غازي وعرمان , حالة التشاؤل
بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل الاربعاء 10 سبتمبر 2014
(1 )
قبل سفره الي اديس اببا كممثل لاالية الحوار 7 +6 مع احمد سعد عمر للتفاوض مع الجبهة الثورية وفي لقاء صحفي عندما سئل غازي صلاح الدين هل هو متفائل بمالات الحوار الوطني نفى نفيا مغلظا قائلا ان لايثق في المؤتمر الوطني ولكنه سيمضي في الحوار لان هذا راى مجموعته ولكنه بعد التفاوض مع الجبهة الثورية والتوقيع مع امبيكي عاد غازي الي ارض الوطن وهو في حالة تفاؤل مطالبا الحزب الحاكم الذي يشترك معه في الالية بان لايضيع هذة الفرصة وان يوافق على ماتم التوقيع عليه في اديس مع امبيكي اذن بعد عملية جمع وطرح يمكننا ان نقول ان غازي اصبح الان متشائل وحالة التشاؤل هي مرحلة بين التفاؤل والتشاؤم ورحم الله الاديب الفلسطيني امل حبيبي صاحب مسرحية المتشائل
(2 )
ياسر عرمان امين عام الحركة الشعبية قطاع الشمال والذي استطاع ان يضع القطاع ضمن الحبهة الثورية ليصبح امينها العام هي الاخرى يعتبر مهندس اعلان باريس وهو الذي قاد الجبهة الي اديس للتوقيع مع امبيكي على وثيقة المبادئ وهو الذي قاد التفاوض مع الية الحوار الوطني الداخلية 7+6 التي مثلها غازي واحمد سعد . عرمان بعد ان نجح في اقناع امبيكي في الاجتماع بهم كجبهة ثورية خرج ليقول ان على النظام في الخرطوم ان يختار بين السقوط بالنقاط او السقوط بالضربة القاضية ولكنه في تصريحاته لعادل الباز التي نشرتها اليوم التالي الغراء في عدد الاثنين 8 /9 / الجاري استخدم لغة معتدلة لابل ناشد المؤتمر الوطني مناشدة بان لايضيع الفرصة وان يوافق على ماتم التوقيع عليه في اديس اببا مع امبيكي وبعيدا عن لغة التهديد والوعيد حاول عرمان ان يذكر المؤتمر الوطني بان الاتفاق سوف يخرجه من كل الازمات الاقتصادية والسياسية فاذا ما قمنا بعملية جمع وطرح لموقفى عرمان من التهديد الي المناشدة سوف نضعه هو الاخر في مرحلة التشاؤل مع غازي
(3 )
ماحدث في اديس اببا بين الفرقاء السودانيين ولجنة امبيكي المسماه الالية الافريقية الرفيعة يمكن ان يدرج في باب الكوميديا السياسية التي تشبه الحالة السودانية فالجبهة الثورية مضافة لها حزب الامة جاءت لااديس متابطة اعلان باريس وغازي صلاح الدين واحمد سعد عمر جاء من الخرطوم متابطين تكليف الية الحوار 7+6 رغم انهما من النصف الاقل ال6 بينما النصف الكبير 7 لم يبعث معهما مندوبا ولكنه اعتبرهما ممثلين للالية التي هو نصفها الاكبر . تفاوض الطرفان , الثورية الالية واتفقا على وثيقة اعلان مبادي اتفاقا تاما وساعة التوقيع رفض ممثلي الالية التوقيع مع من تفاوضوا معهم بحجة ان نصف الالية الكبير ال7 (المؤتمر الوطني) لايعترف بالجبهة الثورية وكاد الامر ان ينتهي الي الصفر ولكن استطاع الوسطاء الوصول الي طريقة تنقذ الموقف بان يوقع كل طرف مع امبيكي رئيس الالية على ذات الوثيقة التي تم الاتفاق عليها فهذا التفاف حميد وعلى حسب الاستاذ الباز الذي كان قريبا من مسرح التفاوض ان عرمان هو الذي اقنع الثورية بهذا الحل البهلواني
(5 )
رغم التباعد الذي كان بين غازي وعرمان ايام ميساكوش ونيفاشا فهما الان الاقرب لبعض يمكن اعتبارهما عرابيى اتفاقية اديس المزدوجة فما الذي قرب بينهما ؟ في تقديري ان الذي قرب بينهما هو ان غازي يعرفه حالة حزبه القديم جيدا وعرمان يعرف حالة جبهته جيدا فهذة المعرفة (الارهاق الخلاق ) هي التي وضعتهما في سرج واحد والشرح الكثير يفسد المعنى
(ب )
جدلية الدين والسياسة
(1 )
لاشك ان قرار حكومة السودان القاضي باغلاق المراكز الثقافية الايرانية وطرد الملحق الثقافي الايراني من الخرطوم بعد امهاله 72 ساعة بحجة انها تجاوزت تفويضها وشكلت تهديدا للامن القومي كان اكبر حدث سياسي تشهده البلاد في الايام لابل في الاسابيع الاخيرة لانه احدث تماسا هائلا بين السياسة الداخلية والخارجية والحالة الدينية السودانية . اول فهم تبادر للاذهان من ذلك القرار وعلى مستوى واسع انه يهدف لتحسين العلاقات السودانية السعودية ليكون ذلك مدخلا لاقتراب السودان من المعسكر السعودي المصري الاماراتي الذي بدا يتبلور في فضاء السياسة الاقليمية
السؤال الذي طرح وبالحاح هو هل القرار كان مبادرة من حكومة السودان للاقتراب من السعودية التي كانت لها ماخذ ظاهرة وغير مغلفة دبلوماسيا على العلاقة السودانية الايرانية ام انه جاء ضمن صفقة تم عقدها بين البلدين فان كان الامر مبادرة فان الناس يخشون ان تكون الحكومة قد باعت دون ان تقبض الثمن الامر الذي يعرضها لمزيد من الابتزاز وفي النهاية لاتطول بلح الشام ولاعنب اليمن ويستبطن الناس هنا ردة الفعل الايرانية المتوقعة . بينما يرى اخرون ان السعودية ومحورها سوف يستقبلون السودان بالاحضان وسوف يتمظهر ذلك في الحالة الاقتصادية التي تعيشها البلاد اما اذا كان القرار ناجما عن تفاوض اوصفقة تكون الحكومة السودانية قد قدمت مصلحة شعبها فوق الايدلوجيا ونحت منحى عمليا براغماتيا
البعد الديني للقرار لايمكن تغييبه باى حال من الاحوال فهناك اصواتا سلفية منظمة ظلت تنبه لظاهرة التشيع –الانتماء المكتسب للشيعة - في السودان وتتحدث عن الحسينيات وعن بداية تغلغل الفكر الشيعي في السودان اما عامة السودانيين فلم يابهوا لهذا الامر كثيرا فمحبة ال البيت متغلغلة في التدين الشعبي السوداني ولكنهم يختلفون مع الشيعة في محبة الصحابة عامة . اما الاسلام السياسي في السودان فقد كان رايه في الثورة الايرانية ايجابيا ثم من بعد في حزب الله اللبناني ولايرون في الشيعة مهددا امنيا ساعدهم في ذلك ان ايران اطلقت نداء التقارب المذهبي وان الاسلام بشقيه يتعرض لعدو واحد وهذة قد وجدت صدئ ايجابيا من جماعة الاسلام السياسي
بعد القرار هيئة علماء السودان وهي هيئة شبه رسمية تضم في عضويتها سنيين وصوفيين رحبت بالقرار رغم انها لم تظهر خوفا من التشيع في السودان من قبل مجمع الفقه الاسلامي وهو مثل الهيئة من حيث قربه من الحكومة رحب بالقرار ترحيبا كبيرا وقد سبق لرئيسه الدكتور عصام احمد البشير ان حذر قبل القرار بكثير لخطورة التغلغل الشيعي في السودان بيد ان البعض فهم تحذيره على انه نابع من موقف سياسي اكثر منه ديني رابطة علماء المسلمين وهي هئية سلفية لاصلة لها بالحكومة رحبت بالقرار على لسان رئيسها الدكتور محمد عبد الكريم ترحيبا كبيرا اما المجمع الصوفي العام وعلى لسان نائب رئيسه دكتور الشيخ عبد السلام فقد رحب بالقرار ووصفه بالا يجابي وانه يتمشى مع ما يدعو له المجمع الا انه طالب باجراء مماثل تجاه المد الوهابي المتطرف حتى يعود السودان بلدا للوسطية والتسامح الديني (انظر السوداني 3/ 9 / 2014 )
الايام القليلة القادمة سوف تكشف منطلقات ومالات ونتائج هذا القرار ولا اظن اننا سوف نحتاج لسنوات حتى تخرج الوثائق التي تكشف لنا ان القرار كان ناجما من صراع داخل اروقة السلطة او الحزب الحاكم او انه موجه للحوار و7+7 واديس اببا والثورية والانتخابات والذي منه
(ج )
