عين الصقر كتيبة جواسيس عدوانية أسسها محمد بن زايد (11 -15)

 


 

 

* في أواخر ديسمبر عام ٢٠١٤، أعلن الرئيس أوبامأ عن رؤيته للسياسة الخارجية الأمريكية المقبلة، وعبر عن تفاصيلها في ما يسمى (عقيدة أوباما) Obama Doctrine.. وبلغ تشاؤمه من مجيئ مستقبلٍ مشرقِ لدول الشرق الاوسط حد أن وصف قيادات دول المنطقة بأنهم يديرون عجلات التاريخ إلى عصور ما قبل التاريخ بعصبيات متعددة..
* وقرر أوباما أن تنآي أمريكا عن المنطقة كلها، وتركز جهودها على الشرق الأقصى، وبعض دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية.. ودعا إيران والسعودية أن تتشاركا في النفوذ في المنطقة لدرء أزمات لا مرئية قد تنشأ فيها..
* وجَّهَّت تلك العقيدة (الأوبامية) لطمةً مزلزلة لكيان ممحمد بن زايد؛ فهي تعني، أول ما تعني، بالنسبة إليه، ترك دويلات الخليج، نهباً لأطماع إيران التوسعية، ففي حسبان بن زايد أن إيران لن تقنع باحتلال جزيرتي طنب الكيرى وطنب الصغرى، اللتين تنازعها الإمارات في ملكيتها، بل سوف تزحف لإبتلاع الخليج العربي/الفارسي، كله...
* في تقديري أن ( عقيدة أوباما) عزَّزت خوف محمد بن زايد من إيران بمثلما عززت خوف إسرائيل منها.. وعلى هذا الخوف المشترك إنبنت علاقة متينة بين بن زايد وبين جاريد كوشنر (الأمريكي اليهودي/ الصهيوني)، من جهة وبينه وبين إسرائيل، من جهة اخرى.. فإسرائيل تخشى امتلاك إيران القنبلة النووية، ومن ثم تمددها في المنطقة العربية كلها، بما يحول دون تحقيق حلم الصهيونية العالمية بالتمدد اليهودي من المحيط إلى الخليج..
* وقد سبق وربطتُ بين علاقة عقلية ترامب التجارية وبين عقلية محمّد بن زايد الميكيافيلية (الغاية تبرر الوسيلة)، فالعقليتان هما اللتان كانتا تحركان تصرفات كل من الزعيمين في السياسة والاقتصاد والجغرافيا، ارتفاعاً وهبوطاً...
* عكف محمد بن زايد يلعب (لعبة الأمم) بهِمَّة محمومةٍ مع الكبار: روسيا وأمريكا والصين، وفرنسا؛ وظل يقدم دعوات، في كل شتاء، لممولي الإنتخابات الأمريكية والمسؤولين السابقين في اوروبا وأمريكا، للقدوم إلى أبوظبي والمشاركة في صالون يقيمه، خصيصاً، للتداول حول مواضيع يطرحها عن الاقتصاد والجيوسياسة..
* وضم الصالون في إحدى دعواته الشتوية، كلاً من توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، وكونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وهادلي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس بوش، والمستثمر الصيني، كاي فو لي، عالم الكومبيوتر.. وكان من ضمن حضور الصالون، أيضاً، كيريل دميترييف، رجل الأعمال الروسي، والصديق المقرب للرئيس بوتين.. ودميترييف هذا، كان حلقة التواصل بين بوتين وعدد من الدول الخليجية..
* وكان ريتشارد جيرسون، صاحب شركة فالكون إدج كابيتال Falcon Edge، Capital، أحد الضيوف المدعوين لذلك الصالون الشتوي، "" فانتحى به محمد بن زايد جانباً وقدم له "خطة مصالحة" تتم بين الولايات المتحدة وروسيا، وذلك قبل تنصيب ترامب رئيساً، بفترة قصيرة، وسلم جيرسون ملخصاً للخطة في صفحتين، أوصلها جيرسون إلى جازيد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره..""
* دعا بن زايد رجل الأعمال الروسي، دميترييف، إلى منتجع إماراتي في سيشيلز، وعرَّفه بريتشارد جيرسون، وعبر هذين الرجلين تمكن بن زايد من تحقيق التقارب بين روسيا وأمريكا، أي بين بوتين وترامب..
* أراد محمد بن زايد أن يضرب إيران بأكبر قوتين نوويتين، روسيا وأمريكا، وكان يعمل لسنوات، قبل ذلك، لإغراء بوتين بالابتعاد عن إيران، حسب ما ورد في رسائل بريد إلكتروني تم تسريبها من حساب بن عتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن، غير أن الداهية، بوتين، الذي كان ألمع قيادات إستخبارات الإتحاد السوفيتي السابق، لم يكن سهل الإصطياد لمبتدئ مثل محمد بن زايد، إذ ظلت علاقة روسيا على ما كانت عليه من تبادل المصالح.. بل وازداد قرباً من إيران هذه الأيام..
* وسوف نرى في الحلقات القادمة، كيف انصاع ترامب لخطة بن زايد، وأن العلاقة بين بوتين وترامب قسَّمت المجتمع الأمريكي، سياسياً، إلى قسمين نتيجة للصراع بين بايدن و ترامب من جهة وبين بايدن وبوتين من جهة أخرى.. وكيف انحدرت العلاق بين تراب وبين وكالات الاستخبارات CIA و FBI، وباقي وكالات الاستخبارات الأمريكية الأمريكية إلى أدنى مستوياتها..
* لقد فعلها محمد بن زايد، أو كما ترمز أليه وسائل الإعلام الأمريكية MBS!
حاشية... حاشية... حاشية.... حاشية...
- لم ينتهِ، حتى الآن،ِِ الضجيج الذي أنتجه بن زايد عقب ربط مصالح ترامب التجارية بمصالح بوتين الوطنية.. فترامب لا يزال يسوط أمريكا، كما ساطها بعد سقوطه في الانتخابات الرئاسية سواطة لم تحدث من قبل، حيث كانت الخصومة التاريخية بين الديمقراطيين والجمهوريين ترتفع، في السابق، لأعلى درجة، دون أن تتجاوز القواعد الدستورية التي يقدسها الأمريكان تقديساً مطلقاً.. ولكن الضجيج ما زال يتمدد حتى اليوم..
- ونعاني نحن في السودان، اليوم، سواطة عملاء محمد بن زايد سواطةً لا قِبَل للسودان بها!
- بس، الله يستر!

osmanabuasad@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء