فرانسيس كيرا من بوركينا فاسو
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
23 January, 2023
23 January, 2023
فرانسيس كيرا من بوركينا فاسو بني مدرسة من الجالوص في قريته وهو طالب صغير وعمل في مهنة النجارة وصناعة الطوب وتوج حياته مهندسا معماريا تخرج في المانيا وعمل في بريطانيا ونال شهادة ( برايترز ) لتفوقه ونبوغه الحاد وجده واجتهاده ) !!..
حكي هذا الإنسان العصامي المحب لقريته واهلها وللمحتمع من حوله في بوركينافاسو لمذيع النشرة الانجليزية بقناة الجزيرة ما يشبه الخيال ووادي عبقر وانشودة الجن وكان المذيع يتقدم له بالسؤال فيجيب بسرعة البرق في ترابط وذهن حاضر ولغة جسد تقرب المسافات كأنها صادرة من عتاة المسرح الانجليزي إبان الحقبة الفكتورية يوم كان الممثل يحمل لقب ( سير ) !!..
كنت اجتهد في متابعة الحوار الذي كان ينساب سريعا في عذوبة وصفاء وفهمت بقدر ما استطعت أن هذا المواطن البوركيني ولد ونما وترعرع في قرية لا توجد بها مدرسة وان اسرته تحترف الزراعة وأخذه والده لقرية مجاورة بها مدرسة ليتعلم القراءة والكتابة ولكنه فجع في هذه المدرسة إذ وجد أن الفصول مكدسة يوجد بها ما لايقل عن مائة طالب صغير للفصل الواحد يجلسون علي مقاعد آيلة للسقوط والجو داخلها حار وخانق مع ظلمة تحف المكان تجعل الرؤية من الصعوبة بمكان!!..
وحتي القرية نفسها لا ماء فيها ولا كهرباء كأنها ارض يباب تعوي فيها الرياح ويعلوها التراب !!..
المهم أن فرانسيس رغم حداثة سنه اتجه بكلياته لتعلم النجارة فاتقنها ودخل في مشروع مع زملاء له لصناعة الطوب من الجالوص وأصبح له دخل ولم يفكر منذ البداية في نفسه بل كان كل همه قريته الوادعة المنسية من قبل السلطات وكانت المعجزة أن بني هذا الصغير مدرسة كاملة الأركان بمسقط رأسه لتكون عونا للصغار في مسيرتهم التعليمية وهذا العمل عجزت الحكومة في تحقيقه !!..
عند بلوغه سن التعليم الجامعي أتته منحة من المانيا وسافر الي هنالك وثابر حتي تخرج بالبكالوريوس ومن ثم الماجستير والدكتوراه ولم تنقطع زياراته طيلة فترة الدراسة عن قريته وأهل قريته وكان يواصل معهم اعمال بره ويقدم ما في وسعه لترقية التعليم عندهم !!..
عمل في بريطانيا مهندسا معماريا ومصمم وكانت نظرياته في علم المعمار تختلف عن الذي وجده في الغرب وفي اعتقاده الحازم أن أرض افريقيا هي أرض نماء وثراء في الطبيعة الخلابة ولذلك كانت معظم تصميماته تحاكي الطبيعة خاصة الأشجار ومنها استوحي تصميم القاعات والمظلات وبرع في ذلك لحد الاعجاز الي أن توجوه بجائزة ( برايترز ) العالمية التي نالها عن جدارة واستحقاق !!..
قال عن نفسه أنه يؤمن بقوة أن المواطن إذا عزم بنية صافية أن يقدم خدمة لوطنه فإنه يستطيع ذلك وربما يفيد قريته أو مدينته أو مجمل الوطن بخدمة تعجز الحكومة في تقديمها وهذا عين مافعله المهندس المعماري العالمي البوركيني فرانسيس كيرا الذي حفزه نقص التعليم بل عدمه في قريته مع انعدام ابسط مقومات الحياة الي أن يضع في نفسه الثقة منذ يفاعته ليقدم شيئا مفيدا لمن حوله رغم قلة الزاد والمواد ورغم حالة الضنك التي تعيشها معظم القري في افريقيا الجريحة!!..