الجزيرة ,, الارض ام الانسان
الجزيرة المروية التي تقبع في وسط السودان (الفضل) بعد انفصال الجنوب يقطنها حوالى ستة ملايين نسمة تقريبا ومساحة المشروع المروي حوالى اثنين مليون ومائتي الف فدان بالاضافة للارض التي تقع خارج المشروع ولكنها تقع في الجزيرة كتلك التي بين النيل والمشروع وبالمناسبة هذة الاراضي النيلية اكثر خصوبة من تلك التي تروى من الخزان اي تلك التي تقع داخل المشروع وتتبع للادارة وتخضع للدورة الزرعية التي كانت تتنزل من بركات والان تتنزل من الراس عدد المزارعين في المشروع حوالى مائة وخمسة الف (105 ) مزارع فهؤلاء هم المسجلون في بركات
لاادري ان كانت هناك دراسات واحصاءات دقيقة توضح كم عدد الذين يعتمدون على المشروع (ال اثنين مليون فدان ومتين الف) من سكان الجزيرة الستة ملايين اعتمادا مباشرا واعتمادا غير مباشر علما بان عدد كبير من المزارعين لايعتمدون على المشروع في معيشتهم بنسبة مائة في المائة لابل هناك عمال زارعيين يعتمدون على المشروع في معيشتهم بنسبة اكبر من المزارعين يمكنني ان اتكهن بان ثلاثة ملايين نسمة اي 50 % من سكان الجزيرة يعتمدون على المشروع بصورة مباشرة وبنسبة تتراوح بين ال50 % و100% في معيشتهم ولكنني اجزم بان الستة ملاييين يتاثرون بحالة المشروع بنسبة تترواح من 1 % انت طالع
ثم والاهم من كل الذي تقدم ان هذة المليونين والمائتي الف فدان التي يرقد عليها مشروع الجزيرة تعتبر معجزة من معجزات الله في الارض تمظهرت فيها قدرة الخالق مع الابداع الانساني (الانجليز طبعا ) من حيث انها ارض سهلية منبسطة خالية من الجبال والتلال والمرتفعات والخيران والاودية والشقوق ومنحدرة انحدارا تدريجيا نحو النهرين الازرق بصفة اساسية ثم الابيض مما سهل ريها انسيابيا كما ان شمسها ساطعة ومطرها يترواح من متوسط الي قليل ويمكن زراعتها في عروتين صيفية وشتوية وهذة ميزة لا وجود لها في مناطق قليلة من العالم ويندر ان توجد في منطقة مدارية
الانجليز وتاسيسا على الاهداف الاستراتيجية التي دعتهم لحكم السودان وحاجتهم لمصروفات لادارة البلاد ثم حاجتهم للقطن لتشغيل مصانعهم حدثوا الارض في الجزيرة بانشاء المشروع ولكنهم اداروه بما يمكنهم من تحقيق اهدافهم الانية في ذلك الوقت فتمخض عن ذلك اهتمامهم بالارض وابعدوا الانسان بعبارة اخرى حدثوا الارض ولم يهتموا بالانسان لابل اتخذوا من التدابير(الحساب المشترك ) ما تبقيه على الحالة التي كان عليها قبل قيام المشروع فلو حدثوا الارض ووقفوا محايدين لكان الانسان في الجزيرة مثله مثل المنتجين في كلفورنيا وتركيا او حتى مصر القريبة دي
اليوم العلينا دا تحديث الانجليز اصبح متخلفا اما الانسان وربما بعوامل خارج المشروع اصبح اكثر تحديثا من المشروع (على الاقل بعض سكان الجزيرة) الان في الجزيرة اثنين مليون ومائتي الف فدان جاهزة من حيث البنيات الاساسية تنقصها السياسات الفاعلة وقليل جدا من التقنيات فاى كلام عن نهضة في الجزيرة وربط ذلك بمستقبل السودان يخرج عن هذة المليونين ومائتي الف فدان يعتبر اضاعة للزمن وتطويل للطريق واطالة للانتظار تسكين للجراح واضاعة للفرص . ان الستة ملايين نسمة الموجودين في ارض الجزيرة مصيرهم ومن ثم مصير كل السودان يكمن في الاثنين مليون مائتي الف فدان الجاهزة لتركيبة محصولية جديدة ولدورة زراعية جديدة ولعلاقات انتاج جديدة لتعطي انسانا جديدا
هذة مقدمة للحديث عن نفرة نهضة الجزيرة كما اسماها الدكتور الجزولي دفع الله والذي كان نجم القاعة في يوم الاربعاء 3 /9 / 2014 فموعدنا الغد اكان الله حيانا
