوا بالصوت والصورة أنَّهم (إريتريين)! حتَّى لو افترضنا وجود تَقَارُب جُغرافي (جُزئي) أو امتدادات أُسرِيَّة (محدودة)، فهي لا تعني تجنيس شعب كامل وتذويبه في بلادنا، دون مُراعاةٍ للمُهدِّدات (السِيادِيَّة) الآنِيَّة والمُستقبلِيَّة!

فدول الخليج، كمثال، تجمع بينها قبائل كـ(الدَوَاسْرة) بالسعوديَّة وقطر وغيرهم من القبائل الأُخرى، يزورون بعضهم لكن دون تَغَوُّلاتٍ (سِيادِيَّة) او ادِّعاءاتٍ بحقوقٍ زائفة، على نحو ما يفعله الإريتريُّون في السُّودان! وفي أوروبا ظلَّ البلجيكي بلجيكي والهولندي هولندي، وهناك شعوباً كانوا دولةً واحدة كجُمهُوريات الاتحاد السوفييتي أو تشيكوسلوفاكيا وغيرهما، وعقب (استقلال/انفصال) تلك الدول، أضحت لكل دولة سيادة مُستقلَّة، تسمح بـ(الزيارات) المُشتركة لكن دون تجاوز (الضوابط/القيود السِيادِيَّة)، ولم نسمع في كل العالم، عن تجنيس كائن بجنسيَّة دولةٍ ما، لمُجرَّد أنَّ ابن عمه (مُتَجَنِّس) بتلك الدولة، حتَّى لو (تَجَنَّس) بالقانون، وليس كحالة (اللاجئين الإريتريين) المُتْخَمَة بالتجاوُزات! وأكرر قولي السابق، بأنَّك إذا كنت مُتجنِّساً بأمريكا أو كندا أو غيرهما من الدول، وجَلَبْت زوجتك وأبنائك لتلك الدولة، فلا يُمْنَحون الجنسيَّة إلا بعد استيفاء الشروط القانونِيَّة، وهذه إجراءاتٌ صارمةٌ لحماية الدول ومُواطنيها، بما في ذلك إريتريا، فما بالُ لاجئيها يأتوننا حُفاة وجَوعى، وبين ليلةٍ وضحاها يَدَّعون (أحقيتهم) بالسُّودان أكثر من أهله؟!

حديثهم عن التدليس والتضليل (مُفارقة) كبيرة، لأنَّهم (رُوَّاد) الكذب/التدليس والتزوير، وفعلوها معي شخصياً، عقب نشر مقالتي (الإريتريُّون وأكذوبتا البني عامر والقبائل الحُدُودِيَّة والمُشتركة)، بتاريخ 22 مارس 2022، حيث نَشَروا بصحيفة الرَّاكوبة في 23 مارس 2022، مادَّةً بعُنوان (علماء التاريخ السودانيين يكتبون عن تاريخ البني عامر)، وتضليلاً للقُرَّاء نشروا معها صورة البروفيسور/أحمد إلياس حُسين وبريده الإلكتروني. فتواصلت مع البروف إلياس وأفادني: بأنَّ المادَّة عبارة عن مُقتطفات من سِلْسِلَة حلقات، نَشَرَها في صُحُف ورقِيَّة وإلكترونِيَّة عام 2013، ولم يَرْجِعْ إليها منذ ذلك الوقت، وأنَّه لا يعرف الذي اقتطعها وأرسلها للرَّاكوبة، وهذا تزويرٌ خطير و(حقير)، يُضاف لرصيدهم المُتراكم من الكذب والتدليس، ووَثَّقته بمقالتي (تعقيباً على التزويرِ والتَدَثُّرِ بمُسمَّى البني عامر) بتاريخ 30 مارس 2022!

أمَّا الكراهِيَّة فيكفي مقاطع الفيديو (المُتْخَمَة) بِحِقِد وتَطَاوُل هذه الكائنات على كل ما هو سُوداني، وليس فقط أهلنا بالشرق! وبالنسبة لإسالةِ الدماء، فقد ساهم اللاجئون الإريتريُّون المُتدثِّرون بـ(البني عامر) في اغتيال السُّودانيين بجميع أنحاء البلاد، وظَلُّوا (أداة) البطش الإسْلَامَوِيَّة الرئيسيَّة بالسُّودان وأهله، وهم الذين أطالوا (أمَدَ) الكيزان كثمنٍ للجنسيات التي منحوها لهم دون مُراعاةٍ للقوانين اللجوء الدولِيَّة والمحلِّيَّة! وبعبارةٍ أوضح، اِلْتَقَت أطماع الكيزان في السيطرة بأحقاد اللاجئين الإريتريين ضد السُّودانيين، فأسفرت عن أبشع الجرائم، كالإبادة الجماعِيَّة والحروب ضد الإنسانِيَّة، سواء في الجنوب (قبل الانفصال)، أو بدارفور والمنطقتين أو في عُمق المُدُن السُّودانِيَّة، وهذه حقيقة يُقرُّ مُجنَّسي إريتريا المُتسمِّين بـ(البني عامر)، حينما يُدافعون عمَّا يصفوه (مكاسب)، مُقابل هَلَاك أبنائهم في (العمليات)! ولنتساءل: أين كانت تلك (العمليات)، وضد مَن؟! بخلاف جرائم إبراهيم محمود في سبتمبر 2013، وما سبقها وتلاها من جرائم للمليشيات الكيزانِيَّة التي أشرف عليها باعتباره (مُسْتَوْزِر دَاخِلِيَّة)، فضلاً عن جرائم جهاز الأمن، الذي يرأس دائرته السياسِيَّة حتَّى قبل شهرين الإريتري/المُجنَّس عبد المنعم محمد علي حراز، وهي أخطر دوائر جهاز الأمن، لأنَّها المسئولة عن تخطيط/تنفيذ الاعتقالات والاغتيالات (فردياً/جماعياً)، كمجزرة القيادة وجريمة اغتيال الأستاذ/أحمد الخير، التي (جَلَبوا) قَتَلتها الأمنجِيَّة خصيصاً من (كسلا) لخشم القِرْبَة ليُنفِّذوا جريمتهم البشعة، هذا بخلاف الجرائم البشعة التي ارتكبها الإريتري عبد الوهاب جميل ضد المُعتقلين السُّودانيين (أصحاب البلد)، إبَّان عمله في عصابة الأمن، ورغم ذلك خَصَّصوا لهم مساراً في جوبا لأهمَّ منطقة في السُّودان، وثَمَّة تفاصيل عديدة سنتناولها لاحقاً بحول الله.

