غابت الملائكة … فتظاهر عنهم السُكارى رفضاً لإباحة الخمر

 


 

 

 

 

(1)

أحد اقربائي كان يبغض الكذب و الكذابين بتطرف.
و بشيء من الجلافة يمكنه ان يقاطع محدًثه ليقول له بأنه يكذب و عليه ان يتوقف . و لأنه كان محباً لدين الله إنضم الي أول دفعة تلتحق بمعسكرات الدفاع الشعبي بجانب كبار قادة نظام الانقاذ من المدنيين .
و كان أصغرهم سناً لكن أكمل فترة التدريب بصخبها و عاد الي البيت.
سألته بمزيج من الإشفاق و السخرية ، كيف وجد أهله و أعني الكيزان في المعسكر؛
رد سليمان ( وهو إسمه) ديل كذابين .. ما ناس الله !!
مرت أكثر من 28 سنة و الكذب مازال مستمر.

(2)
رغم إعجابي بحديث وزير العدل المقتدر الدكتور نصرالدين عبدالباري حول التعديلات الأخيرة ؛ إلا أنني أجد نفسي مؤيداً لملاحظات مولانا سيف الدولة حمدنا لله عن إباحة الخمر لغير المسلمين و ذلك للسببين الذين اوردهما الاخ سيف الدولة ؛ وهما الشرخ الذي قد يحدثه القانون في المجتمع الذي في الأصل في أمس الحاجة الي المزيد من التضامن و الوحدة .كما ان الخمر نفسه ليس من الحقوق الأساسية للإنسان. بل هنالك ثمة أشياء أكثر إلحاحاً و خاصة في هذه المرحلة الهشة و المفصلية.

(3)
لن تغيب ملائكة الرحمن عن الأرض حتى يرثها ربنا جلّ شأنه ((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ)).
لكن تجار الدين جعلوا من نزول الملائكة دعاية إعلامية كذوبة عندما أعلنوا الحرب الدينية على الآمنين في قراهم في جنوب السودان ، فطفقوا يرون كذباً و بهتاناً كيف ان ملائكة الرحمن تنزل عليهم و تزودهم بالدواء و الغذاء في أحراش الجنوب.

بالأمس خرجت حفنة من فلول نظام اللصوص الكذابين القتلة في تظاهرة هزيلة عرضتها قناة طيبة ؛ فأجمل ما جاء في التقرير أن السُكارى في الخرطوم قد إنضموا للمتظاهرين منددين بإباحة الخمر .
وهو المنطق الذي أدهش مذيع قناتهم في تركيا قبل المشاهد السوداني الذي في الأصل لم يفق من دهشته منذ الثلاث عقود.
من الواضح قد غابت الملائكة في هذه المرة فتظاهر عنهم السُكارى .. تنديداً بإباحة السُكر .


د. حامد برقو عبدالرحمن

NicePresident@hotmail.com

 

آراء