(د )
نيو فيس نيولوك
New face New look
قلنا بالامس ان الجزيرة من حيث الموارد الطبيعية والبشرية يجب ان تكون مثالية من حيث التنمية والعطاء والثراء لدرجة (النغنغة) ولكن الانجليز وليس لحاجة في انفسهم انما لحاجتهم الاقتصادية الواضحة في بريطانيا وفي السودان استطاعوا ان يفصلوا بين الارض والانسان فطورا الاولى وخلفوا –بتشديد اللام - الثاني ثم فيما بعد تطور الانسان في الجزيرة نسبيا وتخلفت الارض . عليه قلنا اي نهضة في الجزيرة لابد من ان تبدا بالارض وتحديدا الاثنين مليون ومائتي الف فدان لانها جاهزة وتحت الطلب وقابلة لافكار وتقنيات جديدة
حكومة ولاية الجزيرة قررت تجاوز حكومة تصريف الاعمال الي حكومة نهضة فرفعت شعار نهضة الجزيرة مستقبل السودان وفي تقديري انه شعار موفق لانه اكد جدلية العلاقة بين الجزيرة والسودان الكبير وفي سبيل ذلك وضعت برنامجا خدميا تنمويا وارادت اطلاقه في بالون اعلامي ربما لدواعي سياسية وربما مالية فبدلا من ان تكون صرخة البداية في ودمدني راوا ان تكون في الخرطوم حيث القروش بالكوم والطيارة بتقوم والرئيس بنوم (قال فدرالية قال –ماعلينا) فكان لقاء قاعة الصداقة في يوم الاربعاء 3 / 9 / 2014 ففاضت باحة القاعة بالعربات القادمة من الجزيرة و(برضو ما عندهم قروش –ماعلينا)
قدمت الحكومة مفردات برنامج النهضة وهو في معظمه خدمي مع بعد تنموي لاباس به ولكنه لا يمس مباشرة الاثنين مليون والمائتي الف فدان –ست الاسم – نعم نحن نعلم ان المشروع قومي و-حارسه البعوعي وكل حاجة – ولكن هذا لايمنع حكومة الولاية من وضع برنامج لتلك الملايين من الافدنة فهي ليست اقل مكانا او مسؤلية من لجنة تاج السر او لجان البنك الدولي لكن تعود اهل الجزيرة ان يشكوا ويبكوا واذا قيل لهم ماذا تريدون بالضبط لمشروعكم فلا اجابة لديهم فحكومة ولايتهم ينبغي ان تقدم تلك الدراسة دون ان تخل بقومية المشروع فتطوير ملايين الافدنة سيجعل الستة ملايين نسمة في بحبوحة ورغد من العيش وكل السودان سوف يتعافى فقط تذكروا ما فعلت الخدمات الاجتماعية في مشروع بنسبة لاتتجاوز ال2 % ومن نصيب المزارعين فقط
البرنامج الذي قدم في القاعة لايمكن تبخيسه او التقليل من شانه فهو طموح ولكنه تقليدي كان يمكن ن يقدمه صديقنا احمد عثمان وزير المالية وهو كفاءة وطنية نادرة لمجلس تشريعي الولاية ويجيزه او يعدله وبهذة المناسبة السيد رئيس مجلس ولاية الجزيرة قال في مداخلته في ذات الجلسة انهم لايريدون اي كلام سالب عن مشروع الجزيرة!!! (مبروك ,,, ماعلينا ) الدكتور الجزولي دفع الله اخرج القاعة من الرتابة وانقذ اللقاء بحديثه الذي شحذ به الهمة والذي اختتمه بابيات من الشعر قالها احد ابناء السافل الذي استمرا العيش في الصعيد –مدني- فقيل ارجع بلدك قال بيتا عجزه مابرجع السافل الجوع يكتلني –يقتلني – فكادت القاعة ان تنفجر بالهتاف والتصفيق (افهموها بقى)
السيد نائب الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن لمس العصب الحى بتصويب حديثة نحو الاثنين مليون والمائتي الف فدان وذكرها بالرقم وقال عايزين نيوفيس نيولوك للجزيرة فعلا هتاف المزارعين بجلاليبهم البيضاء (نيو فيس نيو لوك ) وكان يرددون وهم خارجين من القاعة نيو فيس نيو لوك اذن ياجماعة الخير ان المواطن العادي وبحسه الفطري يدرك تماما ان نهضة الجزيرة تبدا من هنا اي من نيوفيس نيولوك للمشروع فمن يقوم بذلك ؟؟؟