https://sudaneseonline.com/board/500/msg/-1576681021.html?fb_comment_id=3322144581192438_3325469477526615

أمَّا دماءُ الشرق، فهي صنيعة خالصة للاجئين المُتسَمِّين بـ(البني عامر)، وليست بسبب مقالاتي التي تذكر الحقائق (المُغَيَّبة)، ودونكم المقاطع (صوت وصورة) التي نَشَرتُها عن تجاوُزاتهم/تهديداتهم للسُّودانيين (الأصيلين)، وضربنا بالصواريخ والرَّاجمات وتحويلنا إلى رواندا. ثُمَّ سِلْسِلة جرائمهم البشعة ضد السُّودانيين، كقتل المرأة الآمنة أمام بيتها في القضارف طعناً، أو الغدر بشبابنا في سواكن والتنكيل بجثثهم، أو حرق أبقار أهلنا الشوايقة في منطقة قلسا، ورفع علم إريتريا التي أتونا منها (مَقَطَّعين) في مبنى حكومة كسلا، وغيرها من الجرائم التي أتت نتيجة للتحريض الواضح/الصَّريح لقادة أُولئك اللاجئين، كالكائن المُسمَّى الأمين داؤود، المُتسبِّب الرئيسي للأحداث الدَمَوِيَّة ببورتسودان سنة 2019، بخلاف تحريضه (المُوثَّق) لقتل السُّودانيين وطردهم من الشرق، والمُحافظة على ما وصفه بـ(المكاسب)، وهذه إجمالاً جرائم تُحتِّم المُحاكمة بأقصى وأقسى العقوبات، لأنَّها تَمِسُّ سيادة البلد وسلامة أهلها.

أقول لأهلي السُّودانيين بأنَّ بلادنا الآن مُختطفة تماماً من المُجنَّسين شرقاً وغرباً، ومن الأهمِّيَّة مُجابهة هؤلاء بسرعةٍ وحزم دون تسويف، وبعيداً عن العواطف والمُجاملات التي أوردتنا موارد الهَلاك. وحديثي عن تضخيم الإريتريين المُتسمَّين بـ(البني عامر)، والمُطالبة بـ(تقنين) وجودهم وتحجيم تَغَلْغُلهم في الدولة ليس عنصريَّة، كما (يزعم) أُولئك الدُخلاء، وإنَّما حرصاً على سيادتنا وأمننا المُسْتَدَام. لأنَّ هؤلاء المُتغوِّلين يحملون كُرهاً خرافياً للسُّودان وأهله، انعكس في جرائمهم التي ذكرنا بعضها مراراً وتكراراً، وهي دفعت الكثير من السُّودانيين (الأصيلين) للمُطالبة بحَسم وتحجيم هؤلاء (الدُخَلاء)، لأنَّهم اكتووا بشرورهم، واستشعروا اتساع نظرتهم (الغازِيَة)، واستهدافهم لسيادتنا وأمننا الاجتماعي، وأدركوا استحالة التعايُش معهم، والعاقل من يَتَّعِظ قبل فوات الأوان

وأقولُ لـ(لاجئي) إريتريا المُتسَمِّين بـ(البني عامر)، بأنَّ شتائمكم وأكاذيبكم وتهديداتكم تزيدني قُوةً وإصراراً، ولم ولن تُوقفني عن قول وكتابة الحقائق (المُغَيَّبة)، والدفاع عن وطني وأهلي بكل ما أُوتيت، لأنَّ الحقيقةَ بالنسبة لي مسئوليَّةٌ أخلاقيَّة، والتزامٌ وطني، ورسالةٌ إنسانِيَّة، ينبغي أداءها بِتَجَرُّدٍ وحِيَادِيَّة دون مُوَارَبةٍ أو تجميل، فلا تتوقَّعوا سكوتي أو تَوقُّف


awadf28@gmail.com

 

آراء