فطور المدارس . بقلم: خالد البلولة

 


 

 

كنت معلما متعاونا بالمرحلة الابتدائية فى مدرسة طه حمد الابتدائية بقرية النوبة ولاية الجزيرة فى نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات ولاحظت فى الفصل الذى اشرف عليه هناك تلميذات لايذهبن الى الفطور لم ابحث عن الاسباب وطلبت من كل تلميذة فى الفصل ان تاتى بفطورها ،وان لا تكلف نفسها فوق طاقتها وان تاتى بالمتاح من اكل البيت، وحددنا الخميس من كل اسبوع يكون اليوم المخصص لتناول الفطور الجماعى ..
يحضر الفطور قبل بداية الطابور ، وتقوم الاستاذة (نوال صديق) نور الله قبرها ورحمها رحمة واسعة، بتصنيف الاكل وجمع المتشابه منه مع بعض،وفرز اللحوم او الحلويات او النشويات فكان لها مقدرة فائقة على اعداد الاكل وترتيبه بطريقة مذهلة ولاتستطيع تلميذة معرفة طعامها من طعام زميلتها ويتم كل ذلك فى مكتب المعلمات.
و فى فسحة الفطور تاتى الطالبات لحمل الاكل ويذهبن به الى فصل من الفصول ويصطف الجميع لتناول الافطار واحيانا يفطر بعض المعلمين والمعلمات معهن تشجيعا وتحفيزا وتوقيرا ..
اشيعت الفكرة و توافدت التلميذات وتوسعت القاعدة وكل واحدة منهن ترغب بالمشاركة والباب مفتوح وفق الشروط التى حددت (الاكل المتاح فى البيت، كسرة،رغيف بيض طحنية الخ ).
لاحظنا ان المناكفات بين التلميذات بدات تختفى وبدات صداقات تتكون وعلاقات تتمدد بين بعض تلميذات الفصول الدنيا مع فصول العليا تحت عين ومراقبة ادارة المدرسة وبدانا تشجيع الزيارات المنزلية بين التلميذات والتقاء الاسر ولمد جسور الثقة والمودة بينهم.
وهناك من اراد ان يسجن الفكرة وان يضيق واسعا و يحرض علينا بعض الجهات (المنظمة )بحجج واهية لكن التجربة صمدت وحققت اهدافها،والفت بين وجدان التلميذات والاسر.
ما احوجنا فى هذه الظروف العصيبة التى يمر بها السودان الاجتماعى لبعث هذه الفكرة من جديد وبثها فى ارجاء مدارس السودان المختلفة ،صحيح بين تنفيذ الفكرة يومذاك واليوم جرت مياه كثيرة تحت الجسر ،لكن نؤمن ايمانا لا تشوبه ردة
بان الخير فى امتى الى القيامة.
khalidoof2016@yahoo.com

 

آراء