فضيحة (استدعاء) السفير الأمريكي
بشرى أحمد علي
7 October, 2022
7 October, 2022
قبل الدخول في تفاصيل هذه الفضيحة الداوية علينا أن نجاوب على هذا السؤال ..
هل السيد | جودفري يتدخل في الشئون السودانية ؟؟
الإجابة :
تحت حكم الأنظمة التعددية لا يُعتبر تدخل بسبب أنها لا تخاف من حرية الرأي والتعبير .
وتحت ظل الأنظمة الشمولية فهو يتدخل في الشئون السودانية ، وحتى أسر الشهداء التي زارها غودفري تعتبر إحتفاءً بالعملاء والطابور الخامس ، والشهداء في نظر نظام البرهان هم مجرد مخربين ومدمني (الأيس ) والأجهزة الأمنية قتلتهم لأنها كانت في حالة دفاع عن النفس .
وفي كثير من الدول التي لها علاقات واضحة مع الولايات المتحدة ربما لا تعرف إسم السفير الأمريكي ، ولا تحظى جولاته بحضور إعلامي كثيف كما يحدث في السودان ، فمثلاً نحن لا نعرف إسم السفير الأمريكي في السعودية أو الإمارات أو قطر ، والسبب لأن تلك الدول قوية ولها نظام سياسي وضع قواعد واسس دبلوماسية صارمة في التعامل مع الولايات المتحدة ومن يمثلونها على أراضيهم .
في الحالة السودانية تعامل الإنقلابيون مع السيد غودفري كأنه المهدي المنتظر وأعتبروا تمثيله لأمريكا في عهدهم إنتصار للدبلوماسية التي قادوها بعد سقوط حكومة حمدوك .
والسيد جودفري عندما أقام في السودان حطم (التابوه ) الذي يحد من تحركات الدبلوماسيين في بلد تعتبره الولايات المتحدة غير آمن وغير مستقر ومعدل الخطورة فيه بالنسبة للأمريكيين مرتفعة ، السيد غودفري أصبح رقم إعلامي في الساحة السودانية وتحركاته كانت في محل إحترام الجميع ، وزار مناطق في السودان وحضر مناسبات إجتماعية ودينية لم يجروء البرهان أو حميدتي على الذهاب إليها أو حضورها خوفاً على سلامتهم ، فقد زار النازحين في دارفور ، وحضر زفة المولد النبوي في مسيد الشيخ حمد النيل بأمدرمان ..
كل هذه التحركات المتتالية والإنقلابيون يكظمون غيظهم لكن غضبهم ظل حبيساً في صدروهم ولم يبوحوا به حتى حدثت الطامة الكبرى ..
صرّح الجنرال أبو وهاجة بأن زيارة البرهان لأمريكا وحضوره القمة الأممية تعني أن حكم الإنقلاب قد طوى خلافاته مع الغرب والولايات المتحدة ، ولكن في تطور درامتيكي نفى السيد/ جودفري ذلك وأكد طوى الخلاف مع الولايات المتحدة والغرب طريقه هو التحول التام للحكم المدني .
أزعج هذا الرد الجاف من قبل السفير جودفري الجنرال أبو وهاجة والذي يعرف عنه التسرع والحماقة والإندفاع في التصريحات النارية دون تدارك النتائج المترتبة ، والجنرال أبو وهاجة للذين لا يعرفونه هو رجل بلا ماضي عسكري معروف أو سمعة حسنة في الحروب ، فهو رجل يعمل من المكتب ومتابع لكل ما يُنشر في مواقع التواصل الإجتماعي ، وعلاقته بالجيش تتمثل في الزي العسكري والنجوم التي يضعها على كتفه ، وقد أستغل وقت الفراغ وأستخدم نفوذه للحصول على عدد من الشهادات الجامعية والتي مكنته من وضع لقب دكتور عند كل لقاء صحفي ، وقد لمع نجمه كمتحدث إعلامي ومستشار للفريق البرهان بعد الإنقلاب ولكن الأزمة التي إفتعلها مع السفير الأمريكي خصمت من رصيده الكثير ، لدرجة أن البرهان طلب منه أن يهدئ (اللعب ) وبأن لا يرد على تصريحات السفير الأمريكي وترك هذا الأمر لوزارة الخارجية ، و بالفعل بعث بالسفير علي الصادق لإطفاء النيران التي أشعلها أبو وهاجة مع السفير الأمريكي ..
لكن الجنرال أبو وهاجة لم يقتنع بمسألة (إخراسه ) فلجأ إلى وسيلة أخرى وهي المقدم الحوري صاحب جريدة القوات المسلحة ، وقام أبو وهاجة بوضع أسئلة محددة حتى يجاوب عليها السفير تقلل من تصريحاته السابقة ، وكان يجب أن يتم ذلك عبر لقاء صحفي يجريه المقدم الحوري مع السفير الأمريكي ، لكن السفير الأمريكي إعتذر عن ذلك اللقاء بحجة كثرة المشاغل الأمر الذي أزعج المدبرين لهذا اللقاء لكن الشواهد تقول أن السفير الأمريكي لا بحبذ التعامل مع أطراف مختلفة داخل حكومة الإنقلاب ، ورأي أن الحديث مع صحيفة الجيش ربما يُفسر بأنه إعتراف بالإنقلاب ، كما عُرف عن المقدم الحوري هجومه الشديد على الغربيين وتخوين كل من يلتقي بهم .
هذه الأزمة رفعت من أسهم السفير علي الصادق داخل حكومة الإنقلاب والذي بدون شك أفادته الخبرة الدبلوماسية المتراكمة للإعتقاد أن سياسة الصدام مع الولايات المتحدة سوف تعزل الإنقلابيين أكثر فأكثر ، لذلك تجرع السم عندما ذهب للسفير الأمريكي في مكتبه وأخطره بأنه يمكنه التوضيح فقط دون إعلان أنه تم إستدعاؤه من قبل حكومة الخرطوم ، وهذه سابقة دبلوماسية ليس لها مثيل ، وأغلب الذين حضروا هذا اللقاء أكدوا أن السفير علي الصادق كان كمن يحمل الورد للإعتذار . وقد نجح في إحتواء أزمة كبيرة كانت سوف تكون لها تداعياتها الكبيرة وتعيد السودان لعهد شعارات :
أمريكا روسيا قد دنا عذابها
وقد كان علي ضرابها .
///////////////////////
هل السيد | جودفري يتدخل في الشئون السودانية ؟؟
الإجابة :
تحت حكم الأنظمة التعددية لا يُعتبر تدخل بسبب أنها لا تخاف من حرية الرأي والتعبير .
وتحت ظل الأنظمة الشمولية فهو يتدخل في الشئون السودانية ، وحتى أسر الشهداء التي زارها غودفري تعتبر إحتفاءً بالعملاء والطابور الخامس ، والشهداء في نظر نظام البرهان هم مجرد مخربين ومدمني (الأيس ) والأجهزة الأمنية قتلتهم لأنها كانت في حالة دفاع عن النفس .
وفي كثير من الدول التي لها علاقات واضحة مع الولايات المتحدة ربما لا تعرف إسم السفير الأمريكي ، ولا تحظى جولاته بحضور إعلامي كثيف كما يحدث في السودان ، فمثلاً نحن لا نعرف إسم السفير الأمريكي في السعودية أو الإمارات أو قطر ، والسبب لأن تلك الدول قوية ولها نظام سياسي وضع قواعد واسس دبلوماسية صارمة في التعامل مع الولايات المتحدة ومن يمثلونها على أراضيهم .
في الحالة السودانية تعامل الإنقلابيون مع السيد غودفري كأنه المهدي المنتظر وأعتبروا تمثيله لأمريكا في عهدهم إنتصار للدبلوماسية التي قادوها بعد سقوط حكومة حمدوك .
والسيد جودفري عندما أقام في السودان حطم (التابوه ) الذي يحد من تحركات الدبلوماسيين في بلد تعتبره الولايات المتحدة غير آمن وغير مستقر ومعدل الخطورة فيه بالنسبة للأمريكيين مرتفعة ، السيد غودفري أصبح رقم إعلامي في الساحة السودانية وتحركاته كانت في محل إحترام الجميع ، وزار مناطق في السودان وحضر مناسبات إجتماعية ودينية لم يجروء البرهان أو حميدتي على الذهاب إليها أو حضورها خوفاً على سلامتهم ، فقد زار النازحين في دارفور ، وحضر زفة المولد النبوي في مسيد الشيخ حمد النيل بأمدرمان ..
كل هذه التحركات المتتالية والإنقلابيون يكظمون غيظهم لكن غضبهم ظل حبيساً في صدروهم ولم يبوحوا به حتى حدثت الطامة الكبرى ..
صرّح الجنرال أبو وهاجة بأن زيارة البرهان لأمريكا وحضوره القمة الأممية تعني أن حكم الإنقلاب قد طوى خلافاته مع الغرب والولايات المتحدة ، ولكن في تطور درامتيكي نفى السيد/ جودفري ذلك وأكد طوى الخلاف مع الولايات المتحدة والغرب طريقه هو التحول التام للحكم المدني .
أزعج هذا الرد الجاف من قبل السفير جودفري الجنرال أبو وهاجة والذي يعرف عنه التسرع والحماقة والإندفاع في التصريحات النارية دون تدارك النتائج المترتبة ، والجنرال أبو وهاجة للذين لا يعرفونه هو رجل بلا ماضي عسكري معروف أو سمعة حسنة في الحروب ، فهو رجل يعمل من المكتب ومتابع لكل ما يُنشر في مواقع التواصل الإجتماعي ، وعلاقته بالجيش تتمثل في الزي العسكري والنجوم التي يضعها على كتفه ، وقد أستغل وقت الفراغ وأستخدم نفوذه للحصول على عدد من الشهادات الجامعية والتي مكنته من وضع لقب دكتور عند كل لقاء صحفي ، وقد لمع نجمه كمتحدث إعلامي ومستشار للفريق البرهان بعد الإنقلاب ولكن الأزمة التي إفتعلها مع السفير الأمريكي خصمت من رصيده الكثير ، لدرجة أن البرهان طلب منه أن يهدئ (اللعب ) وبأن لا يرد على تصريحات السفير الأمريكي وترك هذا الأمر لوزارة الخارجية ، و بالفعل بعث بالسفير علي الصادق لإطفاء النيران التي أشعلها أبو وهاجة مع السفير الأمريكي ..
لكن الجنرال أبو وهاجة لم يقتنع بمسألة (إخراسه ) فلجأ إلى وسيلة أخرى وهي المقدم الحوري صاحب جريدة القوات المسلحة ، وقام أبو وهاجة بوضع أسئلة محددة حتى يجاوب عليها السفير تقلل من تصريحاته السابقة ، وكان يجب أن يتم ذلك عبر لقاء صحفي يجريه المقدم الحوري مع السفير الأمريكي ، لكن السفير الأمريكي إعتذر عن ذلك اللقاء بحجة كثرة المشاغل الأمر الذي أزعج المدبرين لهذا اللقاء لكن الشواهد تقول أن السفير الأمريكي لا بحبذ التعامل مع أطراف مختلفة داخل حكومة الإنقلاب ، ورأي أن الحديث مع صحيفة الجيش ربما يُفسر بأنه إعتراف بالإنقلاب ، كما عُرف عن المقدم الحوري هجومه الشديد على الغربيين وتخوين كل من يلتقي بهم .
هذه الأزمة رفعت من أسهم السفير علي الصادق داخل حكومة الإنقلاب والذي بدون شك أفادته الخبرة الدبلوماسية المتراكمة للإعتقاد أن سياسة الصدام مع الولايات المتحدة سوف تعزل الإنقلابيين أكثر فأكثر ، لذلك تجرع السم عندما ذهب للسفير الأمريكي في مكتبه وأخطره بأنه يمكنه التوضيح فقط دون إعلان أنه تم إستدعاؤه من قبل حكومة الخرطوم ، وهذه سابقة دبلوماسية ليس لها مثيل ، وأغلب الذين حضروا هذا اللقاء أكدوا أن السفير علي الصادق كان كمن يحمل الورد للإعتذار . وقد نجح في إحتواء أزمة كبيرة كانت سوف تكون لها تداعياتها الكبيرة وتعيد السودان لعهد شعارات :
أمريكا روسيا قد دنا عذابها
وقد كان علي ضرابها .
///////////////////////