فشل العقوبات والبحث عن الوساطات !!

 


 

 

أطياف -
لم تكن الصدفة هي التي جعلت زيارة وفد اسرائيلي للبلاد ممكنة، بالتزامن مع زيارة وفد أمريكي ، في ذات التوقيت فوصول وفد أمني إسرائيلي إلى الخرطوم لإجراء لقاءات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان والقادة العسكريين ، مع وصول وفد امريكي بقيادة مساعدة وزير الخارجية مولي فيي، ومبعوث القرن الإفريقي الجديد ديفيد ساترفيلد، للخرطوم، لتأكيد دعوة واشنطن السلطات الأمنية إلى إنهاء العنف واحترام حرية التعبير والحرص على التحول الديمقراطي وتحقيق رغبة الشعب السوداني الرامية للوصول الى حكومة مدنية لم تكن صدفة بل كانت خطوة جديدة قصدتها واشنطن في التعاطي مع الازمة السياسية في البلاد.
ويجتمع الوفد الأمريكي، مع الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي و حميدتي والكباشي ، ويهدف الاجتماع إلى حشد الدعم الدولي لبعثة الأمم المتحدة من أجل تسهيل انتقال ديمقراطي بقيادة مدنية كما حرص أعضاء الوفد الأمريكي، على لقاء بعض الشخصيات السياسية وقادة تجمع المهنيين لبحث السبل الكفيلة بإنهاء الأزمة في البلاد.
والعلاقات غير المعلنة بين الخرطوم وتل أبيب والتي جعلت زيارة الوفد الاسرائيلي تتدثر بغطاء السرية أيضاً، هي التي جعلت الوفد يكتفي بزيارة البرهان والاشقاء من ابناء دقلو ، لاسيما ان الوفد نفسه كان وفداً أمنياً غير دبلوماسي لذلك فان مهمته تعتبر مهمة (خاصة جداً) عكس الوفد الامريكي.
وزيارة وفد أمني بصورة سرية وتزامن زيارته الي السودان مع وفد امريكي دبلوماسي يكشف عن فشل الولايات المتحدة الامريكية في مساعيها الرامية فرض عقوبات على القادة العسكريين، والتي لوح بها الكونغرس الامريكي سابقاً، والتي لم يأبه لها العسكر فبدلاً من ان تكون عصاة التهديد رادعة لهم جاءت بنتائج عكسية انعكست في زيادة وتيرة العنف في الشارع السوداني وارتفاع عدد القتلى وسط المتظاهرين الامر الذي يكشف ان المكون العسكري ماض في تجبره وتسلطه ، غير آبه من عقوبات الكونغرس فتخوف امريكا من ان يتحول العسكر لنظام (انقاذي) جديد يستقوى بالدول التي ترى ممارسته للعنف وسفك الدماء مجرد شأن داخلي وتعيق فرض عقوبات عليه في مجلس الامن هو أكبر دليل على ان امريكا ايقنت ان (العسكر) يمكن ان يرفع شعار (امريكا قد دنا عذابها) وتضيع على امريكا مصالحها قبل ان تضيع احلام الثوار المتعلقة ببناء دولة الديمقراطية.
لهذا ان زيارة وفد اسرائيلي قد تعني ان امريكا تجاوزت ( ورقة العقوبات) ولجأت لاستخدام ورقة أخرى للضغط على العسكريين من قبل الدول الأكثر تأثيراً عليهم، بما انها الاقرب لها من الدولة الداعمة لهم .
لهذا فمن المتوقع ان تتوقف اسرائيل عن بيع او اهداء (بمبان جيد) لتفريق المتظاهرين لطالما انها دخلت كلاعب جديد يتوسط لأول مرة لانجاح التحول الديمقراطي برغبة امريكية فاستعانة امريكا باسرائيل قد تكون بمثابة خطوة تحقق نتائج افضل من انفرادها بقيادة وساطة أممية تحت مظلة الأمم المتحدة.
كل هذه التحركات والوفود القادمة للخرطوم تؤكد ان ثورة ديسمبر المجيدة أجبرت العالم كله على السير في طريق الديمقراطية راغباً او كارهاً الجميع جعل مطالب الشارع وتطلعاته ترتقي فوق مصالحه وتعلو عليها ، مدنية كما يريدها الثوار ومن بعدها رغبة الدول في تحقيق مصالحها.
لذلك ان الوفود( الاسرامريكية ) قد تبحث سبل الحلول للخروج من الازمة بطريقتها التي تريد والشارع يبحث سبل اسقاط اللجنة الامنية بالطريقة التي يريد ،وكل الطرق تؤدي الى تحول ديمقراطي والوصول الى الاهداف المنشودة وإن طال السفر .
طيف أخير:
"الذي يغادر وبداخله التفاتة، سيرافقه شعور دائم بأن هناك مشهد ما يفوته
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة

 

آراء