فضائيات فرضنا وجودها (2- 4)
مقــاصـــد
ahmedkaruri@gmail.com
هناك أيضاً ثقافات خطرة تنشرها تلك الفضائيات كثقافة العنف وأغلبها في القنوات المستغربة، والتي تهدم في المجتمع أهم مرتكزاته من ثقافة الحوار وحفظ الحقوق واحترام الآخر، فتنشر الثقافات الغربية السيئة، وما أكثرها حتي في برامج الأطفال الكرتونية الموجِهَة للأفعال السلوكية العنيفة. والمخيف فعلاً أن أطفالنا يقومون بتكرار الحركات مباشرة بعد المشاهده وهذا ما يدلل علي الرسالة وصلت إلي العقل الباطن وخرجت كنمط سلوكي مما يشكل في شخصية الطفل ليتحول إلي عدائي، ومن ثم يتم تنميتها من خلال المجتمع الصغير نفسه في حالات كالإستحسان، عدم الإنتباه إلي تباهيه بتصرفاته وخلافه، كذلك نجد أن القنوات تنشر في طي برامجها ثقافة الإستهلاك والتي تزيد من وطأة الضغط الإقتصادي علي الأسرة عبر بثها لإعلانات مكثفة لمنتجات لايحتاجها الفرد وأكثرها ما فاق الكماليات ليصل حد الترف، فيسيطر إحساس بأن الأب أو الأم غير مهتمين بضروريات في حقيقتها تافهه .
أما ثقافة الشعور بالنقص فهي من الخطورة بمكان بحيث تجعل المشاهد في حال إحساس دائم بأن ما يرد عبر هذه الشاشات مبهر ، ومع هذا التلقي السالب لكل ما يفد من مواد إعلامية من الغرب يزيد من الفجوة بين الإحترام للتقاليد والسلوكيات الحميدة وبين السخرية منها وبالتالي يؤدي إلي تركها ومن ثم نسيانها ومسحها من ذاكرة المجتمع، ولا شك إن انغماس الفرد في المشاهدة المستمرة لكل هذه المواد لهو كفيل بابتعادنا عن قيمنا وموروثاتنا الدينية التي تمثل نقيضا لما يطلع عليه، فالفضائيات اليوم وفي أغلبها تهدف إلى زعزعة الدين ولا أقول هنا الدين الإسلامي فقط بل كل دين في اتجاه نحو علمانية سلوكية وفكرية بنشر المواد اللا أخلاقية والهادفة الى إلغاء الهوية، والدليل على سلبيات مشاهدة القنوات الفضائية ما أظهرته إحصائية علمية ضمن رسالة جامعية بعضاً من السلبيات المنعكسة على الأسرة بسبب متابعتها للقنوات الفضائية وجاء ضمن ذلك :
1 – 85% يحرصن على مشاهدة القنوات التي تعرض المناظر الإباحية .
2 – 53% قلت لديهن تأدية الفرائض الدينية .
3 – 32% فتر تحصيلهن الدراسي .
4 – 42% يتطلعن للزواج المبكر ولو كان عرفياً .
5 – 22% تعرضن للإصابة بأمراض نسائية نتيجة ممارسة عادات خاطئة .
فاصل ونواصل »