في بيتنا أسرة نازحة نعتبرها نزلت اهلا وحلت سهلا

 


 

 

في بيتنا أسرة نازحة نعتبرها نزلت اهلا وحلت سهلا وهي علي الاقل تحافظ علي ماتبقي منه بعد أن تمت سرقته وتأثر بعض جنباته بدانة دانتين ورصاص لم يسلم منه حتي خزان الماء الذي أصابه ثقب فأصبح كالغربال !!..

ولا ندري كيف نشكر ابننا من الملازمين ابراهيم علي رضا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيه خير الجزاء علي وعيه وحسن تصرفه عندما راي منزلنا المتواضع قد دخله الاوباش ونهبوا ممتلكاته وخرجوا وقد تركوا الباب مفتوحا على مصراعيه مما يجعله عرضة لأن يكون مستباحا لكل من هب ودب ولا يدري أحد السيناريوهات التي يمكن أن تجري بداخله وربما يصبح مقبرة داخلية يقتل إنسان ويضعونه في أي غرفة فيه ... وتخيلوا بمرور الوقت وتحلل هذه الجثث وانتشار الجراثيم والهوام والحشرات والقوارض والثعابين ... هذا خلاف أن تسكنه الشياطين فتصير السكني فيه مستحيلة لسنين وسنين ...
المهم أن ابننا من الملازمين ابراهيم راي أن لايظل البيت خاليا ونيابة عنا سمح لأسرة أو أسرتين نازحين من ام بدة بالدخول والإقامة فيه وأرسل لنا فيديو بالوضع الجديد مع هذه الأسرة النازحة بأطفالها وبقية أفرادها وقد رايناهم قد اهتموا بالدار ونظفوها من مخلفات بعض الدمار الذي حصل وهو دمار جزئي طال أطراف البيت ولم يمس البناء الرئيسي وقد انزلوا الخزان من السقف ووسدوه عجلين من المطاط وضع أحدهما فوق الآخر فصار للخزان قاعدة وعاد للعمل بعد أن أجريت له عملية ترقيعية وتجميلية في نفس الوقت وتم ملأه بالماء الذي عاد للخدمة بعد انقطاع دام قرابة السنتين وعادت الكهرباء وحسنا فعل ابراهيم وزملائه في الملازمين في إيواء الأسر القادمة من بحري وام بدة ومن اي مكان بالعاصمة مازال غير آمن ...
أن سكني هذه الأسر في البيوت المهجورة التي تعرضت للنهب والتخريب فيه حفاظ عليها علي الأقل أن لاتسكنها شياطين الإنس والجن والثعابين ... وقد حكي لنا ابننا ابراهيم بأنهم رصدوا ثعبانا ضخما يخرج من البيت ويلوذ بمصرف الأمطار المجاور عندما أحس بالحركة التي دبت في البيت ولم يكن متعودا عليها وقد إصابته بالهم والقلق فخرج مسرعا لايلوي علي شيء .
ومن الأشياء الجميلة أن ابننا ابراهيم وأفراد الأسرة الذي سكنوا في منزلنا وجدوا مستنداتنا مرمية علي الارض لأن اللصوص بعثروا محتويات الدواليب بحثا عن ماخف وزنه وثقل زمنه ... لقد حافظوا لنا علي هذه المستندات واحتفظوا بها الي ان يتم إرسالها لنا مع اول قادم للقاهرة فجزاهم الله سبحانه وتعالى خيراً واحسانا .
نهب اللصوص المكيفات وعددها ٢ فقط والتلفزيون وجميع الأسرة والمراتب والكراسي وحتي عدة المطبخ انتقوا منها المفيد وتركوا ماتبقي مبعثرا علي الارض في فوضي عارمة .
فعلا لقد قام شباب الملازمين بواجبهم نحو النازحين وبعد استئذان أهل البيوت المهجورة واحيانا تصرفوا من تلقاء أنفسهم باقتناع تام أن إيواء أسرة مشردة فيه خير كثير وان هذه الأسر ستحافظ علي البيوت الي حين عودة أصحابها وبذا تكون المنفعة عامة بعد كل هذا العناء الذي عاني منه الجميع .
ومازلنا ننتظر ونرجو ونرفع الأكف بالدعاء الطيب أن تتوقف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية وان يعود الجميع لدار عزة وطن الحدود !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء