في ، ما يسمي بالشخصيات الوطنية..البزار و البازار

 


 

جبير بولاد
13 March, 2022

 

.. السودانيون شعب يتيم، و من دلائل يتمه تعلم كل الحلاقين المقامرين علي رأسه في كل مرحلة و اخري مع الكلفة المريعة لهذا التعلم و قسوة الأداة ، فتارة يجزونه جز البهائم و اداتهم متعرجة و صدئة الجنبات و تارة اخري شدا و جذبا(معط) الي ان تدمي منبات الشعيرات و لا يكتفون ، بل احيانا يحزون جنبا من الأذان _سلخها _ مستغلين، سماحة في هذا الشعب الي درجة السذاجة احيانا و مقدرة محيرة علي النسيان و التلهي .
.. كل ما حزب الوطن أمر ، نسمع _مجرد سمع _ ان هنالك شخصيات شبحية تفاوض في أمر السودانيين و شؤون وطنهم المصيرية ، تطرح الأجندة و تقوم و تقع الجولات و تدخل المشهد شخصيات داخلية و خارجية لم يسمع بها الشعب في يوما من الأيام ناهيك عن سؤال احقية التحدث و التفاوض بأسمه و تحديد رغباته و مصالحه، و سرنا علي هذا المنوال منذ ما قبل الإستقلال، و نتفأجا كل مرة بأتفاقات كارثية حددت مسار الوطن و مستقبله و حاضرنا التعيس، دون أن نعلم حتي من هذه الشخصيات؟ من فوضها؟ ما هي المعايير التي أتت بها؟ علي اي أجندة فاوضت؟ من الذي طرح الاجندة أصلا؟ و لماذا هذه الاجندة تحديدا؟ و هل تخص هذه الأجندة رغبات الشعب؟ و سيل من الأسئلة التي لن تجد لها اي إجابات و لكن بالمقابل تجد تبعاتها المريرة و الكارثية في حال السودانيين و الوطن .
.. ألم ياتي الوقت بعد الي استعدال هذا الحال المائل فينا منذ ما قبل استقلالنا؟ و لماذا رضينا بتلك الشاكلة و تعايشنا معها و بل ننقاشها كأنها أصلا أتت بأختيارنا؟ .
.. هذه الايام _الكالحات _ يروج من خلف الغرف السرية اخبار عن هذه العادات السرية التي اصبحت سمة في تاريخنا و حاضرنا و ترشح بعض التصورات عن المرحلة القادمة، منها عودة حمدوك(يهوذا السوداني ) و دور عسكر برهان و مستقبل جنجويد حميدتي و كذا المشلع من حركات البؤس التي اصبحت تعيث _تعيش _ بلا مباديء و لا ملامح ، كل هذا و لا أحد يتبرع بأن يخبرك من الذي دعا لهذه العبثية أساسا؟ و من الذي يفاوض نيابة عن هذا الشعب اليتيم؟ و كيف تم اختيارهم؟ و هل هم يمثلون ثورتنا العظيمة التي ما زالت كل يوم تهز شوارعنا و تهزم جبروت جنود الاحتلال الذين لا تعرف لهم زي و لا هوية و لا مشتركات مع هذا الشعب الآبي.
.. أننا نرفض كل ما ينتج عن الغرف السرية جملة و تفصيلا و نرفض الطريقة التي تعالج بها قضايانا و هذه الوصاية المقيتة التي تفترض اننا شعبا مفعولا به فقط في خانات النصب الاقليمي و الدولي و نحن ليسوا قليلي حيلة و لكننا نصبر حتي ينفد الصبر و نحن الأيوبيون في هذا المقام و لكننا عندما نواجه حتما نغير كل المعادلات و التي سوف تتغير مهما ضج السافهون بأسم الوطن او مؤسساته الخارجية التي اصبح جزء من شغلها هي السمسرة علي مستقبل الشعوب و الأوطان .
.. ليست هنالك شخصيات وطنية بهذا المسمي المختلق المتداول بينهم ، فيما عدا أمهات الشهداء و آباءهم و الي ابسط سوداني/ سودانية يميط الاذي عن طريق الناس فهو وطني و يا ليت من يميط اذانا من تجار الدين و السياسة في حياتنا السودانية .
.. لا تقبلوا بالمسلمات الغريقة في البلادة و السذاجة، اصنعوا مفاهيمكم النابعة من قناعاتكم و ثورتكم الأبية التي تصارعها الآن كل أسباب الزيف و التشوه و الخيانات العريضة .
.. لن يمثلنا السواقط و الأشباح و الذي خانوننا في منتصف الطريق، نعم حمدوك خاننا و خان الثورة و ثقة أربعين مليون سودانية و سوداني، هل ببساطة سوف نمنحه ثقتنا مرة اخري و نفتح له القصر و قلوبنا؟ و مؤسساتنا العسكرية خانتنا و قتلتنا و اغتصبت حرائرنا، هل هذا فصل ينسي ببساطة هكذا؟ الحركات المشلعة خانت إنسان الهامش و تربحت من قضاياها و خانتنا بالاجمال، هل هولاء كلهم قمينين بمجرد وجودهم في المشهد ناهيك عن منحهم اي ثقة؟!
.. لابد من ثورة تعيد البيت(الوطن ) لنا و تطهره و تزينه كيوم العيد، و لابد لبناتنا و أبنائنا ان يرثوا وطنا يفخرون به و ذلك عبر نضالنا و عملنا منذ هذه اللحظة التاريخية التي اكتملت فيها كل أنواع التآمر و الخيانة و الخيابة الوطنية، و ما زلنا نطلق ببلاهة مسمي شخصيات وطنية و هم خلو من اي فضائل كانت في يوم الأيام عنوان لهذا الإنسان النبيل، الإنسان السوداني الذي اعملوا فيه تجريحا و تشويها حتي انكرنا انفسنا و تاريخنا .
.. الوهج قادم مع صحو الضمائر و ميلاد هذه الحشود الباسلة من كنداكاتنا و ثوارنا و أمهات عجينهم الصبر و الإلهام و آباء جباههم الشموخ .
.. الثورة وعي و فعل و بناء مستمر .

jebeerb@yahoo.com
/////////////////////////

 

آراء