عين الإمارات على ميناء جديد وعين د. جبريل على مشروع زراعي (ضخم)!

 


 

 

* بشّرنا د.جبريل إبراهيم، وزير المالية، بتفاهمه مع دولة الإمارات لإنشاء مشروع زراعي (ضخم) يربطه طريق بري إلى ميناء جديد سوف تبنيه دولة الامارات على البحر الأحمر..
* إحتفى د.جبريل إبراهيم بالمشروع الزراعي (الضخم)، أيما احتفاء.. ولم يحتفِ كثير احتفاء بالميناء (الجديد) على البحر الأحمر، ولا بالطريق البري الذي سوف يربط المشروع الزراعي بالميناء..
* ربما اعتبر الوزير أن الميناء الجديد ليس سوى ملحق للمشروع الزراعي، وليس أكثر.. فالسيد الوزير مهتم جداً بالعائد السريع الذي يتأتى من المشروع الزراعي، كما وأنه مهتم بإعفاء ديون الإمارات على السودان.. ويمكن استقراء أمر اعفاء الديون قياساً على ما حدث من الإمارات عند تقديمها مبادرة لحل النزاع بين السودان وإثيوبيا حول منطقة الفشقة؛ إذ طلبت منها الحكومة التفاوض حول إعفاء ديونها على السودان، فاشترطت الحصول على قبول الحكومة بالمبادرة قبل أي حديث عن إعفاء الديون!
* أيها الناس، كانت مبادرة الإمارات تلتف حول مشاريع زراعية حقيقية، لكن مجحفة، تقام في منطقة الفشقة، يكون للإثيوبيين فيها نصيب وللإمارات نصيب، علماً بأن منطقة الفشقة كلها منطقة سودانية..
* لم يكن هدف الإمارات، في الفشقة، يتركز على المشروع الزراعي فقط، إنما كان هدفها استحواذ (شركة موانئ دبي العالمية) على ميناء بورتسودان وموانئ أخرى تابعة لدول القرن الأفريقي، كما سأذكر لاحقاً..
* أما عن المشروع الزراعي الذي بشَّرنا به سعادة الوزير، فإنه مهم لدى دولة الإمارات لكن الميناء الجديد المقترح هو الأهم بالنسبة إليها لأنه يمهد لإيجاد موطئَ قدم استراتيجي ل(شركة موانئ دبي العالمية) على البحر الأحمر..
* ولشركة موانئ دبي العالمية إدارة مقتدرة وتقانات وخدمات لوجيستية على أحدث ما تكون عليه التقانات والخدمات اللوجيستية في الموانئ (State of the art).. وهي كفيلة بتقزيم جميع الموانئ التي على مقربة منها، وتحويل ميناءي بورتسودان وسواكن إلى موانئ أقل فاعلية في سوق الشحن البحري، تصديراً واستيراداً.. خاصةً بعد الأحداث السالبة التي اعتوَرت الميناءين مؤخراً ورفعت تكلفة شحن البضائع المتوجهة من السودان وإليه..
* أيها الناس، بعد فشل الإمارات في الحصول على مبتغاها في الفشقة، شاءت الحكومة أن تعوضها بأرض زراعية مساحتها 2 مليون فدان في الشمالية.. فقام الناشطون السودانيون ولم يقعدوا إلى أن سحبت الحكومة عرضها للاستعمار (الاستثمار) الإماراتي..
* يا ترى، هل عرض المليونين فداناً في الشمالية هو المشروع الزراعي (الضخم) الذي يشير إليه سعادة الوزير، أم أن موقع المشروع الزراعي (الضخم) سوف يكون في ولاية اخرى غير الولاية الشمالية؟
* على أي حال، إن مخطط الإمارات للاستحواذ على الموانئ المطلة على البحر الأحمر لصالح (شركة موانئ دبي العالمية) مقدَّم على أي مشروع زراعي، وأن مبادرتها، سالفة الذكر، كانت تحمل بين طياتها فكرة جهنمية ابتداءاً من تشييد طريق قومي high way يربط مناطق الانتاج في الفشقة بالميناء ويستخدم نظام ال Toll road..
* كتبتُ عدداً من المقالات عن أطماع الإمارات في السودان وأنها (ورانا ورانا).. وأنقل، بتصرف، ما قلتُ في إحداها:-
* والعارفون ببواطن أطماع الإمارات في القرن الإفريقي لا يستغربون في ما نصت عليه المبادرة من نية الإمارات لتحقيق تلك الأطماع كما كشفته وثيقة المبادرة الإماراتية... وأنقل أدناه، ما يريكم إلى أين تتجه أهداف الإمارات، حيث " تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء خط سكة حديد جديد معياري (standardGauge) من بورتسودان للقضارف والقلابات مع توفير كل القطارات والعربات لعمل هذا الخط، كما تقوم ببناء خط سكة حديد من القلابات لمدينة ولدايا في اثيوبيا . وبما أن إثيوبيا قد بنت خط سكة حديد من جيبوتي وحتى ولدايا فسيصبح هذا الخط من جيبوتي (المحيط الهندي) وبورتسودان (البحر الأحمر) ويتيح الفرصة لكل من السودان وإثيوبيا باستخدام أي من الميناءين حسب احتياجاتهما......"

* أشارت تفاصيل المبادرة إلى أن إدارة خط السكة حديد تتم بواسطة شركة إماراتية سودانية بنظام تجاري، على أن تقوم الشركة بإعادة تأهيل طريق بورتسودان كسلا /القضارف، وبناء شارع جديد من القضارف إلى القلابات.. فيما تتم إدارة الطريق القومي بنظام الToll road، أي نظام تدفع فيه المركبات المختلفة رسوماً عند عبور الطريق..

* أشارت المبادرة، أيضاً، إلى قيام الإمارات ببناء مطار في المنطقة.. ويبلغ الاستثمار الكلي 8 مليار دولار.!
* أيها الناس، هلا تأملنا ما يجري في شرق السودان من (فوضى منظمة) ابتداءاً من إغلاق ميناء بورتسودان مروراً بحرق مخازن في ميناء سواكن، ثم غرق سفينة تحمل 16 ألف رأس ضأن.. وبعد ذلك تصادم سفينتين في الميناء الشمالي..
* هل مِن رابط يربط تلك الأحداث بعصها البعض أم أن الأمر صدفة؟ أم يا تراها فوضى إدارية وسياسية ولَِّدَها نظام غير منظم..
* رُّب قائلٍ يقول إنها فوضى منظمة، ولن نجد ما يفسر مجريات الأمور في شرق السودان بغير ذلك، لكن لا نستطيع أن نشير بأصابع الاتهام إلى جهة بعينها.. بالرغم من أن الإمارات هي المستفيد الوحيد من تلك الفوضى..
حاشية:-
الإمارات، " صغيرة لا تملأ الكف ولكن متعبة"، أتعبت حتى أمريكا، أغنى وأقوى دولة في العالم، وسوف أقصص لكم، في حلقات، قصص تجسسها على الجميع.. على الجميع.. ولديها عملاء حتى داخل أمريكا، دعك عن عملائها السودانيين، وما أكثرهم!..
* ولعلم القراء، فإن محمد بن زايد يخشى زيارة أمريكا، لأن بعض عملائه من الأمريكان اعترفوا بتورطهم وتورطه في التجسس على أمريكا.. وتمت إدانتهم وحبسهم.. وهو يعلم أنه إذا زار أمريكا فسوف تتعامل معه المؤسسات الأمريكية معاملة لن يشفع له خلالها منصب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة!

osmanabuasad@gmail.com
/////////////////////

 

آراء