رمضان كريم..وهؤلاء البشر الذين يسمون أنفسهم جماعة الإنقاذ من عجائب مخلوقات الله.. وجرائمهم أكثر غرابة..ولكن النائب العام ورئيسة القضاء والأجهزة العدلية يصرون على حرمان السودانيين من متابعة محاكماتهم للاطلاع على عجائب اللصوصية والتدبير الإجرامي الذي يتم بوسائل لا تخطر على بال، “هاري بوتر” وأفلام الخيال العلمي وعلى بابا والأربعين حرامي، وقائمة احتمالات عتاولة المخبرين من المفتش كولمبو و”ارثر كونان” إلى “هيركيول بوارو”.. فعلى سبيل المثال ما علاقة وزير المالية الذي هو أمين عام الحركة الإسلامية بخط هيثرو حتى يكون شريكاً في الاتهام ببيعه..!
الفكرة نفسها..فكرة بيع خط هيثرو تشير إلى نوع مركّب من (الحالة السرقنجية)..لأن خط هيثرو ليس جسداً مادياً إنما أثير وممر جوي وحالة افتراضية للتصديق بحق الهبوط لطائرات سودانير في المطار اللندني..! ولكن جماعة الإنقاذ كانوا يستيقظون كل صباح وعيونهم مفتوحة على كل ما يمكن سرقته وبيعه لمصلحة جيوبهم ..فهم لا يتوقفون عن (تشليع الوطن) ولا يمثل فقدان موارده وتدميره أي هاجس لديهم.. ولا يهمهم أن يتضعضع و(يتدشدش) بصورة أكبر مما كان يفكر فيه القرشي وعثمان الشفيع في (القطار المرّ)..! وحتى يمكن سرقة الخط أولاً ثم بيعه.. يلزم أولاً الاستيلاء على القرار في سودانير ثم تحجيم طائراتها و(جرجرتها إلى الهناقر) ثم حبسها عن بريطانيا..ثم عرض الخط في أسواق النخاسة…! وفي سبيل ذلك لم يتورّع الإنقاذيون بكل لحاهم (المشذّبة والتي مثل العرجون القديم)..من بيع سودانير بكل تاريخها ورمزيتها وشمسها المشرقة.. الناقل الوطني ورسول السودان إلى أجواء العالم…فكل بلاد تفخر بطيرانها الذي يحمل سمتها ورسمها واسمها وعلمها… وانتهى أمر سودانير إلى شركة أجنبية ينعقد تخصصها الرئيسي في مجال الأعلاف…!!
أزيدك يا صديقي قبل أذان المغرب ومدفع الإفطار أن مجموعة عارف هذه بعد أن اشترت سودانير (مع هوادة خط هيثرو) بمبلغ 56 مليون دولار فقط ..عادت (بعد التشليع) وباعتها إلى حكومة السودان بمبلغ 125 مليون دولار..!! وتفاصيل الخدعة أن عارف أرادت امتلاك سودانير بالكامل…فخصصت 49% من الأسهم لعارف (كعارف) و21% منها باسم شركة وهمية سموها (الفيحاء) – فتح الله عليهم أبواب جهنم..وتمتلك عارف في الفيحاء الوهمية 96% من الأسهم وتركت 4% فقط منها لحفنة صغيرة من الإنقاذيين حتى يقال إن الشركة سودانية وحتى تغطي هذه العُصبة على استيلاء عارف على شركة بلادهم ويحللون لهم دم سودانير على طريقة (الديّوس الاقتصادي)…! هل تحسب يا صديقي كم ربحت شركة الأمباز من سودانير بتسهيلات جماعة الحركة الإسلامية..!! ولكن لا ينبغي إهمال ما دخل في جيوب (أطهار الإنقاذيين) من بعض رشاوى تسهيل الصفقة وهي طبعاً مبالغ خسيسة تعادل (تقدير الراشي) لقيمة المرتشي الذي يوافق على بيع ممتلكات بلاده من أجل كوميشنات زائلة.. ولك أن تسأل نفسك عن الشخص الذي كان مديراً لسودانير في ذلك الوقت وخذل نفسه وواجبه المهني وزملاءه العاملين ونقابته.. قبل أن يخذل الوطن و(يكفى مأجوراً) على ضميره ويوافق في هذه المهزلة بطي أعلام مؤسسته الوطنية وبيعها لصالح شركة أجنبية.. بئس الإنسان عندما يفتقد الضمير والمروءة…!!
طبعاً هذا نموذج واحد ضئيل من سرقات الإنقاذ طاف بأذهاننا بسبب تخوّف بعض الحقوقيين المتابعين من انحراف قضية خط هيثرو عن المسار وبعزقة وتشتيت الاتهام مع البطء والتأجيلات المستمرة للمحاكمة بما يجعلها في مهب الريح، هي وشقيقتها التي يطارد الاتهام فيها (المتعافي والجاز) في لعبة افتراضية أخرى بشأن مصنع سكر وهمي.. مثله مثل خط هيثرو و(المشروع الحضاري)… ورمضان كريم..!