فقط للعُقلاء ..!
هيثم الفضل
9 October, 2022
9 October, 2022
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
على العُقلاء .. أُكرِّر فقط العُقلاء أن يعلموا أن الأزمة التي تعانيها البلاد لن يكون إنفراجها في تكوين حكومة أمر واقع حتى ولو كانت مدنية ورفعت عنها القوى العسكرية المُتعدِّدة في البلاد كل أيدي السيطرة والتدُّخلات وعادت إلى ثكناتها ، وسوف لن يستقيم أمر إستمرارها (شهرين) على أحسن حال ، ناهيك عن الخوض في (سفسطائية) نجاحها من عدمه ، والسبب أن من يعتقد أنه قادر على علاج أوجاع رأسهُ عن طريق (ربط كراعو) ، لا مصير لهُ إلا أن تستمر وتستفحل آلامهُ ومعاناته ، فلو كان في (إمكانية) الإنقلابيين منذ 25 أكتوبر أن يُعلنوا حكومة ( ناجعة وراشدة) لما توانوا ولا تردَّدوا لحظة ، ذلك ليس لأنهم خائفين من فشلها في حلحلة مشاكل البلاد الروتينية ، بقدر ما أنهم يرتعبون هلعاً من المآلات (القاتمة) لهذه الخطوة على مستوى ما يمكن أن يحدث من (تصعيد) في حراك الشارع الثوري ، وما سيقود إليه ذلك من سيناريوهات أبسطها تحوُّل المقاومة الشعبية إلى المسار غير السلمي ، هذا فضلاً عن إمكانية حدوث (توحيد) سريع وتلقائي وغير مُخطَّط لقوى الثورة الحية المُتشاكسة الآن ، وما ستوفِّرهُ تلك الوحدة من (معاوِّل) وأدوات تصعيدية مُجرَّبة ومضمونة في ملاحم إسقاط الحكومات العسكرية.
أما عودة حمدوك المزعومة ، ربما تكون واحدة من (الأحلام) الإنقلابية التي لم يأملوا في الحصول على الأدنى منها حسب طموحاتهم المُعلنة منذ حدوث الإنقلاب المشئوم ، فالأقل (تعقُّلاً) و(حكمةً) من حمدوك ، ظلوا يُدركون (أبعاد المطب) ومخاطرهُ التي لا تُعد ولا تُحصى ، ويعلمون أن ذاك العرض ليس هو (الإطار) المناسب و(الآمن) الذي تؤكلُ منه الكتف ، هذا طبعاً بالنسبة لمن يخافون على سمعتهم السياسية أو يعملون على دعم وبناء مستقبلهم السياسي ، كيف لرجلٍ عاقل أن يقبل بقيادة بلادٍ يكاد شارعها الثوري لا يتوقف عن الغليان يوماً واحداً ؟ ، وتغلق الجسور في عاصمتها القومية كل يومين لتشل كل أوجه الحراك الخدمي والإقتصادي وتتحوَّل في بُرهة من الزمان إلى ترسانة أمنية مُدجَّجة بالرصاص والغاز المسيل للدموع وتتبَّدى في شوارعها كل أوجُه الطُغيان والتعَّدي على الحقوق الأساسية للمواطن ؟ ، مشكلتنا أيها العُقلاء لن تُحل بإعلان حكومة أمر واقع ولو كانت مدنية أو حتى كان رئيسها أنبل النبلاء ، المشكلة الحقيقية تكمُن في كيفية تهدئة الشارع الثوري وإستمالة كافة قوى الثورة الحيَّة المُناهضة للإنقلاب عبر (الإستجابة) السريعة والصادقة والخالية من أيي وجه من أوجُه المراوغة والتذاكي السياسي لمطالب الشارع الثوري الواضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى شرح ولا تأويل .
الحل الحقيقي الذي لا يراه الكثيرون ، هو أن (يؤمن) فلول المؤتمر الوطني المحلول ويقتنعوا ، أن هذه الثورة إنتصرت وأنهم قد ذهبوا بثوبهم القديم إلى مزبلة التاريخ ، وأن عليهم أن يعودوا فيما بعد بثوبٍ جديد ربما ساعدهم على إستعادة ثقة الشعب السوداني فيهم من جديد ، على فلول المؤتمر الوطني التواضع بالإعتذار للشعب السوداني وتركهِ يُقرِّر مصيره وفق إرادتهُ الحُرة ، وأن يتوقَّفوا عن عرقلة ومُناهضة ومُحاربة آمال السودانيين في إستعادة مسار التحوُّل الديموقراطي ، عبرإستخدام كوادرهم في الجيش والدعم السريع وكذلك عبر تحالفاتهم المصلحية مع الحركات المسلحة والنفعيين الجُدد والقدامى من رهط (الضياع السياسي) وأذيال النظام المدحور، وعبر تأجيج نيران النزاع القبلي والعرقي والجهوي في شرق السودان وغيره من الأقاليم ، بغير ذلك لا سبيل لإستعادة التحوُّل الديموقراطي إلا بمزيدٍ من التصعيد الثوري ضد الإنقلاب سواء أن كانت واجهته عسكرية أو مدنية ، وسيان كان قائدهُ البرهان أم حمدوك.