(ه)
امبيكي هل يفك التسجيلات
السيد امبيكي رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوى التي افردها الاتحاد الافريقي للمشكل السوداني كان تكليفه الاول لقضية دارفور ثم تحول عنها لقضايا الشمال الجنوب قبل الانفصال ثم للقضايا العالقة بين البلدين بعد استقلال الجنوب ثم لقضايا السودان الفضل بعد جاطت الاحوال في الجنوب وقد اصطحب معه قضايا دولة الجنوب هي الاخرى هكذا اصبح سيد امبيكي في حالة تنقل على القضايا السودانية والتقى بكل الذين ينشطون على الساحة السياسية والظروف ما معروفة قد يتحول لمناشط اخرى ويصل كرة القدم ويناقش كمال شداد ومعتصم جعفر كلا على حدة في ازمة الكرة السودانية
كثيرون الوسطاء الدوليين والاقليميين الذين كلفوا بالشان السوداني من الامم المتحدة ومن الاتحاد الاروبي ومن الاتحاد الافريقي ومن الجامعة العربية فالان ينشط كلا من هايلي مانكريوس ومحمد بن شمباس ولكن يبدو ان امبيكي دون غيره حاز على اكبر قدر من ثقة من مختلف الفرقاء السياسيين السودانيين وربما يرجع ذلك لتكوينه السياسي فهو قد عمل مع الرمز الافريقي نيسلون ما نديلا ونفذ معه سياسة المصارحة والمصالحة التي انهت التفرقة العنصرية البغيض في جنوب افريقيا ثم خلفه في الرئاسة واطاح به جاكوب زوما الذي يختلف عن امبيكي في كل شئ فزوما قائد شعبي اعتمد على سنده القبلي (الزولو) بينما امبيكي من قبيلة اصغر اعتمد على تكوينه الفكري والثقافي عليه امبيكي كون وعيه السياسي من الصراع العنصري مع البيض وهو اسوا وابشع صراع عرفته البشرية والصراع القبلي ولعل هذا الذي جعله اكثر تفهما للمشكل السوداني
امبيكي الذي وصل الخرطوم امس وقابل السيد رئيس الجمهورية في نفس اليوم جاء هذة المرة في مهمة تعتبر من اغرب واخطر واسهل مهمة يطلع بها منذ امساكه بالملفات السودانية غرابتها في انه يتابط وثيقتين متطابقتين في المحتوى واحدة مع الحركة الثورية والثانية مع الية الحوار الوطني في اديس فالجبهة الثورية والالية تفاوضتا واتفقتا في اديس ولكن ساعة التوقيع اتضح ان الشق الاكبر في الالية (المؤتمر الوطني ) لايعترف بالجبهة الثورية وان اعترف بمكوناتها وتفاوض معهما فمع قطاع الشمال تفاوض في اديس ومع حركات دار فور تفاوض في الدوحة فكان الالتفاف اذ وقع كل طرف مع امبيكي وهو(ايدو ولاكراعو) في التفاوض
اما ان مهمته خطرة اذ انه اتى لمقابلة شخص واحد وهو السيد رئيس الجمهورية وعلى هذة المقابلة سوف يتحدد موقف حزب المؤتمر الوطني من مجمل العملية التفاوضية الحوارية فاذا وافق رئيس الجمهورية على مخرجات لقاءات اديس اببا فان ذلك سوف يدفع الحوار الوطني دفعة تجعله يفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان فالحمد لله ان الاخبار حملت لنا ان السيد الرئيس قد قبل بمخرجات اديس وقد خرج مبيكي مبسوط 24 قيراط
اذن قد ثبت ان مهمة امبيكي كانت سهلة لانه جاء يحمل في جيبه اتفاق سوداني كامل الدسم وهو اعلان المبادئ ولكن في ورقتين منفصلتين واذا تجاوز الجميع اسم الية واسم ثورية بحدوث فك تسجيلات واقامة مائدة مستديرة يجلس حولها كل الفرقاء كل فريق اصالة عن نفسه المؤتمر الوطني , قطاع الشمال, حركات دارفور, حزب الامة, الحزب الاتحادي و.. و.. اذا حدث فان المشكلة الاجرائية ستكون قد تم تجاوزها بصورة ايجابية وتبقى بعد ذلك الناحية الموضوعية فهذة اذا تم بناء ثقة بين الاطراف المتحاورة يمكن تجاوزها وتكريم امبيكي وترشيحه لجائزة نوبل للسلام
aalbony@gmail.com