فاطمة الحاج ومنار صديق: لا تستحقان الصد

 


 

 

abdelrmohd@hotmail.com
1
وقفت الفنانة منار صديق على مسرح مخضوضر الجوانب لدى ستور حواشيهن أفنان في ليلة من ليالي الثقافة والسهر الجميل في مركز راشد دياب على مقربة من بيتي. عندما اعتلت منار خشبة المسرح ، كانت الفرقة الموسيقية معدة سلفا لانارة الليل بمصابيح منار ، وكانت هي بثوبها الجميل وصوتها الراقي تتمرغ في اشجان لاقيتو باسم وشوفتك غالية ولي حبيب شاغل بالي متخللة أزمان فاطمة الحاج ومنى الخير وعائشة الفلاتية وألحان أخرى لأزمنة لم تأت بعد. ربما كان الطير على أشجار البان السامقة التي أبدع راشد دياب في تنميق المكان بها حتى أصبح المسرح بستانا لا يعرف الهرم . ومن تلك الأعالي ربما كان الطير الذي استقر في أوكاره بعد المغيب "يتاوق" لحسن منار او "يبشر" اثر ما طلبناه منها لتدعيم المشهد الجمالي ببعض المواساة للراحلة فاطمة الحاج في "أستحق صدك" للراحل الرايع عوض جبريل، وهنا أغترف من مقال للأستاذ عبد الله الشقليني رحمه الله في سودانايل –ديسمبر 2017قول الشاعر عوض جبريل بأن المطربة " فاطمة الحاج" هي التي وضعته كشاعر غنائي في قائمة الشعراء الكبار أمثال "سيد عبد العزيز" و"إبراهيم العبادي" و"عبيد عبد الرحمن "و" محمد بشير عتيق" و"عبد الرحمن الريّح" .
غنت مع المطرب" عثمان الشفيع" أغنية "محمد عوض الكريم" القرشي (حبيتو ما حباني) وقد أبدعت فاطمة الحاج في أداءها"
2
من ذلك الشمال الغامض بجزره النيلية المتناثرة التي اختزلت كل فصول السنة في فصل واحد هو الدميرة، أتى أجداد فاطمة الحاج ليكون التقاء الاب مع الام التي تنحدر اصولها من الحلاوين في احدى قرى رفاعة لتتفتح أعين الفنانة الشابة على النهضة التي أشاعها في الوطن يومها العميد بابكر بدري لتعليم المرأة فتكون احدى ثمارها. "شغلت بالي " طويلا هذه الآسرة وأوقعتني في حب لي حبيب شاغل بالي وورد الغرام ونسيم الصباح وغيرها بما يزيد عن 29 أغنية سجلتها للإذاعة السودانية وإن لم تتمكن من وضع أغنياتها على اسطوانات كما فعلت عائشة الفلاتية وأم الحسن الشايقية وفاطمة خميس ومهلة العبادية. وعندما لاحظت تقطع السبل بينها وبين الحبيب الذي ربما لاح مبهجا مرة في لاقيتو باسم ، أرسلت تسجيلين لها ولمنار لبعض احبابي متحسسا رايهم في الاداءين فكان رد د محمد عبد الحليم وأم سامر ود عبد المحمود شافيا:
3-1
"المعاصرون أنفسهم يرددون "الأصل ما يبقي صورة" .خرجت فاطمة الحاج عن القالب الاجتماعي وقتذاك ممسكة بمناديل العشق في تناسله البهيج داعية للانصاف في محكم الحب ممسكة بتلك المناديل عن اصرار يماثل المستحيل لاستيفاء مطلوب الحب في التواصل والمناداة به. لذلك حين تردد منار تلكمو النداءات غارقة فيها بتمام المغني في أوركستراليته فعي تكمل الترديد عن صاحبتها الرائدة المكتوية بسهد التقاليد أيضا ، لذا جاء بوحها ناضجا ترديدا ومعني"
3-2
" لو لم يكن الصوت الأول لما جاء الثاني وتبقى الكلمات نفسها الأجمل واللحن متجددا لجذب آذان جديدة .رحم الله الأولى لما قدمت ومد في أيام الاخرى ووفقها للحفاظ عليه كبستان من بساتين أمة مبدعة"
3- 3
"لا ادرى لماذا عندما استمع لفاطمة الحاج تأتيني دائمآ صورة لحظات دخول البحر للترعة.....تراه فى مسيرته تلك يدير حوارا مع ارض مجدبة فيعطنها بالتريان والخصوبة ويغوص ماؤه فى تشققات الارض فكانه يؤذن فى اذنها بقدوم غائب طالت غربته ...ثم هو فى جريانه ذاك يطلق غبارا ودخانا مثل طقوس عرس قديم....ثم تكتمل اللوحة بامتلاء ترعة ايذانا بحصاد بديع... تلك الصورة الزاهية هى لصوت فاطمة الحاج وهى تعلن امرا بمنع تجوال الصدود فى ساعات الحب.....اما منار فياتى منها صوت الملائكة وهى تؤمن على ذلك القرار...وتعتمده
يأبى موكب امواج البحر فى سيره ( بسيرة) مبدعة قوامها الطيور البيضاء وهى تتدثر بعراريقها الناصعة زى شفع العيد... وياتيها من على مبعدة صوت حمائم مثل حبوبة وقورة تحتضن عند المغارب احفادا...وتكتمل اللوحة بنخيل تميل هاماته ترحيبا واشجار سيسبان تأبى ألا ان تؤكد حضورها فى ليلة العرس البهيجة تلك"
4
وبعد فقد مضت فاطمة الحاج في ربيع خمسيني وفي وجدانها أغنية لم تكتمل بعد وعصافير تشقشق على شرفتها بعد أن عودتهن فاطمة الاطعام بحب الغناء الجميل.

 

 

آراء