haythamalfadl@gmail.com
///////////////////////////
سفينة بَوْح -
على العُقلاء .. أُكرِّر فقط العُقلاء أن يعلموا أن الأزمة التي تعانيها البلاد لن يكون إنفراجها في تكوين حكومة أمر واقع حتى ولو كانت مدنية ورفعت عنها القوى العسكرية المُتعدِّدة في البلاد كل أيدي السيطرة والتدُّخلات وعادت إلى ثكناتها ، وسوف لن يستقيم أمر إستمرارها (شهرين) على أحسن حال ، ناهيك عن الخوض في (سفسطائية) نجاحها من عدمه ، والسبب أن من يعتقد أنه قادر على علاج أوجاع رأسهُ عن طريق (ربط كراعو) ، لا مصير لهُ إلا أن تستمر وتستفحل آلامهُ ومعاناته ، فلو كان في (إمكانية) الإنقلابيين منذ 25 أكتوبر أن يُعلنوا حكومة ( ناجعة وراشدة) لما توانوا ولا تردَّدوا لحظة ، ذلك ليس لأنهم خائفين من فشلها في حلحلة مشاكل البلاد الروتينية ، بقدر ما أنهم يرتعبون هلعاً من المآلات (القاتمة) لهذه الخطوة على مستوى ما يمكن أن يحدث من (تصعيد) في حراك الشارع الثوري ، وما سيقود إليه ذلك من سيناريوهات أبسطها تحوُّل المقاومة الشعبية إلى المسار غير السلمي ، هذا فضلاً عن إمكانية حدوث (توحيد) سريع وتلقائي وغير مُخطَّط لقوى الثورة الحية المُتشاكسة الآن ، وما ستوفِّرهُ تلك الوحدة من (معاوِّل) وأدوات تصعيدية مُجرَّبة ومضمونة في ملاحم إسقاط الحكومات العسكرية.
أما عودة حمدوك المزعومة ، ربما تكون واحدة من (الأحلام) الإنقلابية التي لم يأملوا في الحصول على الأدنى منها حسب طموحاتهم المُعلنة منذ حدوث الإنقلاب المشئوم ، فالأقل (تعقُّلاً) و(حكمةً) من حمدوك ، ظلوا يُدركون (أبعاد المطب) ومخاطرهُ التي لا تُعد ولا تُحصى ، ويعلمون أن ذاك العرض ليس هو (الإطار) المناسب و(الآمن) الذي تؤكلُ منه الكتف ، هذا طبعاً بالنسبة لمن يخافون على سمعتهم السياسية أو يعملون على دعم وبناء مستقبلهم السياسي ، كيف لرجلٍ عاقل أن يقبل بقيادة بلادٍ يكاد شارعها الثوري لا يتوقف عن الغليان يوماً واحداً ؟ ، وتغلق الجسور في عاصمتها القومية كل يومين لتشل كل أوجه الحراك الخدمي والإقتصادي وتتحوَّل في بُرهة من الزمان إلى ترسانة أمنية مُدجَّجة بالرصاص والغاز المسيل للدموع وتتبَّدى في شوارعها كل أوجُه الطُغيان والتعَّدي على الحقوق الأساسية للمواطن ؟ ، مشكلتنا أيها العُقلاء لن تُحل بإعلان حكومة أمر واقع ولو كانت مدنية أو حتى كان رئيسها أنبل النبلاء ، المشكلة الحقيقية تكمُن في كيفية تهدئة الشارع الثوري وإستمالة كافة قوى الثورة الحيَّة المُناهضة للإنقلاب عبر (الإستجابة) السريعة والصادقة والخالية من أيي وجه من أوجُه المراوغة والتذاكي السياسي لمطالب الشارع الثوري الواضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى شرح ولا تأويل .
الحل الحقيقي الذي لا يراه الكثيرون ، هو أن (يؤمن) فلول المؤتمر الوطني المحلول ويقتنعوا ، أن هذه الثورة إنتصرت وأنهم قد ذهبوا بثوبهم القديم إلى مزبلة التاريخ ، وأن عليهم أن يعودوا فيما بعد بثوبٍ جديد ربما ساعدهم على إستعادة ثقة الشعب السوداني فيهم من جديد ، على فلول المؤتمر الوطني التواضع بالإعتذار للشعب السوداني وتركهِ يُقرِّر مصيره وفق إرادتهُ الحُرة ، وأن يتوقَّفوا عن عرقلة ومُناهضة ومُحاربة آمال السودانيين في إستعادة مسار التحوُّل الديموقراطي ، عبرإستخدام كوادرهم في الجيش والدعم السريع وكذلك عبر تحالفاتهم المصلحية مع الحركات المسلحة والنفعيين الجُدد والقدامى من رهط (الضياع السياسي) وأذيال النظام المدحور، وعبر تأجيج نيران النزاع القبلي والعرقي والجهوي في شرق السودان وغيره من الأقاليم ، بغير ذلك لا سبيل لإستعادة التحوُّل الديموقراطي إلا بمزيدٍ من التصعيد الثوري ضد الإنقلاب سواء أن كانت واجهته عسكرية أو مدنية ، وسيان كان قائدهُ البرهان أم حمدوك.
haythamalfadl@gmail.com
///////////////////////////