عين الصقر الإماراتي كتيبة جواسيس أسسها محمد بن زايد 18

 


 

 

* إلى جانب الرعب المستدام الذي تشكله جمهورية إيران الإسلامية والإخوان المسلمين لمحمد بن زايد، هناك رعب يمثله نشوء أي ديمقراطية في البلدان العربية، أياً كان نوع الديمقراطية المُمَثلة في اختيار الشعب لحكامه وتشكيل حكومة منتخبة، مهما كان نوع الحكومة..
* لأسباب، ليس هنا مجال ذكرها، قد لا تعجب كثيرين ما تمخضت عنه الإنتخابات التي أتت يمحمد مرسي حاكماً لمصر، ولكن حدوث الإنتخابات في حد ذاته لم يكن لَيجد ترحاباً من محمد بن زايد ولا من دوائر حكومته بحكم أن في ذلك الحدث وجهاً من أوجه الديمقراطية بمعنىً من معانيها (المخيفة) لحاكم الإمارات الفرد..
* كان محمد بن زايد وجماعته يقفون بكل ما لديهم من نفوذ مالي وعلاقات قوية في العالم العربي، وفي أمريكا بالذات، لمنع سقوط حسني مبارك عام ٢٠١١.. وكان سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، والذي سبق وذكرنا عِظَم نفوذه في واشنطن وعمق علاقاته مع الكبار في دوائرها السياسية والإدارية، كان يضغط ضغطاً متواصلاّ على البيت الأبيض كي تعلن أمريكا دعمها القوي لحسني مبارك..
* فشل العتيبة في تحقيق مراده، وسقط الحاكم الفرد، حسني مبارك، وجاءت الديمقراطية على مَحْمَل الانتخابات، وفاز محمد مرسي على مَحْمَل الإخوان المسلمين.. وهذا يعني مجيئ الديمقراطية و الإخوان المسلمين في آنٍ معاً، ويا للهول!
* أُسقِط في يد العتيبة، فانهالت رسائله البريدية على مستشاري البيت الأبيض تندد بالانتخابات وتهاجم الإخوان المسلمين هجوماً ضارياً، متهمة إياهم بالإرهاب، وبكل ما من شأنه أن يقنع الأمريكان بوضع جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية..
* وعن هذه الاتهامات المنهالة قال فيل غوردن، كبير مستشاري البيت الأبيض حول الشرق الأوسط، قال:- "كان (العتيبة) يمطر الناس بالإيميلات.. ويمكنك أن تضمن أنه إذا ما كان لدى يوسف شيء يريد قوله حول موضوع ما فإن كبار المسؤولين في كل أنحاء وزارة الخارجية والبيت الأبيض سوف يسمعون عنه من خلال رسائل إيميل متشابهة، وإن لم تكن متطابقة."..
* وقال العتيبة في إحدى رسائله المسربة: "بلاد مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة هي "آخر الصامدين" ضمن معسكر الاعتدال. لقد صاعد الربيع العربي من التطرف على حساب الاعتدال والتسامح."
* وانتشى أيما انتشاء عقب إسقاط حكومة مرسي بواسطة الجيش، تحت ضغط شعبي مهول، وقال:- "الحالة اليوم في مصر تمثل ثورة ثانية. أعداد الناس في الشوارع اليوم تفوق أعدادهم في يناير 2011،( أي أيام المظاهرات ضد مبارك) هذا ليس انقلاباً، وإنما هذه الثورة رقم 2. إن الانقلاب لا يكون آلا إذا فرض العسكر إرادتهم على الجماهير القوة. أما اليوم، فالعسكر يستجيبون لرغبات الشعب."!!
* وعكف محمد بن زايد يدعم عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب على مرسي، ويعمل على تلميعه في جميع الوسائط المتاحة، ويهيئ الجيش المصري لتولي زمام الحكم في مصر..
* ونجح! وما كان له أن ينجح لو سلك محمد مرسي طريق الديمقراطية الحقيقية، لكنه سلك طريق التكويش والتمكين، على نهج نظام الكيزان في السودان..
* هذا، وعقب قيام ثورة ديسمبر المجيدة، إنتوى محمد بن زايد أن يفعل في السودان ما فعله في مصر.. وسنحت له فرصة الحصول على أدوات الفعل، في شكل سياسيين ضعاف الهمة يتكالبون على كراسي السلطة لتنفيذ مخططاته ضد الثورة.. وكان أحد هؤلاء السياسيين قد أمضى أكثر من شهر في الإمارات، يجنِّد سياسيين آخرين وبعض قادة الحركات المسلحة للحضور إلى الإمارات و(التفاهم) مع مسئوليها..
* وسوف أتطرق لهؤلاء السياسيين ولقادة الحركات المسلحة في الحلقات القادمة، عند الحديث عن لقاء تم بين المسئول الإماراتي، أنور قرقاش وبين قياديَّن في الحركة الشعبية، في يوم ١٩ أبريل ٢٠١٩، بحضور محمد دحلان، مستشار محمد بن زايد للأمن وطه عثمان الحسين، مستشار العاهل السعودي للأمن، وهو سوداني تجنس بالجنسية السعودية..
* تم تسريب ذاك اللقاء إليَّ، وفيه ما فيه من خروج عن روح الإجماع الوطني السائدة في تلك الأيام بين الثوار.. فكتبتُ مقالاً نشرته بعض الصحف الإليكرونية المميزة..
* ولا يزال محمد بن زايد يتابع مخططه، تساعده (أدواته) من بعض السياسيين وبعض قادة الحركات المسلحة، لخلق ديمقراطية إماراتية الصُنع Made in UAE، يحكمها القحاطة ويرعاها حميدتي، قائد ميليشيا الجنجويد، كبير عملائه، إن كان لا يزال يتنفس، أو يرعاها عبدالرحيم دقلو، أو أي قائد من آل دقلو، إذا لم يكن حميدتي على قيد الحياة..
* والساقية لسه مدورة!
osmanabuasad@gmail.com

 

آراء