الاغتراب عن الأوطان بين جدلية الهجرة والتهجير .. بقلم : أحمد الكاروري *

 


 

 


ahmedkaruri@gmail.com

جُلّ حكومات البلاد النامية غافلة عن أهم أسباب تنميتها، وهي العقول البشرية المهاجرة التي دفعتها أسباب مختلفة لمغادرة دفء الوطن واللجوء مضطرة إلى ثلوج وضباب وهجير الغربة.

في ظل حاجة السودان كبلد في حاجة ماسة لكل الطاقات الإبداعية علمية وفكرية وفنية نجده ما يزال يفقد الكثير من شبابه وخبراته وكثير من الطاقات بسبب سياسة فاشلة في توظيف تلك الطاقات والاستفادة منها في دفع تنمية البلد والعمل نهضته بتلك العقول والسواعد الفتية

بالرجوع لأرقام تأشيرات الخروج نجدها تنذر بمستقبل مظلم خاصة أن نزيف البلد مستمر والكثير من الباقين يسعون للخروج في ظل الضيق والتضييق وعدم فتح فرص لهم ناهيك عن فتح آفاق لإعادة العقول المهاجرة والتي تهاجر باستمرار
وبالمقابل يدخل للبلد أعدادا كبيرة من نازحي دول الجوار والذين هم أحد أسباب مشكلات الاقتصاد السوداني خاصة في جانب النقد الأجنبي إذا يتم تحويل ما يربو عن 5 مليون دولار شهريا يتم شراؤها من السوق الأسود الشئ الذي يعمق المشكلة
كما أنهم لن يكونوا كاهلها وغالبهم عمالة بسيطة لا تسهم في تنمية ولا تجلب خبرة ولا تعمر خرابا

ومن جانب آخر فقد الدولة تحويلات ماهجريها سبب عدم توفر الثقة من جانب وعدم التعامل بمعقولية في سعر التحويل من جانب آخر
فنفقدهم وفكرهم وخبرتهم ليحلقوا بدول أخرى يدعموا اقتصادها ويسهموا في نهضتها وتنميتها ويمنحوا المهجر أفضل سني عمرهم ويسعوا التأقلم مع تلك المجتمعات الجديدة

سمعنا كثيرا عن دراسات لبقاء تلك العقول أو إعادة المهاجرة منها لكن تظل النتائج والتوصيات تزيد المزيد من الوجع بسبب إهمالها عدم السعي لتطبيقها وتهيئة الاجواء المناسبة لعودتهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الخارجية فنبدأ من حيث انتهى الآخرون
لماذا لا تسعى الدولة أو منظمات مجتمع مدني للاهتمام بتلك الشريحة الهامة في المجتمع وتعالج أيضا الكثير من قضاياهم ومشكلاتهم
لماذا لا نسعى لجذبهم ليغرسوا فسيلة أمل تزهر في مستقبل الأيام مع شعور حقيقي بالأمان والحرية والعيش الكريم و التعليم المواكب

لماذا لا نعطيهم مساحة ليقدموا نموذجا يحتذى به داخل البلاد وخارجها فيصمموا مدنا بمستوى متقدم ويؤسسوا جامعات لأبنائهم وأبناء غيرهم تعيد مجد التعليم السوداني

مبادرة في هذا الصدد نبعت من بعض المغتربين الذين حنوا إلى تراب الوطن يحدوهم الأمل للمساهمة في تنمية السودان ويقدموا عصارهم تجاربهم وخبراتهم
فهل تقف لدولة ومؤسساتها الرسمية والشعبية معها أم تقف أمامها،،
نشوف والأيام شاهدة على تجارب عديدة.

 

آراء