عَلَم دار مساليت وأشياء أخرى ٢
محمد خميس
17 December, 2023
17 December, 2023
mohkh69@gmail.com
مواصلةً لمقالنا السابق وفيما يتعلق بالتآمر على المساليت ودارمساليت، طالعنا في الأيام الفائتة ما ينم عن انشقاقٍ في لحمة المساليت ممثلةً في سعادة السلطان سعد عبدالرحمن بحرالدين سلطان دارمساليت. إذ انتشر في الميديا بيانٌ يقول بأن عائلة السلطان جلست، وقررت، وقدمت ترشيحاً لسلطانٍ آخر جديد بديلاً عن السلطان سعد عبدالرحمن. علماً بأن اختيار السلطان شأنٌ يخص المساليت وحدهم ولا يخص سواهم، وهم ممثلون بالفرش والعمد والشيوخ والأعيان ومجلس السلطان، هذا إلى جانب السلطان نفسه. وقد تناقل النبأ الجاهلون والمتجاهلون ومن تبعهم، فدبّجوا الخطب والمقالات مؤيدين ومعارضين، وثار لغطٌ كثير، ولغ فيه من ولغ. ناسين أن الأمر جللٌ تحكمه موروثاتٌ تناقلها جيلٌ عن جيل، وتضبطه عاداتٌ وتقاليد راسخةٌ من مئات السنين. وما المقام المميز الذي تصدرته سلطنة دارمساليت دون رصيفاتها من الإدارات الأهلية الأخرى في السودان إلا نتاج مجاهداتٍ ودماءٍ غزيرةٍ، وتضحياتٍ جسامٍ، قُدمت مهراً للوطن العزيز السودان. فكانت محل تقديرٍ واحترامٍ من الحكومات التي تعاقبت على السودان، قبل وبعد الاستقلال، إلا أقلها. يكفي دليلاً على ذلك المقام والتقدير، استثناء رئيس الجمهورية المرحوم جعفر نميري سلطنة دارمساليت من قراره الذي حل بموجبه الإدارة الأهلية في عموم السودان سنة ١٩٧١م. وتحضرني طرفةٌ بمناسبة إنشاء الإدارات الأهلية جزافا دون الرجوع لأهل الحق في ذلك. ففي إحدى الولايات تدخلت الحكومة المركزية في شأن إحدى القبائل، وكان ذلك دأبها. فأوعزت لوالي الولاية إصدار قرارٍ يقضي بإعفاء ناظر القبيلة العريقة، وتعيين ناظرٍ آخر مكانه. فما كان من أفراد القبيلة إلا أن سكتوا مضمرين شيئاً في أنفسهم، فمكروا مكراً كُبَّارا. فأصبحوا إذا أرادوا قضاء شأنٍ لدى سلطات الحكومة يقولون : (نذهب إلى ناظر الحكومة)، فيقضي لهم هذا الأمر أسرع ما يستطيع وهو سعيدٌ به، كسباً لودهم ورضاهم. وإذا عرض لهم أمرٌ جدّيٌ وخطيرٌ فإنهم يقولون : (نذهب لناظرنا)، أي ناظرهم الذي عزلته الحكومة.
مواصلةً لمقالنا السابق وفيما يتعلق بالتآمر على المساليت ودارمساليت، طالعنا في الأيام الفائتة ما ينم عن انشقاقٍ في لحمة المساليت ممثلةً في سعادة السلطان سعد عبدالرحمن بحرالدين سلطان دارمساليت. إذ انتشر في الميديا بيانٌ يقول بأن عائلة السلطان جلست، وقررت، وقدمت ترشيحاً لسلطانٍ آخر جديد بديلاً عن السلطان سعد عبدالرحمن. علماً بأن اختيار السلطان شأنٌ يخص المساليت وحدهم ولا يخص سواهم، وهم ممثلون بالفرش والعمد والشيوخ والأعيان ومجلس السلطان، هذا إلى جانب السلطان نفسه. وقد تناقل النبأ الجاهلون والمتجاهلون ومن تبعهم، فدبّجوا الخطب والمقالات مؤيدين ومعارضين، وثار لغطٌ كثير، ولغ فيه من ولغ. ناسين أن الأمر جللٌ تحكمه موروثاتٌ تناقلها جيلٌ عن جيل، وتضبطه عاداتٌ وتقاليد راسخةٌ من مئات السنين. وما المقام المميز الذي تصدرته سلطنة دارمساليت دون رصيفاتها من الإدارات الأهلية الأخرى في السودان إلا نتاج مجاهداتٍ ودماءٍ غزيرةٍ، وتضحياتٍ جسامٍ، قُدمت مهراً للوطن العزيز السودان. فكانت محل تقديرٍ واحترامٍ من الحكومات التي تعاقبت على السودان، قبل وبعد الاستقلال، إلا أقلها. يكفي دليلاً على ذلك المقام والتقدير، استثناء رئيس الجمهورية المرحوم جعفر نميري سلطنة دارمساليت من قراره الذي حل بموجبه الإدارة الأهلية في عموم السودان سنة ١٩٧١م. وتحضرني طرفةٌ بمناسبة إنشاء الإدارات الأهلية جزافا دون الرجوع لأهل الحق في ذلك. ففي إحدى الولايات تدخلت الحكومة المركزية في شأن إحدى القبائل، وكان ذلك دأبها. فأوعزت لوالي الولاية إصدار قرارٍ يقضي بإعفاء ناظر القبيلة العريقة، وتعيين ناظرٍ آخر مكانه. فما كان من أفراد القبيلة إلا أن سكتوا مضمرين شيئاً في أنفسهم، فمكروا مكراً كُبَّارا. فأصبحوا إذا أرادوا قضاء شأنٍ لدى سلطات الحكومة يقولون : (نذهب إلى ناظر الحكومة)، فيقضي لهم هذا الأمر أسرع ما يستطيع وهو سعيدٌ به، كسباً لودهم ورضاهم. وإذا عرض لهم أمرٌ جدّيٌ وخطيرٌ فإنهم يقولون : (نذهب لناظرنا)، أي ناظرهم الذي عزلته الحكومة.