نهدي هذه الصورة المشرقة لكل المهندسين المعماريين السودانيين أن يقوموا علي الاقل ببناء مدارس للصغار تليق بهم لأن حكوماتنا عجزت عن أداء هذه المهمة التي هي من أخص مسؤولياتها ولكنها ما فاضية وكل همها تحصين نفسها بالجند والعتاد والبمبان مخافة أن ينتزع منها الكرسي والصولجان !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////
حكي هذا الإنسان العصامي المحب لقريته واهلها وللمحتمع من حوله في بوركينافاسو لمذيع النشرة الانجليزية بقناة الجزيرة ما يشبه الخيال ووادي عبقر وانشودة الجن وكان المذيع يتقدم له بالسؤال فيجيب بسرعة البرق في ترابط وذهن حاضر ولغة جسد تقرب المسافات كأنها صادرة من عتاة المسرح الانجليزي إبان الحقبة الفكتورية يوم كان الممثل يحمل لقب ( سير ) !!..
كنت اجتهد في متابعة الحوار الذي كان ينساب سريعا في عذوبة وصفاء وفهمت بقدر ما استطعت أن هذا المواطن البوركيني ولد ونما وترعرع في قرية لا توجد بها مدرسة وان اسرته تحترف الزراعة وأخذه والده لقرية مجاورة بها مدرسة ليتعلم القراءة والكتابة ولكنه فجع في هذه المدرسة إذ وجد أن الفصول مكدسة يوجد بها ما لايقل عن مائة طالب صغير للفصل الواحد يجلسون علي مقاعد آيلة للسقوط والجو داخلها حار وخانق مع ظلمة تحف المكان تجعل الرؤية من الصعوبة بمكان!!..
وحتي القرية نفسها لا ماء فيها ولا كهرباء كأنها ارض يباب تعوي فيها الرياح ويعلوها التراب !!..
المهم أن فرانسيس رغم حداثة سنه اتجه بكلياته لتعلم النجارة فاتقنها ودخل في مشروع مع زملاء له لصناعة الطوب من الجالوص وأصبح له دخل ولم يفكر منذ البداية في نفسه بل كان كل همه قريته الوادعة المنسية من قبل السلطات وكانت المعجزة أن بني هذا الصغير مدرسة كاملة الأركان بمسقط رأسه لتكون عونا للصغار في مسيرتهم التعليمية وهذا العمل عجزت الحكومة في تحقيقه !!..
عند بلوغه سن التعليم الجامعي أتته منحة من المانيا وسافر الي هنالك وثابر حتي تخرج بالبكالوريوس ومن ثم الماجستير والدكتوراه ولم تنقطع زياراته طيلة فترة الدراسة عن قريته وأهل قريته وكان يواصل معهم اعمال بره ويقدم ما في وسعه لترقية التعليم عندهم !!..
عمل في بريطانيا مهندسا معماريا ومصمم وكانت نظرياته في علم المعمار تختلف عن الذي وجده في الغرب وفي اعتقاده الحازم أن أرض افريقيا هي أرض نماء وثراء في الطبيعة الخلابة ولذلك كانت معظم تصميماته تحاكي الطبيعة خاصة الأشجار ومنها استوحي تصميم القاعات والمظلات وبرع في ذلك لحد الاعجاز الي أن توجوه بجائزة ( برايترز ) العالمية التي نالها عن جدارة واستحقاق !!..
قال عن نفسه أنه يؤمن بقوة أن المواطن إذا عزم بنية صافية أن يقدم خدمة لوطنه فإنه يستطيع ذلك وربما يفيد قريته أو مدينته أو مجمل الوطن بخدمة تعجز الحكومة في تقديمها وهذا عين مافعله المهندس المعماري العالمي البوركيني فرانسيس كيرا الذي حفزه نقص التعليم بل عدمه في قريته مع انعدام ابسط مقومات الحياة الي أن يضع في نفسه الثقة منذ يفاعته ليقدم شيئا مفيدا لمن حوله رغم قلة الزاد والمواد ورغم حالة الضنك التي تعيشها معظم القري في افريقيا الجريحة!!..
نهدي هذه الصورة المشرقة لكل المهندسين المعماريين السودانيين أن يقوموا علي الاقل ببناء مدارس للصغار تليق بهم لأن حكوماتنا عجزت عن أداء هذه المهمة التي هي من أخص مسؤولياتها ولكنها ما فاضية وكل همها تحصين نفسها بالجند والعتاد والبمبان مخافة أن ينتزع منها الكرسي والصولجان !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////